عندما تغيب الحكمة وأصحابها ترى العجب...



ويبدو أن هذا هو حال الأمم المهزومة فهي تبحث في جنس الملائكة وطهارة ثوب أجنحة الحشرات وتعلق في القضايا التي لا يمكن حلها ولا تعود بالفائدة على أحد ...

ويبقى القاتل متحكما في الأرض والبشر وسيقتل مجددا ومجددا وسنبقى  فقط نختلف في مكانة القتيل ودرجته بدل أن نعاقب القاتل ...

فكل من ترحم لن يرفع درجة عند الله لمن لا يستحق ، وكل من أنكر لن يؤخر هذا درجة عن التي يستحق ...

وهي معركة مع طواحين الهواء !

وتبقى معاركنا معارك دونكيشوتيه ...

مع الاحترام لك يا دونكيشوت فقد صارعت طواحين الهواء وأنتصرت عليهم ...

أما نحن في هذا الفضاء الإلكتروني ما زلنا نتقاتل من في الجنة ومن في النار ...

ومن يستحق الرحمة ومن لا يستحقها ...

واظن القاتل أرخى رجليه وأبتسم فقد تحقق الهدف وضاعت الضحية بين من يعتقد ومن لا يعتقد ...

وهل لو نطق ولي الأمر بأن المذكور شهيد سيصمت البعض ، فولي الأمر قد قال ...

هل لو نطق هذا أو ذاك سيتغير في مآل هذا أو ذاك ...

ألم يعجب الله لقاتل ومقتول في الجنة ، قتله صابرا محتسبا وتاب فقتل،  ولا أزعم أن أحدا في الجنة أو في النار ، فهذه ليست من شأني ...

وهل لو قدر  الواحد منا مآل الخلاف و بأن هذا الخلاف أضر الأمة ولم يقدم في درجة هذه ولا تلك شيئا ...

ولكن الإنقسام وقع وأضر الأمة قبل أن يضر ضحية و ينفع قاتل ...

إبراهيم أبو حويله...