الدكتور عصام العزاوي يكتب :وداعاً ابا جدعان .

وداعاً ابا جدعان ..
الابطال في صمت يقدمون وفي هدوء يرحلون، وعلى المغانم لا يتهافتون، غيب الموت اليوم بطل من ابطال جيشنا العربي، بعد أن سطر في صفحات التاريخ اروع قصص البطولة والشجاعة، والتضحية والفداء، ترجل عن صهوة جواده فارس من فرسان كتيبة الحسين الثانية "ام الشهداء" احد ابطال معركة تلة الذخيرة في الشيخ جراح بالقدس في حرب حزيران 1967 المرحوم مصطفى جدعان وراد الخرشه "ابو جدعان"، إسمه بث الرعب في قلوب جنود العدو، لم تُخفه طائراته ودباباته، ولا مدافعه وبنادقه وبقي على مدفعه الصغير يقاتل ببسالة فدمر أربع دبابات وقتل ما قتل من جنود العدو، استمر القتال داخل الخنادق بالسلاح الابيض والقنابل اليدوية، حتى إستشهد كافة افراد السرية الثانية في خنادقهم وعددهم 103 وأسر العدو الجنود الخمسة الناجين المثخنين بالجراح ومن بينهم البطل "ابو جدعان" الذي أصيب بثمانية رصاصات بقيت اثارها اوسمة تزين جسده تحكي إقدام وفخر يورثه لأبنائه وأحفاده، بقي ابو جدعان مع رفاقه في الاسر مدة اربعة أشهر طوداً شامخاً تحدى خلالها دايان،  عادوا بعد عملية تبادل للاسرى واستقبلهم في قاعدة المفرق العسكرية المغفور له الملك الحسين قائلاً لهم : أهلا برافعي رؤوس الاردنيين والعرب، تقاعد ابو جدعان عام 73 وعاد الى ام الينابيع في لواء المزار الجنوبي، ليزرع ارضه ويعيش فيها قابضا على جمر حب الوطن … 
ابا جدعان : لقد عشت جندياً شهماً، وعسكرياً محترفاً، قاتلت بشجاعة وأديت واجبك تجاه وطنك بأمانة وإخلاص، غادرتنا وقلبك متعلقا بوطنك وعيونك ترنو نحو فلسطين، رحلت عنا وتركت خلفك ارثاً بطولياً ستفتخر به الأجيال القادمة، رحم الله ابو بسام ورحم شهداء الوطن وجعل الجنة مثواهم.