حين تتحول الشعارات الانتخابية إلى سموم خبيثة وخفية


الأنباط - خاص
في خطوة تعكس مستوى متدنياً من المسؤولية، أقدم أحد مرشحي الأحزاب المؤدلجة استخدام أساليب ملتوية في حملة الحزب الانتخابية، إذ قام بالتلميح، بشكل غير مباشر إلى أن الأجهزة الأمنية الأردنية تتدخل بسير عملية ونتائج الانتخابات.

هذا التلميح السافر، الذي لم يحمل شجاعة التصريح الواضح، يعد تصرفًا غير لائق وينم عن رغبة مبطنة في تشويه صورة المؤسسات الوطنية لتحقيق مكاسب انتخابية قصيرة الأمد.

إن مثل هذه الادعاءات المبطنة، التي لا تستند إلى دليل واضح، تعد محاولة مفضوحة لزرع الشكوك في نفوس المواطنين وزعزعة الثقة في نزاهة العملية الانتخابية.

ما يفعله هذا المرشح هو توظيف رخيص للمظلومية واللعب على وتر المؤامرات الوهمية، في محاولة لاستثارة العواطف وكسب تعاطف الناخبين من خلال خلق جو من الشك والريبة.

ولكن ما يغفل عنه هو أن هذا الأسلوب لا يسيء فقط إلى الأجهزة الأمنية، بل يسيء أيضًا إلى العملية الديمقراطية برمتها، ويضعف من تماسك النسيج الوطني في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى الوحدة والتكاتف.

إن هذه التلميحات الغامضة والمغرضة تهدف إلى ضرب نزاهة الانتخابات وزعزعة ثقة الناس في نتائجها، ولكن الشعب الأردني يعرف جيدًا كيف يميز بين النقد البناء والمزايدات الفارغة.

والأجهزة الأمنية في الأردن، التي تعمل تحت راية القانون وتحظى بثقة الشعب، لا تستحق أن تكون هدفًا لمثل هذه الافتراءات التي تنم عن ضعف الحجة وقلة المسؤولية.

في النهاية، يجب أن يعلم هذا المرشح أن اللعب بالنار والتشكيك في مؤسسات الدولة من أجل تحقيق مكاسب سياسية ليس فقط تصرفًا غير مسؤولا ، بل خيانة لقيم الديمقراطية والوطنية التي يجب أن يتحلى بها كل مرشح يسعى لخدمة الشعب.