مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة ينظم ندوة عن الإرهاب وتداعياته الأمنية والسياسية والاقتصادية

نظّم مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة (كاسوتك)، اليوم الثلاثاء، ندوة عن الإرهاب وتداعياته الأمنية والسياسية والاقتصادية وذلك ضمن فعاليات مسابقة المحارب الدولية بنسختها الثالثة عشر، بحضور مندوب رئيس هيئة الأركان المشتركة آمر كلية الدفاع الوطني الملكية العميد الركن خالد بني يونس.

 وأكد مدير عام مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة العقيد الركن نائل الشقيرات في كلمة له أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة، سيبقى دائماً في طليعة الدول في محاربة الإرهاب، مبيناً أن الوقت يتغير وكذلك طبيعة الإرهاب وكيفية مكافحته، موضحاً أن المركز يواكب هذه المتغيرات ويعمل على تطوير منظومة التدريب فيه. 

وبيّن العقيد الركن الشقيرات أن مسابقة المحارب تمنح المشاركين فرصة فريدة للتدريب والتواصل في واحد من أفضل مرافق التدريب القتالي تقدمًا في العالم، اذ تعمل المسابقة على المستوى التعبوي ببناء روح الفريق بين القوات الأردنية والدولية المتعاونة ضد الإرهاب، كما وتمكّن من تبادل أفضل الأسس والتكنولوجيا والعتاد.

وفي هذا الإطار قال وزير الاتصال الحكومي الدكتور مهند مبيضين: "إن الإرهاب يعد من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات، وهو يهدد الأمن والاستقرار العالميين، وقد أصبحت مكافحة الإرهاب الحديثة تتطلب نهجاً شمولياً يدمج العمليات العسكرية والأمنية مع الاستراتيجيات الإعلامية والأيديولوجية الفعّالة، إضافة إلى أهمية النظر في البعد الأيديولوجي المعلوماتي، وهو العنصر الذي يشمل استخدام المعلومات والإعلام لتشكيل وتوجيه الأيديولوجيات المرتبطة بالإرهاب". 

وأضاف الدكتور مبيضين أن البعد الأيديولوجي المعلوماتي يمثل عنصرًا حيويًا في مكافحة الإرهاب، من خلال استخدام الإعلام لنشر الوعي، وتفكيك الدعاية الإرهابية، وتعزيز الأيديولوجيات البديلة، لتسهم الجهود الإعلامية في تقويض الفكر المتطرف مما يجعل المجتمعات أكثر أمانًا واستقرارًا، الامر الذي يتطلب التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الفاعلة، بما فيها الحكومات، وسائل الإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك لضمان نجاح الاستراتيجيات الإعلامية في مواجهة ومكافحة الإرهاب.

بدوره أوضح وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الدكتور أحمد الهناندة: " أن احتمالات التعطيل والأضرار الناجمة عن الإرهاب والهجمات الإلكترونية تزداد بشكل كبير بسبب الاعتماد المتزايد على مختلف وسائل التكنولوجيا من قبل المؤسسات، حيث يمكن أن يسبب الهجوم الإلكتروني الناجح عواقب بعيدة المدى حتى بالنسبة للدول، وقد أصبحت الأدوات والمعرفة اللازمة لتنفيذ الهجمات الإلكترونية متاحة بشكل متزايد، مما يقلل من حاجز الدخول للمهاجمين".

وأكد الدكتور الهناندة أن على المؤسسات معرفة الخطر والتأثير الناجم عن عمليات الاختراق وأهمية الأمن السيبراني للدول، من خلال توفير البنى التحتية الرديفة، بالإضافة إلى تطوير أنظمة حماية محلية الصنع وتجربتها، ووضع خطة لاستخدامها حال الطوارئ وعمل دراسة دورية لمعرفة مصادر التهديد المحتملة وتوظيف الاستخبار السيبراني وتحويل مخرجاته إلى خطط تنفيذية. 

بدوره لفت أمين عام وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية والمغتربين ماجد القطارنة "أن الأردن يعمل مع المجتمع الدولي ومن خلال وزارة الخارجية وشؤون المغتربين على صياغة نهج شمولي للتعامل مع خطر الإرهاب، الذي لم يعد مجرد تحدٍ يواجه دولةً أو منطقةً، بل هو استهداف يصل درجةَ التهديد ويطال المجتمع الدولي بأسره، ويشدد الأردن على أهمية الاستجابة لتهديد الإرهاب بشكل شامل يضمن إحلال السلم والأمن الدوليين، ويدعم الحلول السياسية وبرامج التنمية، ويعالج المصادر التي تغذي الإرهاب والعنف".

وأضاف القطارنة أن الوزارة تعمل على تعزيز التعاون بين الأردن ومختلف دول العالم على الصعيدين العسكري والأمني فيما يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب، وذلك عبر التواصل مع البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في عمان، وكذلك عبر البعثات الدبلوماسية الأردنية في الخارج.

ومن جانبه أشار قائد مجموعة الملك عبد الله الثاني القوات الخاصة الملكية العقيد الركن هشام الحنيطي إلى أن القوات الخاصة في القوات المسلحة الأردنية تقوم بتطبيق الحلول العسكرية قصيرة الأمد (بالقوة الصارمة)، والردع الاستباقي من خلال تمكين القوات التقليدية وأجهزة إنفاذ القانون، لدعم حملة مكافحة شبكات المخدرات (المشاركة في العمليات التي تؤدي إلى القبض على العديد من الأفراد المطلوبين ذوي الخطورة العالية) مما يؤدي إلى تقويض مواردهم المالية.

ومن الجانب الأمريكي شدد قائد قوات العمليات الخاصة للتحالف الدولي في سوريا والعراق العميد مايكل بروكس، على أهمية الجهود الدولية والتعاون المشترك في مجال مواجهة هذا التهديد وبالصورة التي تسمح في تبادل المعلومات مشيداً بتجربة الأردن في مكافحة الإرهاب.

واختتم الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية الدكتور معن النسور قائلاً: "يعتبر الإرهاب أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم، فهو المهدِّد الأبرز للاستقرار الوطني وسلامة المدنيين، وتُعد دراسة وفهم الإرهاب ذات أهميَّة بالغة بالنسبة لكلٍّ من السياسيين والأجهزة الأمنيَّة والباحثين؛ لكونه تهديدٌ مستمرٌ يتطلب استجابةً شاملةً تشمل الإجراءات الوقائيَّة، والتعاون الدولي، وتطوير استراتيجيات أكثر فعاليَّة للتصدي له في آنٍ واحدٍ، كما وأن فهم دوافع وأسباب انتشار الإرهاب يُساعد في بناء سياسات أفضل وتوجيه الجهود نحو منع التطرف، في تعزيز الأمن والسلام في المجتمعات كافة، وتُعطي الأولويَّة للاستقرار السياسيّ والعدالة والنمو الاقتصادي للحيلولة دونَ الآثار التدميريَّة للإرهاب.

وهدفت الندوة للتنسيق وتوحيد الجهود في مكافحة الإرهاب والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال وكذلك التعريف بجهود الأردن في مجال مكافحة الإرهاب والحد من تداعياته.  

وفي نهاية الندوة التي حضرها عدد من السفراء والملحقين العسكريين المعتمدين لدى المملكة، وكبار ضباط القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، دار نقاش أجاب خلاله المتحدثين على أسئلة الحضور واستفساراتهم.