تربية الحيوانات الأليفة.. هل تؤثر على الأسرة بالمنزل..


فريحات: اللجوء للطبيب البيطري والزيارة الدورية له أولوية

قدسية: الإصابة بجرثومة القطط لا تحدث إلا بحالة اصابة القطة بالجرثومة

الدهون: تربية الحيوانات الأليفة تُحسّن المزاج في المنزل

الأنباط- كارمن أيمن

تشهد الأردن تطورًا ملحوظاً فيما يتعلّق بظاهرة تربية الحيوانات الأليفة، إذ تتزايد أعداد الأُسر المربيّة للحيوانات في المنازل، حيث يرافقون الحيوانات الأليفة خلال التنزّه أو المشي وأثناء قيادة السيارة، فضلًا عن اهتمامهم بتوفير الغذاء المناسب لها في ظل أجواء تتسم بالمتعة، ويُعزى ذلك إلى التحوّل في العقليات والقيم المجتمعية والانسانية، الأمر الذي جعل تأثير تربية الحيوانات الأليفة ينعكس بشكلٍ ملحوظ وفعّال على مُختلف الأصعدة سواءً كانت صحّيّة أو نفسية.
لبنى مربية حيوانات أليفة بدأت بتربية القطط منذ ست سنوات وتقدم لها الرعاية الصحية اللازمة، إذ تقوم بِـتقليم أظافرهم شهريًّا وتقص شعرهم مرتين سنويّا فضلًا عن اصطحابهم للطبيب البيطري قبل بدء كل موسم وتزويدهم بالدواء المناسب كل ستة شهور، إضافةً للزيارة الدورية للطبيب البيطري.
للبنى تحدثت عن عدّة مواقف حدثت معها مبينة أن الاليفة تستطيع فهم مشاعر صاحبها سواء كانت حزن أو سعادة وقادرة على تخفيف الآلام واحتواء الموقف.
من جانبها تقول ألاف عن تجربتها مع الحيوانات الأليفة، إذ قامت بتربية قطّة منذ عام بلغت من العمر أسبوعين، ولديها عيب خلقي في أمعائها ما اضطرها لاحضار نوع معين من الطعام لا يتواجد في المحال وانما بالعيادات البيطرية لاسيّما أنّه غالي الثمن، موضحة بأنّ تجربتها لم تكن جيدة إذ انها أثرت على الجهاز التنفسي لأبنتها نظرًا لبقاء القطة في الغرفة التي تنام فيها ابنتها، وبعد استشارة الطبيب حذَّرها من وجود القطة في نفس مكان النوم، فقامت بإعطائها لآخرين لتبينها والاعتناء بها.
وفي تجربة سابقة لها مع قط حديث الولادة حظي بحب العائلة والاهتمام الكبير فكان يبعث روح الإيجابية في المنزل لدرجة أنَّ الاطفال تعلّقوا به، وفي روايتها كان القط يعلم مسبقًا اسلوب المناداة إذا كان للطعام أو لـ اللعب، ومن منظورها تعتقد بأنَّ القطط اذكياء جدًّا، ولم تسعها الفرصة في إتمام رعايته لأنه خرج ولم يعد، ممّا انعكس على نفسية ابنتها فقد حزنت كثيرًا.
بالمقابل، قال المرشد النفسي محمد عيد الدهون "للأنباط" ان تأثير تربية الحيوانات الأليفة على الأسرة في المنزل تنعكس على الفرد إيجابيًا بتحسين المزاج والشعور بالراحة والأمان وتقليل الشعور بالوحدة و زيادة النشاط البدني.
وتابع، الأمر لا يقتصر على الكبار فقط بل له الأثر على الأطفال إذ يكتسب عبرها الطفل عدّة مهارات تمكّنه من تنمية روح اللعب والمداعبة وتحمل المسؤولية إضافةً للتحفيز والانضباط، فعندما يقدم الطفل الرعاية للحيوان من غذاء و دواء ويدرك بأنه مسؤول عن كل ما يتعلق بالحيوان فهذا يؤدي إلى تقليل سلوك العدوان والتنمر عبر تحفيز العاطفة لديه كونها تعزز التواصل العاطفي والتفاعل بين الفرد والحيوان ما ينعكس على إيجابا على صحته النفسية وتطوير مهارات التحمل والصبر.
العديد من الدراسات بينت فوائد تربية الحيوانات في تقليل مستويات الإجهاد وتحسين الصحة النفسية منها التي أجرتها "جامعة ميامي" ونشرت في مجلة "Psychosomatic Medicine"، إضافة إلى الدراسة التي أعدّتها "جامعة كنساس" ونشرت في "Journal of Personality and Social Psychology"، التي تحدثت عن التأثير الإيجابي لتفاعل الأطفال مع الحيوانات على مستويات السعادة والارتياح النفسي، والدراسة التي أجرتها "جامعة هارفارد" وتحدثت عن العلاقة بين تربية الحيوانات وتحسين مستويات الصحة النفسية والاجتماعية للأشخاص.
