تعزيز مشاركة الشباب السياسية خطوة نحو مستقبل ديمقراطي مشرق


الأنباط – محمد رصرص

تُعتبر مشاركة الشباب في الانتخابات الحزبية أحد أبرز العوامل التي تسهم في تجديد دماء الديمقراطية وتعزيز فعالية العملية السياسية، خصوصاً في ظل التغيرات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم اليوم، وتعد هذه المشاركة ليست فقط وسيلة لتوسيع نطاق التمثيل السياسي، بل هي أيضاً حجر الزاوية في دفع العملية السياسية نحو مزيد من الشفافية والتطور.
ورغم أهمية دور الشباب، إلا أن واقع المشاركة الفعلية لهم في الانتخابات الحزبية ما زال يعاني من تدنٍ ملحوظ في الأردن، إذا أن هذه الفجوة تعكس الحاجة الملحة إلى استراتيجيات فعالة تهدف إلى تعزيز انخراط الشباب في العملية السياسية وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة.
المحامي عز الدين الفقيه، أحد الشباب الذين يمثلون قضاياهم، عبر عن قلقه من نقص التمثيل الشبابي في البرلمان الحالي، وأكد ضرورة تعزيز دور الشباب وإتاحة الفرص لهم لتولي المناصب القيادية، مشيراً إلى أن الشباب يمتلكون القدرة على إحداث تغييرات جذرية وتحمل المسؤوليات.
وأضاف، الشباب قادرون على إحداث التغيير وتحمل المسؤولية، ويجب أن يتمتعوا بالسلطة والكلمة في المواقع القيادية، حيث يمكنهم تقديم رؤى مبتكرة تسهم في تحسين الأداء السياسي."
وتابع، أن أهمية مشاركة الشباب تكمن في قدرتهم على تقديم رؤى جديدة وابتكارات تسهم في تطوير السياسات وتعزيز استجابة السلطات السياسية للتحديات الحديثة، فالشباب يمثلون شريحة واسعة من المجتمع الأردني تعكس تطلعات الأجيال القادمة، ما يجعلهم مفتاحاً أساسياً لتطوير برامج سياسية تتماشى مع احتياجات المجتمع المتغيرة والمتطورة.
في السياق ذاته، تحدث عضو حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني مجد الفراج، حول أهمية مشاركة الشباب في العملية الانتخابية، موضحا أن نسبة الشباب في الأردن تصل إلى حوالي 75% من إجمالي السكان، داعياً إياهم إلى المشاركة الفعّالة في الانتخابات لدعم قضاياهم وتحقيق الإصلاح المنشود.
وقال: الأردن يعوّل على شبابه لبناء مستقبل واعد، ويجب أن يكون لهم دور ملموس في الأحزاب السياسية، ومشاركتهم ليست مجرد إضافة للعدد، بل هي عملية حيوية تسهم في تحديث منظومة العمل السياسي، وجعلها أكثر تفاعلاً مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف، أن التحديات التي يواجهها الشباب تشمل شعورهم بعدم الثقة في المنظومة السياسية، التي يرونها غير قادر على تلبية احتياجاتهم المتزايدة.
وتابع، إن تجاوز التحديات وتعزيز المشاركة الشبابية مسؤولية مشتركة بين الأحزاب السياسية، والمؤسسات التعليمية، والمجتمع المدني، ويجب أن نعمل بشكل جماعي لتوفير بيئة تشجع الشباب على الانخراط والمساهمة في صنع القرار.
وأشار أيضاً إلى الدور الحاسم الذي تلعبه وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام خلال العملية الانتخابية، مؤكدا أهمية أن تلتزم وسائل الإعلام بالحيادية وعدم الانحياز، مشيرا الى أن وسائل الإعلام تلعب دوراً أساسياً في تشكيل الرأي العام، ويجب أن تلتزم بالنهج الموضوعي والمستقل لضمان تقديم صورة دقيقة وشاملة للناخبين.
في الختام، شدد الفراج على أن تعزيز مشاركة الشباب في الانتخابات الحزبية لا يمثل مجرد خطوة نحو تعزيز الديمقراطية فحسب، بل أيضاً استثمار حيوي في مستقبل المجتمع، من خلال تبني استراتيجيات شاملة ومبتكرة، يمكن تحقيق نتائج ملموسة تسهم في تعزيز فعالية العمل السياسي وتوفر للشباب منصة ملائمة للتعبير عن آرائهم والمساهمة في عملية صنع القرار، ما يعزز من استدامة ونجاح الديمقراطية.