ضمن نسبها الطبيعية.. "الامن": لا زيادة بمعدلات جرائم القتل الاسري

العشا: البعض يبرر جريمته بسلوكيات اجتماعية مخالفة من الضحية

الخزاعي: عدم التواصل الجيد بين الأسرة يؤدي إلى زيادة الانخراط في سلوكيات خطرة

الأنباط – رزان السيد

أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، عامر السرطاوي، أن معدلات جرائم القتل الأسري في الأردن ضمن النسب الطبيعية، مشيرا الى أنه لا توجد زيادة تُذكر في جرائم القتل الأسرية عن الأعوام السابقة.
حديث السرطاوي جاء ردا على الزيادة الملحوظة التي شهدها الأردن خلال الأشهر الماضية في جرائم القتل الأسرية، إذ تصدرت الجريمة الأخيرة ساحة واسعة من النقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة، التي تمثلت بقيام شاب بإطلاق الأعيرة النارية على والدته وشقيقته.
بدورها قالت المديرة التنفيذية ومستشارة جمعية معهد تضامن النساء الأردني إنعام العشا : لا يمكن حصر الأسباب التي تدفع الأفراد لارتكاب جرائم أسرية، مشيرة إلى أن الدوافع تتراوح بين خلافات أسرية، والإدمان الذي يؤدي إلى اضطرابات ذهنية، وحتى بعض الأمراض النفسية.
وأوضحت، أن البعض يبرر جريمته بسلوكيات اجتماعية مخالفة من الضحية، ورغم أن هذه المبررات قد تبدو صحيحة للبعض، إلا أن ارتكاب الجريمة يبقى غير مبرر بأي حال من الأحوال.
وسردت العشا واقعة جريمة ارتكبها أب بحجة الضغوط الاقتصادية، قام بقتل زوجته وبناته، وشددت أن الدافع الحقيقي وراء هذه الجرائم غالبًا ما يكون "الدافع الإجرامي المتأصل" في الجاني، وليس العوامل الخارجية، لافتة الى الدور المحوري للأسرة كواحة الأمان للأفراد.
وأوضحت أن العنف الأسري يشكل انكسارًا لحاجز الأمان، ما يزيد من الألم والصدمة عندما يكون الجاني أحد أفراد العائلة، مشيرة الى أن التشريعات المحلية تتعامل مع الجرائم الأسرية كغيرها من الجرائم، إلاّ أن بعض العائلات تسقط الحق الشخصي تجاه الجاني تحت ضغوطات اجتماعية، مما يعقد المشكلة.
ووفقا لـ تقرير صادر عن جمعية معهد تضامن النساء الأردني، الذي أشار الى أن عدد الجرائم الأسرية في النصف الأول من العام الحالي بلغ 10 جرائم نتج عنها 12 ضحية، منهم 9 إناث و3 ذكور منهم من قتل زوجته ثم انتحر، فيما قُتل الآخر نتيجة خلاف عائلي مع أقاربه، والثالث طعنه شقيقه.
التقرير أشار إلى انخفاض طفيف في عدد الجرائم المعلنة مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، وهذا ما أكدته الجهات المعنية التي أشارت الى أن معدلات الجريمة لا تزال ضمن مستوياتها الطبيعية.
وفي السياق ذاته قال الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، أن السبب الرئيسي لجرائم القتل الأسرية يتمثل بـ تفاقم الخلافات دون حلها بشكل سريع وفعال.
وأضاف، أن المجتمع الأردني يعتبر هذه الخلافات خاصة، ما يجعل التدخل لحلها نادرًا.
وأكد، أن تعاطي المخدرات والكحول يعد أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتكاب الجرائم الأسرية، إذ يتصرف الجاني في حالة فقدان للوعي والإدراك، محذرا في الوقت نفسه من عدم مراقبة الأبناء وتوجيههم بشكل صحيح، خاصة أن عدم التواصل الجيد بين أفراد الأسرة يؤدي إلى زيادة احتمالية الانخراط في سلوكيات خطرة، بما في ذلك العنف.
ودعا إلى تعزيز ثقافة الحوار الإيجابي وحل الخلافات بسرعة داخل الأسر، بالإضافة إلى ضرورة متابعة أصدقاء الأبناء والبيئة المحيطة بهم لمنع تأثيرات سلبية قد تؤدي إلى ارتكاب الجرائم.