الوحدة 8200 "غليلوت".. عين "إسرائيل" وعقلها الاستخباري

حزب الله أعلن عن قصفها كهدف مركزي والاحتلال يصمت


الانباط - عبد الرحمن ابوحاكمة

بعد تكهنات وتخمينات من الخبراء والمراقبين حول طبيعة الهدف الرئيس والمهم الذي قصفته مسيرات حزب الله وانتظار دام اكثر من عشرة ساعات أعلن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمته في السادسة من مساء يوم أمس الأحد عن طبيعة الهدف الذي هاجمته مسيرات الحزب في هجومها الذي شنته على عدة مواقع للاحتلال صباح الأحد ردا على الهجوم الصهيوني على الضاحية الجنوبية في بيروت قبل عدة اسابيع والذي ادى الى استشهاد المسؤول في حزب الله اللبناني فؤاد شكر وعدد من المدنيين.
وفيما مايزال العدو يتكتم ويمارس الصمت التام على الاهداف التي قصفها حزب الله، زاعما انه افشل الهجوم قبل وقوعه. قال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله "حددنا قاعدة غليلوت وهي قاعدة مركزية للاستخبارات الإسرائيلية تضم الوحدة 8200 وتبعد عن حدود لبنان 110 كيلومتر، كما قصفنا قاعدة عين شمرا القريبة منها، مشيرا الى أن معطياتنا تشير إلى عدد من المسيرات وصل إلى غليلوت وعين شمرا، واصفا السردية الإسرائيلية ب الأكاذيب.
وتعتبر الوحدة 8200 عين إسرائيل وعقل العدو الاستخباري وفق خبراء ومحللين.

ما هي (8200)؟؟

وفق المعلومات فانها تعتبر وحدة جمع المعلومات الرئيسية في مديرية الاستخبارات العسكرية (أمان)، يُطلق عليها اسم الوحدة 8200، وهي مسؤولة عن قيادة الحرب الإلكترونية في جيش العدو، وتعدّ من أهم الوحدات الاستخبارية على مستوى العالم. تأسست في منتصف القرن الـ 20، وهي مزوّدة بأهم تقنيات التجسس والذكاء الاصطناعي، ولديها أكبر قاعدة بيانات يجري تحديثها يومياً عن طريق الأقمار الاصطناعية واختراقات الهواتف وكاميرات المراقبة وكل ما يسمّى «IOT» (إنترنت الأشياء)، إضافة الى المسيّرات التي تجمع المعلومات والمخبرين والعملاء، وتعمل على مراقبة الاتصالات الهاتفية وفك التشفير لإيصال المعلومات والتحذيرات إلى القيادة المركزية وهيئة الأركان، كما تأخذ على عاتقها تطوير أدوات جمع المعلومات وتحليلها ومعالجتها قبل إرسالها إلى الجهات المختصة.
وتعتمد الوحدة على التطور التقني والبعد السيبراني لتحقيق التفوّق الاستخباري، وتركّز في عملها على الحروب الإلكترونية الإعلامية تحديداً، حيث توظّف لمصلحتها جيوشاً إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي وتدير محتويات مزيّفة وحملات وتطلق «هاشتاغات»، أي أنها تدير هذه الحرب من كل جوانبها.
وتحدث رئيس شعبة أمان سابقاً، اللواء احتياط عاموس مالكا في حديث مع «إسرائيل هيوم» عن الفشل الاستخباري والعملياتي والقيادي في الوحدة 8200 بعد هجوم 7 أكتوبر، والذي تُرجم بإنهاء خدمة العديد من ضباط العدو في الوحدة.

وتؤكد مصادر أن ال 8200 مسؤولة عن تجنيد العملاء، وتضم أشخاصاً يتقنون العربية وعدة لغات اخرى منها الفارسية، وأن عملاء أُلقيَ القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية جرى تجنيدهم عبر مواقع التواصل.
وبرز بعد 7 أكتوبر اعتماد الوحدة على أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف وتتبّعها بناءً على بيانات استخبارية تجمع بين الأقمار الاصطناعية وبصمة الصوت والصورة وكاميرات المراقبة واختراق هواتف المدنيين المحيطة بالهدف المحدد.
ووفق خبراء تقنيين، تعتمد الوحدة تحديداً على خاصية «LavenderAi»، وهي نظام توصيات يعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مصمم لاستخدام خوارزميات محددة لمعالجة البيانات الاستخبارية وتحديد الأهداف المنوي استهدافها، ويعمل مع نظام آخر يسمى «Gospel»، وهو مشفّر يعتمد على مراقبة محادثات تطبيق الواتساب وبيانات وسائل التواصل عبر ما يسمّى «Active storage» الذي يحتوي على داتا الميكروفون وصور الهاتف والـ«Gps» والـ History، حتى في حال كان الهاتف مقفلاً. ويستخدم «Lavender Ai» خوارزميات تحدد أوتوماتيكياً عناصر فصائل المقاومة، وهو نموذج احتمالي يعمل على التقديرات ويبلغ هامش الخطأ فيه 10%.

عملت الوحدة على تطوير «LavenderAi» ودمجه بخاصية «Where is dady» التي تعمل على تتبع الهدف المحدد مسبقاً وتتعقبه جغرافياً، بهدف تنفيذ الاغتيال أثناء وجود الهدف في منزله خلال زيارة عائلته، وعادةً ما يتم تخصيص حوالي الدقيقة فقط لكل هدف قبل إعطاء الإذن بالقصف. ويرجح خبراء أن هذا النظام استخدم في عمليات اغتيال طاولت مقاومين في لبنان وغزة.

ونقلت صحف إسرائيلية سابقاً عن أحد ضباط استخبارات الاحتلال أن هذا النظام حدّد حوالي 37000 فلسطيني كأهداف محتملة خلال الأسابيع الأولى من الحرب دون التحقق منها يدوياً، استشهاداً بكفاءة الذكاء الاصطناعي، كما تم استخدامه في الاف جرائم القتل في غزة منذ 7 اكتوبر.