وزير الخارجية يجري مباحثات مع وزير خارجية لوكسمبورغ

استقبل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والشؤون الأوروبية في لوكسمبورغ كزافييه بيتل، في اجتماع جاء في إطار استكمال المباحثات التي أجرياها في لوكسمبورغ منتصف شهر تموز الماضي، لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة لوقف العدوان على غزة، وضمان حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع.

وبحث الوزيران التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والاغتيالات السياسية.

وحذرا من خطر توسع الحرب إلى المنطقة برمتها.

كما تناول الاجتماع العلاقات الثنائية، والعديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما وقع الوزيران مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين الصديقين.

وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء، قال الصفدي "استكملنا المحادثات التي كنا أجريناها في لوكسمبورغ قبل أسبوعين، والتي ركزت على الأولوية الأساس الآن في المنطقة، وهي وقف العدوان الإسرائيلي، ووقف الكارثة الإنسانية، ووقف التصعيد الكارثي الذي نحمل إسرائيل مسؤوليته كاملة".

وزاد "تحدثنا عن علاقاتنا الثنائية، ونحن ولوكسمبرغ تجمعنا علاقات صداقة ثنائية قوية، وبحثنا اليوم كيفية أن نأخذ هذه العلاقات إلى مستويات أفضل من التعاون الثنائي في جميع المستويات، ووقعنا مذكرة للمشاورات السياسية التي ستكون خطوة باتجاه تعريف مساحات التعاون التي نريد أن نعمل عليها من أجل أن نبني على هذه العلاقات".

وأكد الصفدي "نثمن العلاقات مع لوكسمبورغ، ونثمن أيضا موقف لوكسمبورغ الواضح في الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وفي الوقوف إلى جانب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة في الدعوة والعمل من أجل إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، ودورها أيضا في إطار الاتحاد الأوروبي".

وقال الصفدي "الزيارة تأتي في وقت صعب جدا، يستمر فيه التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في الأمس، وهي الجريمة التي أدناها جريمة تصعيدية تمثل خرقا واضحا للقانون الدولي، وخرقا واضحا لسيادة الدول، وفعلا سيدفع باتجاه المزيد من التصعيد، ويهدد بتوسع الحرب إقليميا، ما سينعكس سلبا ليس فقط على الأمن والسلم في منطقتنا ولكن سيهدد الأمن والسلم الدوليين أيضا".

وأضاف "نحن في المملكة الأردنية الهاشمية نؤكد مواقفنا بأنه يجب أن نعمل جميعا من أجل خفض التصعيد، لكن الخطوة الأولى لخفض التصعيد، هي إنهاء سبب التصعيد وهو استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة أولا، واستمرار الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقتل كل فرص تحقيق السلام في المنطقة وفي الضفة الغربية ثانيا، وإيجاد الظروف التي تهدد بتوسع الحرب عبر خرق السيادة اللبنانية وهو الأمر الذي ندينه بشكل واضح وصريح".

وزاد "نحن في المملكة نريد أن نتجاوز هذه الكارثة، ومن أجل ذلك خطابنا واضح يجب أن يتخذ المجتمع الدولي مواقف واضحة، ويتخذ إجراءات تلجم هذه العدوانية الإسرائيلية وتلزم إسرائيل احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وشدد الصفدي "لا يجوز أن يكون مستقبل المنطقة مرهونا بالعقائدية الإلغائية والانتقامية الفجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وأعضاء في حكومته يتحدثون صراحة ويتصرفون صراحة بما يعكس عنصريتهم وتطرفهم ورفضهم لحق الفلسطينيين بأن يعيشوا مثلهم مثل أي شعب على هذه الأرض بحرية وبكرامة، وبممارسة حقه في تقرير مصيره".

وأشار الصفدي إلى أن اللحظة خطيرة جدا، والأوضاع تتدحرج نحو الهاوية، وأكد أن المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل.

وقال "مسؤولية المجتمع الدولي، أن يقول كفى، وأن يتصرف وفق قيمه، ووفق القوانين الدولية، ووفق القوانين الدولية الإنسانية. وأن يتخذ الإجراءات التي تكبح جماح هذه العدوانية الإسرائيلية، وتحمي المنطقة وشعوبها من ويلات حرب جديدة، وتحمي أيضا مستقبل المنطقة الذي يجعله نتنياهو وحكومته مستقبلا مهددا بالمزيد من المعاناة والمزيد من الحروب والمزيد من الويلات".

وقال الصفدي "ندعو كل شركائنا في المجتمع الدولي وفي الاتحاد الأوروبي تحديدا بأن يتخذوا المواقف والإجراءات التي تنسجم مع قيم الاتحاد الأوروبي، ومع القوانين الدولية، وأن يساعدونا في حماية منطقتنا وحماية مستقبلنا من هذه العقائدية الإلغائية التي تستمر إسرائيل في فرضها على المنطقة".

