مروان سوداح يكتب:الأُردن وماليزيا.. تنسيق وصداقة وتعاون بنفعٍ متبادل

*إعداد الأكاديمي مروان سوداح 
*مراجعة الأكاديمية يلينا نيدوغينا

 في الأخبار التي يَقرأها المواطن الأُردني في وسائل الإعلام المحلية تُعتبر ماليزيا رسمياً وشعبياً واحدة من أوائل الدول الأكثر قُرباً من الأُردن وشعبنا الأُردني في مختلف المجالات، فالإطلاع على يومياتها أردنياً دائم ومتواصل، ذلك أن العلاقات بين الدولتين والأُمتين تقوم على أسس صَلبة وفي صالح الطرفين الشقيقين، إذ تُمثِّل الصّلات بينهما كما بين الأشقاء تماماً، وداخل العائلة الواحدة التي يَشد أفرادها أزر بعضهم بعضاً.
 ومن الجدير أن نذكر أن مَاليزْيَا هي دولة إتحادية ملكية دستورية، تبلغ مساحتها الكلية 329 845 كم². العاصمة هي كوالالمبور، في حين أن بوتراجايا هي مقر الحكومة الاتحادية. 
 والمُلاحَظ هو أن الشعبين الأردني والماليزي يَصونان هذه العلاقات في إطار الأخوَّة الصلبة، ذلك أن البلدين إسلاميين، وشرقيين جغرافياً وفي طبيعة مجتمعيهما، وعاداتهما وتقاليدهما، وكذلك أمرهما في مجال التبادلات والترابطات القائمة بين هذين المجتمعين وغيرها الكثير، ضمنها التقاطعات الإنسانية، وقد أدّى كل ذلك وغيره إلى ثبات والتحاب التضامن الصلب بينهما، فالشعور الأخوي يُوحِّد بين الشعبين كونه شعور أبناء العائلة الواحدة، إذ تسود في هذه العائلة إنسانية نبيلة تُقرّب باستمرار بين مواطني البلدين الشقيقين وتجمعهما.
 وفي فضاء الأخبار الرسمية نقرأ، أن تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الأُردن وماليزيا تعود إلى عام 1965 على مستوى التمثيل غير المُقيم، وقد افتتحت ماليزيا أول سفارة لها في المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1994، بينما افتُتحت السفارة الأردنية في كوالالمبور بتاريخ 18 كانون الأول 1997.
 وقد شرع جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين بزيارتين ملكيتين إلى ماليزيا الشقيقة؛ في عام 2005، وفي عام 2008. كما بادر جلالة ملك ماليزيا (السابق) سراج الدين إلى زيارة الأردن في عام 2006.
 كذلك، التقى جلالة الملك عبدالله الثاني رئيسَ الوزراء الماليزي خلال القمة الاستثنائية بخصوص مدينة القدس التي عُقدت في اسطنبول بتاريخ 18 أيار 2018.
 وبِمَا يتصل بالاتفاقيات والتعاون التجاري، تقدِّم ماليزيا دورات في الدبلوماسية من خلال المعهد الدبلوماسي الماليزي سنوياً، وهناك فرص دائمة للتعاون الثنائي في مجالات السياحة، والتبادل الطلابي وغيرها، ويوجد مكتب مبيعات لخطوط "الملكية الأردنية"، وهو يمارس دوراً كبيراً في الترويج للأردن في المجالات المختلفة، كما يعمل مكتب إقليمي لشركة البوتاس يُغطي ماليزيا والدول المجاورة. وفي فضاء التآخي بين الدولتين والشعبين نرى كيف تعمل ماليزيا مؤكدة على علاقات الأخوَّة الثابتة والمخلصة مع الأردن، إذ إنها تَعتبر صِلاتها مع الأردن صِلات في غاية الأهمية، لذا نراها تنشط في عملانية دائمة لتسويق الأردن بشكل عام، وهناك عدد من الشركات الماليزية التي تُحفز وتُشجع على الاستثمار في مجالها داخل المملكة الأردنية الهاشمية.
