إبراهيم ابو حويله يكتب :تعني الحرية ...


"تعني الحرية حق الناس في التجمع التنظيم والمناقشة علنا ، تعني احترام اؤلئك الذين تختلف وجهات نظرهم عن وجهة نظر حكومتهم ، تعني عدم ابعاد المواطنين عن احبائهم وسجنهم والإساءة إليهم أو حرمانهم حريتهم وكرامتهم بسبب تعبيرهم السلمي عن افكارهم أو ارائهم " هيلاري كلينتون

في مذكراتها وفي خطابها في الصين ومن اجل الشعب الصيني وخاصة منطقة التبت ، بكلمات صريحة تضمن حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وحق التعبير والحق السياسي والإنساني ، التنظير على الأخر والطلب من الاخر والسؤال للأخر ، والأخر ومن الإنسان الأخر ، ما هو مطلوب منك غير ما هو مطلوب منه ، عقدة البشرية منذ إبني آدم .

في الأسرة والمجتمع في العشيرة والقومية والوطنية وسمي ما شئت هذا الحال موجود ولكن لنعد إلى امريكا ، من المرجح أن تكون الظروف الحالية التي تمر بها الولايات المتحدة هي ظروف حرب أهلية بسبب الأخر طبعا ، فهذا الاخر مقبول أن يكون عبدا ، او مواطنا من الدرجة الثانية ، شريكا اجنبيا ولكنه لا يتمتع بنفس الحقوق والواجبات ، ولذلك يسعى البعض في الحزب الجمهوري وعلى رأسهم ترامب لإعلان ذلك صراحة وفي معظم منابرهم نحن او الطوفان ، نحن أو الحرب ، نحن اوالخراب .

المؤسف طبعا ليس هذه الدعوة ، فهذه الدعوة دائما موجودة وفي كل المجتمعات ، هناك إنماط من العداء والتقسيم جاهزة للظهور في كل المجتمعات حتى مجتمع المدينة ، تذكرون قصة الأوس والخزرج والمهاجرين والأنصار ، ولكنها تظهر على السطح عندما تصبح الحالة المجتمعية من الإنقسام والضعف في الإنسان والمبادىء ظاهرة .

هنا ما يحدث اليوم في المجتمع الأمريكي اصبحت الحالة ظاهرة ، وقد تسبب مشكلة في أي وقت إذا وجدت هذه الظاهرة عناصر انتشارها ، والشعلة المناسبة لتأخذ مكانها وتنفجر في ذلك المجتمع الذي توجد فيه .

إضف إلى ذلك حالة من عدم الرضى بين التيار الجمهوري والتيار الديموقراطي ، التيار الجمهوري يريد الحد من الهجرة ويعتمد على اقتصاد السوق المغلق ، في المقابل والكلام نسبي طبعا التيار الديموقراطي تيار يعتمد على اقتصاديات السوق المفتوح وفتح الباب للكفاءات والعولمة ، ويبدو ان لعنة امريكا في العبيد تلاحقها إلى اليوم البعض يريد العبيد ، والبعض يريد سوق حرة وايدي عاملة ، وقامت الحرب بين الشمال والجنوب .

هل ستقوم حرب اهلية كما يزعم البعض ويحدث الدمار، هذه الدمار الذي يبحث عنه البعض مع انه قد يحمل نهايته لأنه لا يريد الحرية لغيره ، ولكن هذا البعض كما البعض دائما يظن انه المستفيد من هذا الدمار ومن هذه العبودية الموجودة ، ولذلك يسعى لها ولكن عندما يقع المحظور، تكون حرب عالمية اولى او ثانية ، وفي لحظة اخرى يحدث إنهيار في الإتحاد السوفياتي وبعدها اليوغسلافي.

طبعا هي ليست لحظة والباحثين في التاريخ والإنسانيات وعلوم الإجتماع يدركون كما أدرك ابن خلدون أن هذه اللحظة غير موجودة ، وحتى هنري كسينجر وهيلاري كلينتون يدركون ذلك تماما ، ومن قرأ مذكراتهم يعلم ذلك .

هي ليست لحظة هي ارهاصات تؤدي إلى نتائج قد تحدث اليوم او غدا ، ولكن ما دامت عناصرها موجودة ستحدث .

هذا ما حاولت هيلاري ايصاله للصين ، بأن حقوق الإنسان والحريات واحترام الأخر وحق الحركة والتعبير مهم جدا كما هو الإقتصاد مهم ، ولكن الصين غير مهتمة بحرية المجتمع وانما بحرية الاقتصاد وتايون وحدودها البحرية ، وعدم وجود قوة امريكية في بحر الصين .

وامريكا نفسها غير مهتمة بحقوق الإنسان والطفل والمرأة وحق الإنسان العربي المسلم الفلسطيني وغيره في الحياة ، ولكن المهم هو السيطرة على حوض البحر المتوسط .

غريب أليس على وزير الخارجية الصنيي ان يخرج خطيبا وينظر على امريكا بأن حق الإنسان العربي المسلم في الحياة والحركة والتعبير مهم كما هو الاقتصاد والسيطرة مهم يا أمريكا .

ولكن مهلا فحتى في الاقتصاد الحرية تعني فقط ما تريده امريكا ، فهي حرمت الصين من الرقائق الذكية وفرضت عليها حظرا تقنيا للحد من تطور ومنافسة وانتشار وسيطرة الاقتصاد الصيني على هذه الصناعات ، ولكن العجوز الصيني لا يعرف الإستسلام كما يقول دينغ زياو الذي حكم بعد ماو " راقب بهدوء ، تعامل مع الأمور برباطة جأش ، إلتزم بموقفك ، اخف قدراتك ، تحين الفرصة ، واجهز على الامور متى امكن " .

لم يستلم الرئيس التنفيذي لشركة هواوي لإرادة امريكا بل شرع بكل السبل المتاحة وغير المتاحة للتغلب على العقوبات التي فرضتها امريكا عليه ، واعلنت قبل أيام ولادة جيل جديد متطور وقريب جدا مما هو موجود من هذه الرقائق اليوم ، هل كانت العقوبات سببا في التحرر من التبعية والإنطلاق بعيدا عن سيطرة امريكا ، ما دفع البعض ليقول بأن العقوبات كانت لصالح الصين .

مرة اخرى يا هيلاري الحرية هي في الفرق بين القناعة والتطبيق ، فأنت واسلافك ومن تبعك تعرفون تماما طريق الحرية كما يعرفها الشابي طبعا ويعرفها دينغ ويعرفها الرئيس التنفيذي لهواوي تشانغ القريب من الثمانين عاما لكنه لا يريد الإستسلام .

سنعود لتنظير عن حقوق الإنسان والحرية فما يحدث عصي على الفهم مع أنه مفهوم .

إبراهيم ابو حويله ...