الحملات الإعلامية في الانتخابات البرلمانية..

الأنباط - خليل النظامي
درست في مراحل دراسية وعلمية عدة، فلسفة وإستراتيجيات وخطط الحملات الدعائية والإعلانية والتسويقية التي تعتمد عليها ويتم تنفيذها في الإنتخابات الرئاسية لـ الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر من أهم الانتخابات في العالم، وتدخل فلسفتها وخططها واستراتيجياتها في مساقات ومناهج التعليم في مختلف جامعات العالم، علاوة على الاف الدراسات والأبحاث التي تناولت هذه الانتخابات نظرا لأهميتها ولتميزها.

وحاولت سابقا،،،
إلاّ أنني ما زلت أجد صعوبة كبيرة في تحليل وتفكيك الاستراتيجية الخاصة بـ الخطط المستخدمة في حملات الدعاية الانتخابية لـ إنتخابات البرلمان الأردني، حتى وصلت لقناعة شبة علمية ؛ أن ما أراه من سلوكيات ومشاهد لا تكاد ان تكون اكثر من مجرد عشوائية في استخدام وسائل الإعلام المختلفة، وفوضى في تنفيذ الحملات التقليدية في الشوارع والأماكن العامة، فضلا عن سوء وفشل كبير في استثمار واستخدام شبكة منصات التواصل الإجتماعي المختلفة وتطبيقاتها، من قبل القائمين على تنفيذ الحملات الدعائية للمرشحين.

فـ على سبيل المثال لو أخذنا حركة البيانات الصحفية الصادرة عن بعض الأحزاب الأردنية حاليا، إضافة الى عينة من مضامين وما ينشر على صفحات الأمناء العامين لبعض الأحزاب عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وعينة بسيطة من الصور والشعارات المنشورة والمعلقة في الشوارع والاماكن العامة، وأخضعنا هذه العينات الى معايير التحليل العامة لنجاح الحملات الدعائية الحديثة، اضافة الى معيار طبيعة ثقافة النسيج الاجتماعي، ثم أجرينا لنتائجها إنعكاسا على مسطرة القياس الخاصة برؤية ورسالة وبرامج هذه الأحزاب.. فماذا سنجد ..!!!

سنجد التالي :
أولا : مضامين البيانات الصادرة عن الأحزاب المحلية في الأردن خالية تماما من استراتيجيات الدعاية الإعلامية والإعلانية والتسويقية، ومبنية على قوالب الإعلام السلطوي، بمعنى أن القلم الذي صاغها قلم سلطوي لا قلم حزبي أو سياسي، وكأنها بيانات مؤسسات حكومية رسمية تنتمي للقوالب الصحفية الإسمنتية.

ثانيا : مضامين صفحات الكثير من الأمناء العامين ومن المترشحين عبر شبكة منصات التواصل الإجتماعي المختلفة، تخلو تماما من فلسفة الجذب الدعائي لـ الناخبين وعلاقة ذلك ببرامج الحزب أو المترشح، فضلا عن ان الكثير منهم ليس لديه الدراية وليس لدى الكثير من العاملين معهم أيضا علم بكيفية وفلسفة ممارسة فن التواصل والجذب والإقناع والتأثير في الجماهير.
 
ثالثا : لو أخذنا عينة من شكل وطبيعة صور المترشحين المعلقة في الشوارع، سنجد أن حتى طريقة إلتقاط او إختيار الصور فيها إختلالات هائلة، بعض الصور تم تصويرها بطريقة العظيم والتفخيم، ومعظم الصور تخلو من الابتسامات وكأنها صور لمقاتلين على الجبهات، وهذا خطأ فادح ويتعارض مع معايير علم الاجتماع السلوكي في نمطية الجذب الجماهيري.
 
رابعا : الشعارات التي تكتب على الصور المعلقة وعلى بعض اليافطات التي تتزين بها بعض الشوارع، شعارات صيغت بأساليب تقليدية وبدائية ولا علاقة تربط بين هذه الشعارات وبين البرامج الإنتخابية، علاوة على أنها شعارات بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي والمعروف عن بعض الشخصيات المترشحة، ومعظمها شعارات وصفية شخصية لا شعارات قيمية أو حماسية او مستندة على قضايا وهموم إجتماعية وسياسية.

فعلى سبيل المثال : نيلسون مادنيلا كان شعاره كلمة واحدة وهي "الحرية"، وأوباما كان شعاره "التغيير الذي نأمله"، وترامب شعاره "أمريكيا أولا".

بالنهاية :
من الواضح ان معظم القائمين على تنفيذ الحملات الإعلامية والدعاية الانتخابية لـ الكثير من الأحزب والمترشحين في مختلف محافظات المملكة، ليس لديهم ادنى ابجديات صناعة وتنفيذ الخطط الدعائية والإعلامية والتسويقية لـ البرامج الحزبية والإنتخابية للمترشحين، وردود أفعال المواطنين في الواقع الممارسي وعبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة أكبر دليل على أن معظم الحملات الدعائية على مقربة كبيرة من الفشل التنظيمي، وبالتالي فشل المرشح وإبتعاده عن مقعد البرلمان.