 وفي الأخبار المتلاحقة نقرأ في تصريحات سعادة الأخ السيد السفير الماليزي السيد محمد نصري بن عبد الرحمن، أن الأردن وماليزيا يتمتعان بعلاقات دافئة وودية منذ إقامة علاقاتهما الثنائية عام 1965، وأضاف في حديثه بمقر السفارة الماليزية في العاصمة عَمَّان، لوسائل إعلام محلية، أن الأردن شريك تجاري واقتصادي مهم لماليزيا في المنطقة.
 وَ وِفقاً للسفير، فقد سجلت التجارة الثنائية بين البلدين 53.6 مليون دولار أميركي مع نمو 152.9% في عام 2022 مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2021. وتصدِّر ماليزيا للأردن زيت النخيل والمنتجات الزراعية والمُصنَّعة القائمة على زيت النخيل.
 وفي ردِه على سؤال قناة المَملكة "الأُردنية"،" حول العلاقات بين البلدين وآليات تطويرها"، قال سعادة السفير محمد نصري بن عبد الرحمَن، أن العلاقات بين البلدين مُميَزة، وسيعمل على تعزيزها في المجالات كافة. ولفت إلى إنه من ضمن مسؤوليته التي سيعمل عليها تعزيز العلاقات بين رجال الأعمال في كلا البلدين. كذلك، لفت سعادة السفير إلى أن هناك إمكانات هائلة لكِلا البلدين للتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التجارة والاستثمار، والخدمات المصرفية والتمويل الإسلامي، والصحة، والسياحة، والتعليم العالي، والدفاع، والعلاقات بين الشعبين الشقيقين الماليزي والأردني.
 كذلك، عَبَّرَ سعادة السفير عن تطلع وطنه ماليزيا إلى زيادة صادراتها من السلع الزراعية والمنتجات القائمة على السلع، وخاصة زيت النخيل والمنتجات القائمة على النخيل إلى الأردن، ونوَّه سعادة السفير إلى إن ماليزيا تأمل في أن تتمكن الشركات الأردنية من الاستفادة من موقع ماليزيا الاستراتيجي كبوابة لسوق دول جنوب شرق آسيا(آسيان) التي تضم أكثر من 600 مليون شخص.
 وفي حديثه عن التعليم العالي قال سعادة السفير، إنه اعتباراً من التقويم الأكاديمي لعام 2022، كان هناك 1387 طالباً ماليزياً يَدرسون في الأردن، مُنتشرين في جامعات مختلفة في الأردن. وأشاد السفير بجودة التعليم في الأردن.
 من ناحية أخرى، تحدث سعادة السفير في تصريحاته اللافتة عن وجود 616 طالباً أردنياً درسوا في ماليزيا في العام الأكاديمي 2022. وأشار إلى إنه منذ عام 1986، شارك ما مجموعه 426 مسؤولاً من الأُردن في العديد من الدورات التدريبية قصيرة المدى في إطار برنامج التعاون الفني الماليزي المعروف باسم MTCP..
 العلاقات الأردنية الماليزية مِثال يُحتذى، إذ أن البلدين يتعاونان في شؤون عديدة مُنتجة، وفي واحدة من ذلك هو المؤتمر التعاوني الوزاري الحادي عشر لدول آسيا والمحيط الهادي الذي عُقد في منطقة البحر الميت في الأُردن، وتحت رعاية وزير الزراعة الأُردني، رئيس مجلس إدارة المؤسسة التعاونية الأردنية، وقد وَقَعَت المؤسسة التعاونية، مذكرة تفاهم مع المعهد  
 تعزيز وتطوير التعاون في مجال تنمية التعاون العلمي والفني:
 وبموجب المذكرة التي وقَّعها مدير عام المؤسسة عبدالفتاح الشلبي، ومدير عام المعهد الماليزي "داتوك منصور"، ((سيعمل الطرفان على تعزيز وتطوير التعاون في مجال تنمية التعاون العلمي والفني بين البلدين، خاصة على صعيد التدريب والتعليم المتعلق بإدارة التعاونيات بهدف بناء قدرات رأس المال البشري التنافسي للتعاونيات من جهة، وتعزيز التنفيذ التعاوني لتنمية المواهب التعاونية والمهنيين من جهة أخرى)).
