د. حازم قشوع

عسكريا تبدو المنطقة على وشك الدخول بحرب اقليمية واسعة مع تزايد حمى التجهيزات الأمريكية في المنطقة، والبدء بعملية إظهار القدرات التي أخذت على القيام بها الصفقات الأمريكية العسكرية لاسرائيل وحاله كشف حزب الله عن جزء من مخزونه العسكرى، هذا اضافة الى طبيعة المناوشات التي مازالت تشهدها كل الساحات المشاركة والمتداخلة في الميدان العسكري.
 
مع هذا المشهد العسكري الذي ينذر بالتصعيد تجري فى الدوحة والقاهرة وغيرها من العواصم المتداخلة مفاوضات لنزع فتيل الأزمة في ميادين المعركة في غزة مع دخول المفاوضات في التفاصيل، وهذا ما يدل على أن الأطراف توافقت على السياسات العامة للهدنة لكن الاختلاف فيما بينها مازال يكمن بالتفاصيل الأمنية حول محور فيلادلفيا الحدودي و نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، هذا اضافة الى مسائل اخرى مرتبطة بعودة النازحين ومسالة تبادل الاسرى فى الكيفية والآلية ومن حيث مكان الأبعاد، وهي موضوعات مهمة وإن كانت تفصيلية لكن الكل يجمع على ضرورة الوصول إلى حل في ظل "وعد بايدن بالحل" الذى وعد لانجازه قبل دخول مؤتمر الحزب الديموقراطي في الانعقاد مع بداية الأسبوع الحالي.
 
اذاً الكل يشهر سيف الاستعداد بينما يدخل القادة السياسيين في طاولة المفاوضات، وهذا ما يعنى اننا امام وجبة تفاوضية فاصله، فإما أن يكون حل أو أن تدخل المنطقة بحالة حرب، وهو المسار الذي لا تريده الأطراف باستثناء نتنياهو وزمرته التى مازالت تحاول جر الجميع وأمريكا للدخول فى حرب اقليمية وربما عالمية سيخسر فيها الجميع لكن الخاسر الأكبر ستكون اسرائيل لان الحرب ستجرى فى حدودها الجغرافية و سيصعب على الولايات المتحدة ادخال حلف الناتو فى ظل هذه الظروف المستعصيه مع تزايد حمى الانتقاد الدبلوماسي والشعبي لسياسات حكومة تل أبيب.
 
وهى الحكومه الحربية التى تحاول العبث في أمن واستقرار المنطقة منذ لحظة تشكيلها بإشعال ظروف استخبارية تدخل معها دول الجوار بتصريحات اغتيال تطال قادة سياسيين في المنطقة وصلت الى حد المهاترات على الأردن ونظامه السياسي، وتارة اخرى عبر تصريحات غير موزونه للرئيس السابق دونالد ترامب جاءت بعد مكالمته مع نتنياهو تتحدث عن توسيع حدود اسرائيل على حساب دول الجوار، واخيرا محاولة جر الأردن مرة أخرى في أتون ما يجري من أحداث عبر ما وصف بإدخال الآلاف من عناصر المقاومة عبر الحدود الأردنية تجاه إسرائيل، وهى جميعها تعتبر فى القياس العام مجسات استخبارية تهدف ادخال الاردن فى دوامه المعركه بطريقه مريبه بعدما رفض الاردن السماح باستخدام اجواءه واستباحة فضاءاته من قبل أية جهة من الجهات المتجابهه حفاظا على موقفه الثابت الذي يقف معه كل الشعب الاردني الذي يقول ... (أمن الاردن اولا وسلامة أراضيه خط أحمر كما أمان شعبه أولا وقبل كل شىء)، وهذا ما يجب على الجميع معرفته وبيان حالته فنحن فى هذه الأزمة كلنا عبدالله الثاني كما كلنا الحسين فهما رمزية العرش والوحدة وعنوان رجاء.