هجرة العقول ... نصف الاردنيين المتعلمين يحلمون بالهجرة

عبيدات: من الصعب ايقاف الهجرة والرغبة بتحسين الأوضاع من أسبابها

الانباط – شذى حتاملة

لوحظ في السنوات الأخيرة تزايد ظاهرة " هجرة العقول الأردنية، إذ يهاجر الشباب الحاصلين على تعليم عال، وذو الكفاءات المرتفعة إلى الخارج بحثا عن وظيفة افضل، وهذه الظاهرة تعزى لـ أسباب عدة من بينها الظروف الاقتصادية التي يمر به الأردن في الوقت الحالي، وشح الوظائف التي تدفع العديد من الشباب للهجرة وغيرها، ففي الوقت الذي يعتبر فيه الشباب المتعلم ثروة وكنز، يجدون أنفسهم في مأزق كبير لـ تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في وطنهم لذا يلجأؤون للهجرة للخارج في دول توفر لهم بيئة خصبة وداعمة .
في السياق، أكدت دراسة أجرتها "بي بي سي" أن نصف الأردنيين الحاصلين على تعليم عال يرغبون في الهجرة مقارنة بـ 38 % ممن لديهم مستويات تعليمية أقل ، وكشف أن نسبة الأردنيين الراغبين في الهجرة شهدت تراجعًا بمقدار 6 نقاط مئوية ، حيث انخفضت من 48 % في عام 2022 إلى 42 % في عام 2024 ، إلأ أن النسبة الحالية لا تزال أعلى من أي مستوى تم تسجيله قبل عام 2018 .
ولفتت الدراسة، إلى أن الدوافع الاقتصادية جاءت على رأس قائمة الأسباب التي تدفع الأردنيين وغيرهم ممن شملهم الاستطلاع إلى التفكير في الهجرة ، موضحة أن النسبة بلغت 90 % وفق ذات المركز البحثي .
بدروه، قال الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات ، ان الخبراء سريعو التبخر ما يدفع الشباب ذو التعليم العال للهجرة للخارج بحيث لا يستقرون في مكان واحد ولذلك من الطبيعي أن النخبة تهاجر ، موضحا أن النخبة هي من حملة الموهلات والمهارات العليا الذين لا يجدون فرص كافية في بلادهم ، إذا كل ما ازدادت مهارات الشخص وخبراته يكون اكثر قابلية للبحث عن مكان ملائم له .
وتابع في حديثه لـ "الأنباط"، أنه من الطبيعي أن يهاجر ذو المؤهلات العليا أكثر من ذو المؤهلات الدنيا ، ولكن هناك ايضًا حالات يهاجر فيها اشخاص لا يمتلكون مهارات عليا ، لذلك هناك عوامل اخرى تدفع الشباب للهجرة للخارج منها الفقر والبطالة ، مبينا أن الهجرة لها اسباب عامة منها التباين في فرص العمل بين البلدان التي يرغب الشباب في الهجرة اليها والبلدان التي يعيشون فيها ، وعندما تنشا مثل هذه الفجوة من الطبيعي أن فائض العمالة تبحث عن مكان ملائم له سواء من حملة التعليم العالي ام لا .
وبين العبيدات أن الرغبة في تحسين الأوضاع قد تكون احد الاسباب التي تدفع الشباب للهجرة للخارج ، فالهجرة من الصعب ايقافها لأن الدول الغربية من الدول الجاذبة للشباب الباحثين عن فرص عمل وحياة افضل ،مشيرا إلى أن البلاد التي تجذب هي بلاد تعيش في ديمقراطية، لذلك يهاجر معظم المفكرين بحثا عن الديمقراطية واتاحة الفرصة لهم للتعبير عن ارائهم ، إضافة إلى أن الاحوال الاقتصادية وانعدام فرص العمل ووعود الحكومة التي ليس لها اثر في الواقع تدفع الشباب للهجرة للخارج.