يقول وصفي ...خرج العرب من الحرب العالمية الأولى والسنين الثلاث التي تلتها وقد خدعهم الحلفاء.

إبراهيم ابو حويله


وجزأتهم معاهدة سايكس بيكو وقسمت ديارهم إلى مناطق إستعمار وإنتداب ونفوذ بين الحلفاء المناصرين....

ووعد بلفور لليهود في فلسطين وشرق الأردن، وأطاح الفرنسيون بحكم الملك فيصل في دمشق 1920( التي كان الشريف حسين وعبدالله يسعيان لسوريا الكبرى على أقل تقدير ، ولكنه نظام عالمي إستعماري في حينه، وسيطرة لليهود على مراكز القرار ) ...

هذا جعل العرب وعلى الأخص في الهلال الخصيب في وضع ذهول ومرارة ونكران وعدم تصديق لما حدث ، وبصورة تشبه الذهول والمرارة التي أصابت العرب بعد نكبة فلسطين..) إنتهى ..

سنين طويلة تحت الحكم التركي ونقص في الخبرة والحكم والخطط والنخطيط والاستراتيجيات العالمية والتحالفات الداخلية والخارجية وقلة في المال والعتاد، هذا كان واقع تلك المرحلة...

واذا لم نفهم الدرس فقد تتكرر النتائج ...

هل لنا دور فيما آلت اليه الحال ...

لقد لعبت السياسة الاستعمارية على حلم الوحدة والتحرر من بقايا الحكم العثماني وهو لم يكن خلافة بأي صورة وأن كان هناك صورة للخليفة في إسطنبول لكن لم يكن يرافق هذه الصورة إلا القليل...

نعم إتضح لاحقا أن هذا القليل لم يكن قليلا إلى تلك الدرجة ، ولكن أليس منا الآن من يرى الواقع برغم ما فيه من إنجازات قليل ويسعى للتغيير وهو لا يدرك حقيقة ما يحمله هذا التغيير...

ليس دفاعا عن احد ولكن الرجل العجوز في اسطنبول مريض والإدارة على الأطراف غارقة في الفساد والظلم والضرائب والتجاذبات والتحالفات المشبوهه...

ولورنس وبيكو وسايكس وغري وراستور وآنا يجوبون المنطقة ويزرعون الفتن ويشترون الولاءات...

ورجال القبائل وهناك نوعان من رجال القبائل نوع كانوا في نزاع ورفض للواقع المؤلم امثال عودة أبو تايه مطاردون من بقايا الحكم العثماني ، وهناك امل يلوح في الأفق بوعود كاذبة من منافقين فرنسيين وانجليز بأمل ومستقبل أجمل وهذا تعاون مع لورنس حتى يحقق حلم التحرر...

وهؤلاء الانجليز والفرنسيين في الحقيقة كانوا يعدون العدة لتقسيم المنطقة وزرع اليهود ومنحهم أرض عربية اسلامية مقابل دعم الحركة الصهيونية وجعلها تؤثر على صاحب القرار الأمريكي وغيرهم من مراكز القوى العالمية خاصة أن اليهود كان لهم تأثير كبير في هذه الفترة والكل بحاجة لولائهم وهناك صراعات وتجاذبات عالمية...

والكل يتطلع للمشاركة في تركة الرجل المريض سيطرة واحتلال وتقسيم هذه الأرض الني تنعم بالخيارات وموقع جغرافي مميز وشعب لا يملك الكثير من المقومات وبسيط...

نعم لم نكن هناك في تلك الفترة ولم نعاني مما عانوا منه. ولكن ما كانوا يبحثون عنه هو غدا أفضل لهم وللأجيال من بعدهم وهذا حق ، ولكنهم لم يكونوا على دراية كبيرة بخفايا السياسة ودهاليزها وحقارة الأنظمة الاستعمارية واطماعها ليس فقط في سرقة مقدرات البلاد ولكن في اخضاع البلاد والعباد لهم وتقسيمهم بحيث لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك ...

السياسة الإنجليزية كانت غاية في الدهاء والخبث ، لك أن تتخيل أنها استعملتنا في احتلال بلادنا وقطع خطوط الإمداد وتدمير خط السكة الحديدية. ولورنس استعملنا في احتلال العقبة ومساعدة اللينبي في احتلال وطننا ، وطن كان يرنو له الشريف حسين في أحلامه ورفض التنازل ودفع الثمن نفي في نهاية حياته ...

في تلك الفترة كان هناك العديد من زعماء القبائل في الجزيرة وغيرهم ولديهم اطماع ويتفاوتون في درجة فهمهم وولائهم واستعدادهم للتنازل وقد استغل الاستعمار الإنجليزي هذه بقوة...

ولذلك اشدد دائما على الفهم والوعي وبناء الإنسان قبل العمل لأن الثمن في حال عدم وجودهم كبير ...

دور الهاشيمين تجاه المقدسات والارض العربية كان واضحا منذ البداية ودفع الشريف حسين برجولة ثمن هذا الموقف ومات في منفاه.

ما أدين به أن الشريف حسين تم التغرير به من قبل الانجليز وأنه كان يسعى لتوحيد الأمة العربية تحت راية واحدة...

فقد كتب من منفاه...لا أقبل إلا أن تكون فلسطين لأهلها العرب ، ولا أقبل التجزئة ولا أقبل بالانتداب ولا أسكت وفي عروقي دم عربي عن مطالبة الحكومة البريطانية بالوفاء بالعهود التي قطعتها للعرب...

ولكن كيف تعرف الأمانة والصدق والوفاء بالعهود الطريق إلي الإنحليز...

أخبر مكماهون- الشريف حسين بأنه سيكون للعرب وطن واحد يشمل فلسطين...
وأخبر روزفلت- عبد العزيز بن سعود بأن الحل قي فلسطين لن يكون على حساب العرب ...
وأخبر تشرشل - عبدالله الأول بأنه إذا تمكن من تثبيت الأمن في شرق الأردن سيتم توحيد سوريا بعد ستة أشهر تحت الحكم العربي الهاشمي في الأردن 1921 ...
وأخبر البريطانيون النقراشي باشا بأنهم لن يسمحوا بامتداد الحرب وتمكين اليهود في فلسطين...
وأخبروا السوريين والعراقيين أيضا برغبتهم المطلقة بحل النزاع العربي الصهيوني وإنصاف عرب فلسطين...

كل ذلك كان في مقابل التعاون واخماد الثورات ومساعدة بريطانيا في حربها العالمية ، والرضا بأن يكون هناك موطىء قدم لليهود وبدون التأثير طبعا على ديموغرافية وشكل وحكم المنطقة ...

وعود بدولة هنا ودولة هناك وأرض وحكم واحلام ، وفي الواقع تم تقسيم الكعكة بين فرنسا وبريطانيا والصهيونية العالمية ...

وخرج العرب نتيجة هذا التعاون بإستعمار وتقسيم وحلم بالوحدة ضاع بالوعود ، وما أشبه وعود الأمس بوعود اليوم ...

وكيف إستطاعت الانظمة بعدها طمس هذه الشخصيات العربية وإخفائها، وأصبح المواطن مجرد دمية في إيدي الأنظمة...

وللمزيد تستطيع العودة لكتاب خط في الرمال
ولعبة الأمم للدكتور محمد العدوان