" تحييد العامل الفلسطيني "

مهند أبو فلاح 

صعد العدو الصهيوني خلال الساعات القليلة الماضية من وتيرة استهدافه لكوادر قيادية فلسطينية ناشطة عاملة في الساحة اللبنانية فيما يبدو أنه محاولة لتحييد  التنظيمات الفدائية التي ينتمي إليها هؤلاء و منع انخراطها في مواجهة العملية العسكرية البرية التي أطلقها حكام تل أبيب الليلة الماضية ضد المقاومة اللبنانية في جنوبي بلاد الارز و التي يشكل حزب الله العمود الفقري لها .

استهداف القيادات الفلسطينية و آخرها محاولة اغتيال اللواء منير المقدح أحد أبرز قيادات كتائب شهداء  الاقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا لا يمكن النظر إليها بمعزل عن اغتيال فتح الشريف مسؤول حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان داخل مخيم البص المجاور  لمدينة صور أو اغتيال ثلاثة من المسؤولين العسكريين و الامنيين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مستديرة الكولا غرب العاصمة اللبنانية بيروت فجر أمس الإثنين 30 ايلول / سبتمبر 2024 .

إن المؤشرات و المعطيات المتوفرة لحد الان توضح للمتابعين الأوضاع العسكرية و الأمنية في القطر اللبناني الشقيق وجود مخطط صهيوني واضح المعالم لإخراج فصائل المقاومة الفلسطينية هناك بما تملكه من قوى و موارد بشرية متحفزة تمتلك دافعية قوية لمواجهة العدو الغاشم خلال اجتياحه البري للمناطق للبنانية الحدودية الجنوبية من دائرة و معادلة الصراع المسلح ذو الطبيعة الوجودية لها بعد نجاحه جزئيا في إلحاق أذى و ضرر نسبي ملحوظ في الهيكل التنظيمي لحزب الله عبر الاعتداءات التي تمت مؤخرا .

لقد شكلت الفصائل الفلسطينية المسلحة معينا بشريا لا ينضب و احتياطا استراتيجيا لا غنى عنه في معارك المقاومة اللبنانية ضد العدو الصهيوني كما كان عليه الحال في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي انطلقت بعد الاجتياح الصهيوني لبيروت في عام 1982 و شاركت في عملياتها فصائل اليسار الفلسطيني كالجبهتين الشعبية و الديمقراطية أو لاحقا في تسعينيات القرن الماضي تحت مسمى المقاومة الإسلامية الذراع العسكرية الضاربة لحزب الله كما فعلت الجبهة الشعبية القيادة العامة و حركة فتح الانتفاضة قبل الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان في أيار مايو من العام 2000 للميلاد .

الخبرة التراكمية و الباع الطويل في مقارعة الاحتلال لدى الفصائل الفلسطينية المتواجدة في لبنان يشكل إضافة نوعية إلى المقاومة اللبنانية لا يستهان بها لدى صانع القرار الصهيوني و هو يسعى إلى إخراج هذه الورقة بكافة الوسائل و السبل من معركة قد تطول و تخرج عن نطاق السيطرة إن لم يتم التحكم بمخرجاتها التي تبدو مفتوحة على كافة الاحتمالات في المرحلة الحالية .