قسوة ولين المسؤول نابع من التنشئة الاجتماعية والخلفية التعلمية
الأنباط – عدي أبو مرخية
نشاهد في حياتنا مدراء ومسؤوليين منهم من يكون متواضعاً ولينأ في تعاملاته اليومية ويتجاوب مع العامة ويوصفون بـ أصحاب المكاتب المفتوحة، ومنهم من يكون كالحجارة أو أشد قسوة في تعامله مع المواطنين، او كما يصفونها ب، العامية "ما بضحك للرغيف السخن"، وهؤلاء هم أصحاب الأبواب المغلقة.
الأسئلة كثيرة حول الفروق بين الحالتين، وتتمحور حول ؛ هل القسوة او اللين وليدتا لحظة استلام المنصب أم لا، أم أن هنالك عوامل مرتبطة بنمطية التنشئة والظروف التي عاشتها ومر بها هذه الشخصيات.
وبحسب دراسة علمية بـ عنوان : "The Social Psychology of Leadership" والتي بحثت في تأثير العوامل النفسية والاجتماعية على قرارات القادة وتفاعلهم مع المجتمع المحلي وأفراد العائلة، اشارت إلى خلفيات القادة التعليمية والشخصية، وكيف تؤثر هذه العوامل على سلوكهم القيادي، وبينت أن القادة ذو الخلفيات التعليمية المتنوعة يميلون إلى تطوير أساليب قيادة تعاونية وشاملة، مما يعزز التفاعل الإيجابي مع المجتمع.
وأوضحت الدراسة أن العوامل البيئية والنفسية كالتوترات داخل الأسرة والمشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب يمكن أن تؤثر على قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات صحية وتفاعلهم الإيجابي مع الآخرين وبينت أن القادة الذين يتمتعون بدعم عائلي قوي يظهرون قدرة أكبر على التعامل مع الضغوط واتخاذ قرارات متوازنة.
استاذ علم الإجتماع الدكتور حسين الخزاعي قال، إن عوامل عديدة تؤثر على شخصية المسؤوليين وتجعلهم من أصحاب الأبواب المغلقة والإدارة الدكتاتورية التعسيفة والأدراة الغير انسنانية مبيناً أن هذه الصفات ترتبط بعوامل عديدة ليست وليدة اللحظة حين توليهم المناصب.
وبين في حديثه مع "الأنباط"، أن التنشئة الإجتماعية لها دور كبير في التأثير على الشخصية مشيراً إلى فترة الطفولة فمن كان ضمن عائلة تستخدم اسلوب القسوة والعصبية والعنف والتوتر ،سوف يكون اثر سلبي شخصيته وأضاف أن من وصلوا إلى الرتب دون ترتابية في السلم الوظيفي ومن لم تكن خلفيتهم التعلمية ذات جودة يربطون بأصحاب الأبواب المغلقة .
الى ذلك أشارت إحدى الدراسات الخاصة بعلم الإجتماع السلوكي بعنوان ""The Influence of Background, Education, and Experience on Leadership Styles"، الى أن الخلفية التعليمية والخبرات الحياتية تلعبان دورًا حاسمًا في تشكيل أسلوب القيادة وتعزيز فعاليته، فضلا عن أن القادة الذين يمتلكون تعليمًا متنوعًا وتجارب حياتية غنية يكونون أكثر تفهمًا وتعاونًا، ما يسهم في بيئة عمل إيجابية ومنتجة.
وأوضحت أن القادة الذين يمتلكون خلفيات تعليمية وخبرات حياتية متنوعة كانوا أكثر قدرة على بناء علاقات إيجابية مع فرقهم، ما أدى إلى بيئة عمل أكثر تعاونًا وإنتاجية، اضافة الى قدرتهم على التفاعل الإجتماعي وقدرتهم على التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى القادة، مما يساعدهم في بناء علاقات قوية وإيجابية مع فرق العمل.