في الذكرى الخامسة والخمسين لاحراق المسجد الاقصى

بقلم : عبدالله محمد القاق

صادفت الذكرى الخامسة والخمسون لجريمة احراق المسجد الاقصى المبارك في الحادي والعشرين من الشهر الجاري هذه الذكرى الاليمة التي تثير فينا المرارة والالم جراء ما يمر به الفلسطينيون من عمليات قتل وتشريد وتنكيل وهدم البيوت والبنى التحتية في ظل صمت عربي ودولي.

تجيء هذه لتؤكد تصميم اليهود من خلال ممارساتهم القمعية البشعة على اقتلاع الوجود العربي في فلسطين ولتكرس الهدف الاستعماري التوسعي الذي اعلنته الحركة الصهيونية العالمية عندما انشئت وهو (اقامة دولة اسرائيل) الكبرى من الفرات الى النيل وهذا يعني انتزاع الارض من اصحابها وتفريغها ومحو هويتها وتاريخها وزرع شعب اخر واكساب الوجود العدواني صفة الشرعية بدعم من الولايات المتحدة.

وقد عقدت عدة ندوات ومؤتمرات عربية ودولية لبحث مسألة القدس الشريف والتي تعتبر لب الصراع للقضية الفلسطينية المركزية وانه لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط دون ممارسة السيادة الفلسطينية على القدس خاصة وانها مدينة عربية فلسطينية وانها جزء لا يتجزأ من الاراضي العربية المحتلة في عام 1967 وطالب المؤتمرون الولايات المتحدة باعتبارها راعي السلام بتحمل مسؤولياتها وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني كونها ترفض ذلك وتبدي اهتماما بما تقوم به القوات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتكيل الامور في المنطقة بمكيالين وطالبوا ايضا باجراء تحقيق دولي شامل حول جرائم اسرائيل واستمرار اعمالها التهويدية التي تخالف القرارات الدولية 242 و 338 و 487 الصادرة عن مجلس الامن الدولي وتطبيق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة بحق اسرائىل لارغامها على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية..

وكان اسم المسجد الاقصى يطلق على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشآت اهمها قبة الصخرة المشرفة التي بناها عبدالملك بن مروان عام 72 هجري وتعد من اعظم الاثار الاسلامية اما اليوم فيطلق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة الحرم

والواقع ان اليهود بدأوا الاعداد لاحتلال فلسطين والقدس منذ زمن طويل فعلى مستوى المؤتمرات كان اول مؤتمر صهيوني وهو مؤتمر بازل وفيه تقرر انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين والقضية هي اصلا قضية فلسطين والتي قزمت لتصبح قضية الضفة الغربية ثم القدس ويمكن ان تقزم الى المسجد الاقصى.

فالقضية قضية دينية وقضية امة وعقيدة وقضية ارض ففي مؤتمر بازل اتخذ قراران هامان الاول انشاء دولة اسرائيل في فلسطين بعد خمسين عاما والقرار الثاني اعلان اسرائيل الكبرى في غضون 100 عام وكان هناك مناطق معروضة عليهم من مختلف بقاع العالم ولكنهم رفضوا الهجرة الا لفلسطين لان فيها القدس وادعوا ان الهيكل موجود في القدس وقد قاموا بأكثر من 55 حفرية اثرية ولم يجدوا اي آثار للهيكل ومع ذلك ما زالوا يحاولون تسخير علم الآثار لخدمة معتقداتهم منذ القدم ولغاية الان حتى انهم عندما يرون احجارا كبيرة يدعون انها من آثار الهيكل مع ان هذه الاحجار هي آثار يبوسية او عربية وهي آثار عربية موجودة في معظم مناطق المدينة المقدسة وفلسطين وهي من بناء العرب اليبوسيين.

ويبلغ طول المسجد الاقصى من الداخل ثمانين مترا وعرضه خمسة وخمسين مترا وفي المسجد سبعة اروقة وفي صدر المسجد القبة وللمسجد احد عشر بابا سبعة منها في الشمال وواحد في الشرق واثنان في الغرب وواحد في الجنوب. وما زال اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يرزح تحت الاحتلال وهو احد اهم اهداف الصهاينة العبث بالتراث الحضاري الاسلامي حيث دأبوا على اقتحام ساحة الاقصى المبارك والرقص والغناء واقامة الحفلات الماجنة والاعتداء على المصلين المسلمين فيها.

وهذا الاحتلال للقدس والمسجد الاقصى المبارك يمثل الاهداف الرئيسية للصهيونية ويجسد تصريح هيرتزل زعيم الصهيونية الذي طالب بازالة كل ما هو مقدس للمسلمين وقول ابن غوريون رئيس وزراء اسرائيل الاسبق (لا معنى لفلسطين بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل) وهذا بالطبع يؤكد العداء الاسرائيلي ضد العرب والمسلمين.

ولا شك ان ما شاهدناه وما زلنا نشاهده من انتفاضة باسلة في الاراضي المحتلة فانه يؤكد ان النصر آت وقريب وهذا يتطلب من جميع الدول العربية حشد القوى والطاقات ضد العدوان الصهيوني ودعم الثورة الفلسطينية بما يكفل لها النصر والاستمرار والتحرير.

Abdullaalqaq@hotmail.com