هل تخلص الدبلوماسية الأردنية الى إنتزاع الإعتراف بـ فلسطين كدولة من فرنسا وألمانيا؟
فرنسا خجله وتلمح قريبا.. والمانيا على وشك الإعتراف
الأنباط – الاف تيسير
اصبح "الجهد الدبلوماسي" الذي يقوم به الأردن في العالم لـ الدعوة لوقف الحرب على غزة، وأهمية التهدئة والدفع باتجاه حل عادل للقضية الفلسطينية، والبحث عن حلول جديدة لـ إنهاء الصراع المتعلق بـ القضية الفلسطينية والعدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة من قبل جيش وحكومة "المتطرف" "نت ياهو" وثلة المتطرفين في حكومته.
وتظهر مساهمة هذه الجهود بـ قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بشكل واضح في إنتزاع إعتراف الدول الغربية بـ فلسطين كـ دولة مستقلة، من خلال المساعي الحثيثة التي يبذلها جلالته في لقاءاته مع رؤساء الدول الكبرى، وكان لها الأثر الكبير والملحوظ على مواقف العديد من الدول الغربية خاصة فرنسا وألمانيا.
يأتي ذلك، فيما ما يزال العديد من الأنظمة العربية والغربية يزعمون أن مسألة الإعتراف بـ فلسطين كـ دولة كاملة السيادة تمثل إنتصارا لـ حركة المقاومة الإسلامية حماس على دولة الكيان الصهيوني المحتل، في وقت يرى اخرون من هذه الدول وعلى رأسهم الأردن، أن الإعتراف بـ فلسطين كـ دولة لا علاقة له بـ الحرب الناشبة بين "حماس" والكيان الصهيوني وأن هذا الأمر حق خالص لـ الفلسطينيين الذين يقيمون على أرض فلسطين الحرة.
وكان جلالته في العديد من المواضع والمحافل المحلية والدولية أكد وقال :"أن ما يقدمه الأردن للأشقاء الفلسطينيين هو واجب، ولن يلتفت لبعض المشككين".
يذكر أنه ولغاية هذه اللحظة اعترفت كل من سلوفينيا وإسبانيا والنرويج وإيرلندا بدولة فلسطين، ووصل عدد الدول المعترفة بها إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتعترف غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، إلا أن دولا غربية مؤثرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي لا تعترف بفلسطين كدولة مستقلة.
وفي السياق، تؤكد المعلومات الصادرة من واشنطن إنها تفضل الإعتراف وإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف، إلاّ عن طريق المفاوضات مع "إسرائيل"، وهو رأي تشاركه معها قوى أوروبية أبرزها فرنسا وألمانيا.
ألمانيا على وشك الإعتراف
من جهتها، ما زالت ألمانيا ترفض الإعتراف بـ فلسطين كـ دولة، وأكدت عزمها الإعتراف بها قريبا، إلاّ أن موقفها الرافض ما زال قائما نظرا لـ أن برلين ما تزال ملتزمة بـ الهدف الخاص المتمثل بالتوصل الى حل الدولتين عن طريق التفاوض بين "الإسرائيليين والفلسطينيين، ثم بعدها يتم الإعتراف والقبول بوجود دولة فلسطينية وفقا لـ ما صرح به المتحدث باسم الحكومة الألمانية "شتيفن هيبشترايت"
ووفقا لدراسة استطلاعية أجراها مؤخرا معهد "فورسا” تهدف الى قياس مؤشرات الرأي العام في ألمانيا حول فرضية الإعتراف ب فلسطين كـ دولة، أوضحت نتائجها عن معارضة نحو 50% من الشعب الألماني الاعتراف، في وقت أيده قرابة 38%، ولم يحسم 12% موقفهم نظرا لـ عوامل مرتبطة بالثقافة والإطلاع السياسي.
أما بـ النسبة الى معهد أبحاث الرأي العام "يوغوف" الألماني فقد كشفت نتائجها، إن نسبة الراغبين في الاعتراف بدولة فلسطين بين الألمان تبلغ 40%، وعارضها نحو 27% ممن شملتهم الدراسة.
من جهته، طالب سفير السلطة الفلسطينية في ألمانيا ليث عرفة، الحكومة الألمانية بالاعتراف بدولة فلسطين على غرار ما أعلنته حكومات النرويج وايرلندا وإسبانيا، قائلا : "بالنظر إلى المسؤولية الخاصة التي تتحملها ألمانيا تجاه قضية السلام في المنطقة والتزامها المعلن بحل الدولتين، يبقى الأمل أن تحذو ألمانيا نفس الحذو قريباً وتصف فلسطين بما هي عليه: دولة تنتظر استقلالها، لشعب ينتظر حريته".
باريس خجلة من الإعتراف
تشير التقارير والتصريحات الإعلامية والصحفية الى أن باريس لطالما حرصت على توجية الدعوة إلى تسوية سياسية للنزاع بين الفلسطينيين و" الإسرائيليين"، على أساس حل الدولتين كما موقف ألمانيا، بما يسمح بـ تلبية الاحتياجات الأمنية لـ "إسرائيل" من جهة، وتطلعات الفلسطينيين لـ إقامة دولتهم المستقلة من جهة أخرى، وبالرغم من أن فرنسا كانت في كثير من المواطن والمواضع السياسية عرضة لـ الاتهامات من قبل اليمين "الإسرائيلي" نظرا لـ ميولها المؤيدة للعرب.
ويتضح الخجل السياسي على ملامح باريس، بـ تصريحات الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، المتمضن أن الوقت ليس مناسبا لـ للاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدا أن فرنسا لن تعترف بـ دولة ما، على أساس السخط، بل نعترف بذلك في إطارات عملية، مشددا أن الاعتراف بفلسطين ليس من المحظورات" في فرنسا، معتبرا أن "على فلسطين أولا أن تنفذ بعض الإصلاحات"، دون ذكر ماهيتها.
يأتي حديث ماكرون مع تصاعد المطالبات للحكومة الفرنسية بالاعتراف بدولة فلسطين، في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية دعما واسعا من العالم، أشعل أوساطا نخبوية في الرأي العام الفرنسي وفقا لما نشرته صحيفة "ليبراسيون" عن توقيع أكثر من 235 فنانا ومؤثرا فرنسيا لائحة مطالبات رسمية بـ إعلان الاعتراف بدولة فلسطين، ضمت فنانين من أصل جزائري، أبرزهم دي جي سنيك والمؤثرة لينا مرفوف المعروفة باسم "لينا سيتياسيون"، كما ضمت أيضا الممثل الفرنكو جزائري دالي بن صالح، والممثلتين نوال مدني ومالحة بديعة، والممثل الكوميدي مليك بن طلحة والممثل الفرنكو جزائري رضا كاتب، ويونس بن جيمة، وهو عارض أزياء ورجل أعمال ولد في الجزائر عام 1993، والكاتبة لويزة يوسف.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية، ذهبت بموجبها تل أبيب للمحاكمة لأول مرة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".