" الخيار الثالث "

مهند أبو فلاح 

يحتل سلاح البحرية الصهيوني المرتبة الثالثة من حيث الحجم و التسليح فيما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي بعد القوتين البرية و الجوية ، و رغم ذلك كثرت في الآونة الأخيرة التقارير الصحفية التي تتحدث عن إمكانية استخدام هذا  السلاح  من قبل حكام تل أبيب في عدوانهم الغاشم على القطر اللبناني الشقيق على غرار ما حدث في اجتياح بلاد الارز و حصار بيروت صيف العام  1982 حينما تمكنت القطع البحرية الصهيونية من تنفيذ سلسلة من عمليات الإنزال البرمائية شمال نهر الأولي على الطريق المؤدية من مدينة صيدا الساحلية في جنوبي لبنان الى العاصمة اللبنانية بيروت .

إن احتمال استخدام سلاح البحرية في عمليات انزال برمائية محدودة ذات طبيعة استعراضية دعائية في بعض المناطق على الواجهة البحرية الساحلية في لبنان يبدو أمرا ممكنا من الناحية النظرية لكنه قد يصطدم بمقاومة عنيفة لا تقل شراسةً عن تلك التي يتعرض الجيش الاسرائيلي في المناطق الحدودية الجنوبية المتاخمة لشمال فلسطين المحتلة كالعديسة و كفر كلا  و مارون الراس  على نحو يوقع إصابات عديدة و خسائر فادحة بالمعدات و الأرواح بين جنود هذا الجيش الغازي .

لقد مُني سلاح البحرية الصهيوني بسلسلة من الانتكاسات حتى في ذروة انتصارات الدويلة العبرية المسخ على غرار ما حدث في حرب حزيران / يونيو من العام 1967 و بعيدها ، حينما تمكنت القوات البحرية المصرية إحباط محاولة لنسف قطع بحرية تابعة لها في ميناء الإسكندرية على سواحل البحر الأبيض المتوسط خلال حرب الأيام الست حيث وقع في قبضتها ستة أسرى من الضفادع البشرية الإسرائيلية ناهيك عن إغراق المدمرة إيلات إلى الشمال مدينة بورسعيد في الحادي و العشرين من شهر تشرين الاول / اكتوبر من العام نفسه حيث لقي 47 ملاحا بحريا صهيونيا مصرعهم و أصيب 91 آخرون بجراح متفاوتة .

الاخفاقات التي مني بها سلاح البحرية الصهيوني لم تقتصر على الجبهة المصرية فقط بل امتدت أيضا إلى لبنان فقد انتهت عملية إنزال برمائية مماثلة في أيلول سبتمبر من العام 1997 في منطقة الأنصارية بالقرب من مصفاة الزهراني الى الشمال من مدينة صور بكارثة كبرى عندما لقي 12 عسكريا إسرائيليا مصرعهم على يد عناصر  مشتركة من حزب الله و حركة أمل و الجيش اللبناني ، لذا فإن هنالك كثير من المحاذير و المخاطر التي قد تنتظر أية عملية استخدام للقوات البحرية الصهيونية في الحرب الدائرة رحاها على الجبهة اللبنانية .