 مجال البحوث والنشر:
 أما في مجال البحوث والنشر، وبموجب مذكرة التفاهم بين الدولتين الشقيقتين، فإنهما ستعملان في مسيرة التنسيق والتعاون بين الجانبين في فضاءات مُنتجة منها إعداد الأبحاث ذات المنفعة المتبادلة، والبحث في القطاعات الاقتصادية الناشئة، إلى جانب إجراء بحوث دينامية جديدة حول الحركة التعاونية المحلية بموافقة المشاركين، وتبادل المواد والمطبوعات.
 تبادل المعلومات والخبرات:
 وتُعنى مذكرة التفاهم بتبادل المعلومات والخبرات وغيرها من الأمور ذات الصلة بالمواضيع ذات الاهتمام المشترك لبناء القدرات، بالإضافة إلى برنامج الاستشارات والمشورة المتعلقة بالأنشطة الاستشارية لتعزيز كفاءة الحوكمة التعاونية وأنشطة القيمة المضافة للأعمال التجارية.
 الحوارات ذات النفع المتبادل:
 في منتصف حزيران (يونيو) هذا العام 2024م وتحت رعاية السفير الماليزي في عمان السيد محمد نصري عبدالرحمن عُقدت جلسة حوارية بين جمعية خريجي الجامعات الماليزية في الأردن ومؤسسة خدمات التعليم الماليزي العالمية (EMGS). وفي هذا السياق تحدث الدكتور رضوان عبدالرشيد مدير الملحقية الثقافية الماليزية / السفارة الماليزية في عمان، مندوب سعادة السفير الماليزي، حيث أكد على عُمق العلاقات التعليمية بين الجامعات الماليزية والأردنية ، وقَدّم عرضاً عن حجم الإنفاق بما يتعلق في البحث العلمي بين الطرفين والذي تجاوز تسع ملايين رينجيت ماليزي . كما أوضح أن المباحثات الجارية بين الجامعات الماليزية والأردنية لإقامة برامج دراسات عليا مشتركة ( ماجستير و دكتوراة).
 بدوره، تحدث السيد سيد محمد الكاف المدير الأقليمي لمؤسسة (EMGS) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن أهمية الجامعات الماليزية وتحقيقها للمراكز المتقدمة في التصنيفات العالمية، وأن الإقبال على التعليم في ماليزيا في تقدم ، وأبدى سعادته بحضور خريجي ماليزيا من الأردنيين والذي أثبتوا جدارتهم الأكاديمية والبحثية في الجامعات الأردنية والعربية.
 من جهته رحب الأستاذ الدكتور محمد أبوشقير رئيس جمعية خريجي الجامعات الماليزية في الأردن بالحضور، وعَبَّر عن سعادته للتعاون المُثمر بين الجامعات الأردنية والماليزية، وقال أن مثل هذه اللقاءات تزيد من أطر التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر مما ينعكس إيجابيا على خريجي الجامعات الماليزية في الأردن وتفتح مجالات للتعاون الأكاديمي والبحثي .
 وفُتح باب النقاش والحوار الذي أداره الدكتور معاذ الناطور بين الحضور والضيوف الذين ركزوا على أهمية تطوير سُبل التعاون بين خريجي الجامعات الماليزية في الأردن والجامعات الماليزية .
 وفي نهاية الحوارية التي أقيمت في فندق هيلتون – عَمَّان، قَدَّم الدكتور محمد أبوشقير شهادات تقديرية للجانب الماليزي، وبدوره قدّم السيد سيد محمد الكاف درعا تذكاريا لجمعية خريجي الجامعات الماليزية.
 حضر اللقاء السيدة نور إزلينا عبد رحاب الدين المديرة التنفيذية لمؤسسة (EMGS) في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والسيد محمد حنافية بن علي الملحق التعليمي في الملحقية الثقافية في الأردن، والدكتور زياد العزام من الملحقية الثقافية، والدكتور محمد عبدالكريم الزيود نائب رئيس جمعية خريجي الجامعات الماليزية في الأردن، ومجموعة من الأكاديمين وخريجي الجامعات الماليزية في الأردن.