وفي السياق، أشارت الطبيبة النسائية سهير قدسية الى أن محبّي تربية الحيوانات الأليفة معرضين للإصابة ببعض الأمراض والجراثيم المعدية أكثر من الآخرين لاسيّما إن كانوا أطفالا أو كبارا في السن أو حوامل أو ممن يعانين من ضعف في الجهاز المناعي، مبينة أن هذه الأمراض التي قد تسببها أو تنقلها الحيوانات للإنسان عن طريق أمراض في الجلد (فطريات جلدية، وفي فروة الرأس)، أو انتقال بعض البكتيريا كالسالمونيلا والتي تؤدي إلى التهاب معوي واسهال واستفراغ.
وتابعت يمكن في بعض الأحيان انتقال جرثومة القطط للإنسان، فإذا كانت الإصابة فيها لحامل أو كانت تصاب بها فيها للمرة الأولى وتحديدا في الشهور الأولى من الحمل وانتقلت الجرثومة للجنين فمن المحتمل أن يؤدي إلى اسقاط او تشوهات لدى الجنين، لكنها بعد ذلك في حال تكرار اصابتها فإنها تكتسب مناعة ولا تصاب به، لافتة إلى أنه يتم التأكد من مدى إصابة المرأة وتأثر جنينها بالجرثومة بأخذ عينة دم منها لفحص الأجسام المضادة لجرثومة القطط، كما يمكن فحص السونار للجنين، فإذا كان مصاب بالجرثومة فإن بعض العلامات تظهر في جهاز الالتراساوند بحيث يتم التثبت بأن الجنين أصيب فيها وذلك عن طريق زيادة السوائل في الدماغ أو وجود تكلسات على الدماغ، مشدِّدةً على أن هذه الحالة تنتقل فقط عندما تكون القطة مصابة بالأساس بهذه الجرثومة فقط، ما يؤكد على أن القطط في حالتهم الطبيعية لا ينقلون هذا المرض.
وأوضحت قدسية أن القطط لا تسبّب العقم لدى النساء وان الاصابة بجرثومة القطط لا تؤثر على القدرة الانجابية، وان كانت المرأة حامل عليها تجنب التعامل مع القطط مع مراعاة قيام آخر بتنظيف صندوق فضلات القطط ، مشيرة إلى أن جرثومة القطط يمكن أن تنتقل عن طريق براز القطط وبعض الحيوانات إما عن طريق الملامسة أو تناول طعام وخضراوات ملوث به من قبل الحيوانات، لذا يجب غسل الخضروات جيدا قبل تناولها وعدم أكل اللحوم النيئة وطهيها جيدا .
ودعت إلى اتّباع إجراءات معينة تقلّل من انتقال الأمراض أو الجراثيم أو الفيروسات من الحيوانات للأسرة منها، تجنّب ملامسة براز القطط ولبس القفازات عند تنظيف صندوق الفضلات وغسل اليدين بشكل جيد فضلًا عن مراجعة الطبيب البيطري و أخذ المطاعيم اللازمة والاهتمام بنظافة الحيوان والمكان الذي يمكث فيه وتطهيره بالمعقمات اللازمة، مؤكدة أهمية عدم السماح للحيوانات بالذهاب خارج المنزل أو مخالطة للحيوانات المتواجدة في الشارع و الضالة لأنها قد تنقل الجراثيم.
بدوره، قال الطبيب البيطري ساري فريحات بأن المطاعيم يتم استخدامها لأمراض فيروسية ويجب البدء بإعطاء أولى الجرعات للحيوانات الأليفة منذ الاسبوع الثامن مشيرًا إلى أن نظام المطاعيم يكون "مبرمجا ومجدولًا" ليأخذ الجرعة الثانية والثالثة بالأوقات المناسبة حتى يكون مطعمًا تطعيمًا تامًا، ليصبح بعده المطعوم سنوي.
وأوضح أنَّ التكلفة المادّية والرعاية الصحية والغذائية للاهتمام بالحيوانات الأليفة خلال العام الواحد تعود لمربيي هذه الحيونات، حيث أن الفجوة في تكلفة تربية الحيوانات الأليفة كبيرة، أي أنها تشكل فرق لدى الذي يريد تربية الحيوان بتكاليف بسيطة مقارنة مع الذي يريد تربيته بتكاليف عالية، مشيرا إلى أنّ المعدل المثالي للتكلفة تُقدّر بحوالي 200-150 دينار.
و نوّه إلى ضرورة تقديم المطاعيم للحيوانات والأخذ بعين الاعتبار بأنها "الزامية" وليست "اختيارية"، فضلًا عن أهمية التغذية المناسبة المتمثلة باطعامهم بكميات مناسبة ومحسوبة لا تزيد عن حاجتهم، لافتًا إلى ضرورة الانتباه لصحة الحيوان واصطحابه للطبيب البيطري في حال حدوث أي تصرّف غريب دون اللجوء إلى محركات البحث أو الاستفسار من أسرة أخرى مربية للحيوان ذاته.
وتابع، اللجوء للطبيب والزيارة الدورية له أولوية، مضيفًا أنه لا يستحسن خروج الحيوان المنزلي لفترات طويلة لعدم اختلاطه بحيوانات خارجية قد تسبب بعض الفيروسات والبكتيريا ما يسبّب المرض، نافيًا ما يُشاع من معلومات بأن الحيوانات الأليفة توّلد وتنقل.