وشدد "لا يجوز ولا نستطيع أن نسمح لأجندة هذه الحكومة المتطرفة في إسرائيل بأن تدفع المنطقة نحو المزيد من الدمار؛ فاللحظة صعبة وحرجة والمواقف غير الواضحة لن تكون كافية، ونريد من المجتمع الدولي كله، وندعو مجلس الأمن الدولي إلى أن يتصرف وفق تكليفه ووفق صلاحياته وأن يحمي حق هذه المنطقة في أن تعيش بأمن وسلام، وأن لا يسمح لدولة أصبحت دولة مارقة في أن تفرض المزيد من الحرب والدمار على المنطقة".

من جانبه، ثمن بيتل الدور الأردني القيادي للمحافظة على الاستقرار في المنطقة، والجهود التي يبذلها الأردن لوقف الحرب وخفض التصعيد في المنطقة، وقال "أنتم في الأردن تعيشون تبعات النزاع والصراع".

وأكد "نحن نؤمن بحل الدولتين سبيلا لحل الصراع في المنطقة".

وفيما يتعلق بأزمة اللجوء،، قال بيتل "الأردن يتحمل تبعات اللجوء نظرا لموقعه الجغرافي، والأردن يتحمل الكثير ويقوم بدور كبير تجاه اللاجئين، وعلى الجميع مساعدته في تحمل هذا العبأ".

وقال بيتل "ملتزمون بضرورة إيقاف الحرب على غزة، والتوصل لوقف لإطلاق النار، وكذلك بتنفيذ حل الدولتين".

وفي إجابة على سؤال حول التعاون بين الأردن ولوكسمبورغ في جهود إيصال المساعدات لغزة وضمان حماية المدنيين في غزة والضفة الغربية، قال الصفدي "الوضع الإنساني في غزة يزداد كارثية، ونحن في وضع أسوأ مما كنا قبل أسبوع، وقبل أسبوع كان أسوأ من ما كان قبل أسبوعين، وسبب ذلك هو أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا وترفض إدخال المساعدات ولا توفر الظروف التي تحتاجها المنظمات الأممية، بما فيها الأونروا، وهي المنظمة الأساس، من القيام بدورها في غزة، وإيصال المساعدات".

وزاد "تعرضت قوافل الأمم المتحدة ومنظمات أممية أخرى لاستهداف مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة."

وأكد الصفدي "نحن في المملكة بدأنا بعملية الإنزالات الجوية، وكما قال جلالة الملك نعرف أن ذلك لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات غزة، لكن قمنا بذلك لأن ذلك كان الخيار الوحيد المتاح آنذاك، وكل لقمة خبز قادرون على إيصالها في غزة تسهم في تلبية احتياجات 2،3 مليون ممن أفقدوا كل مقومات الحياة بسبب العدوان الإسرائيلي، وبسبب سياسة الحصار والتجويع التي اعتمدتها إسرائيل".

وأضاف "المساعدات التي تدخل غزة من المملكة الآن في حدها الأدنى، ونحن كنا أكدنا أننا قادرون على أن نرفع عدد الشاحنات التي تدخل غزة، الآن يذهب من الأردن بحدود 40 شاحنة كل يوم بعد يوم، ونحن قادرون أن نرفع ذلك الرقم إلى أكثر من 500 شاحنة يوميا، لكن من أجل ذلك، نحتاج أولا أن يكون هنالك قدرة على إيصال هذه المساعدات لغزة، وأن ترفع إسرائيل المعيقات التي تضعها أمام إدخال المساعدات، ونحتاج منظمات الأمم المتحدة أن تستلم هذه المساعدات وأن توزعها إلى شمال غزة وعبر شمال غزة إلى وسط غزة وإلى جنوب غزة، لأن المساعدات التي كانت تأتي عبر معبر رفح الآن توقفت بشكل كبير، 40 شاحنة فقط تدخل غزة الآن من معبر كرم أبو سالم وهذه تواجه تحديات كبيرة نتيجة انهيار الأمن والنظام في غزة".

وزاد "الخطوة الأولى هي إيصال المساعدات، والخطوة الثانية هي ضمان أن يكون هنالك منظمات الأمم المتحدة ومنظمات أممية قادرة على استلام المساعدات وتوزيعها، وهذا يتطلب أن تزيل إسرائيل المعوقات التي تضعها، وثالثا نحتاج دعما لزيادة المساعدات".

وقال الصفدي "لوكسمبورغ تساعد الأونروا بشكل مباشر.

وكما قال إنهم يبحثون الآن عن سبل لزيادة المساعدات لغزة وهذا حوار مستمر بيننا، مؤكدا أنه سيقوم بكل ما يستطيع من أجل الإسهام في هذه العملية، لكن مرة أخرى التحدي هو أكبر من أن نستطيع نحن في المملكة وأصدقائنا في لوكسمبورغ وحدنا أن نلبيه، نحتاج إلى أن يتحرك المجتمع الدولي كله وبشكل فاعل ليس فقط في توفير المساعدات ولكن أيضا بإلزام إسرائيل باحترام مسؤولياتها كقوة قائمة بالاحتلال، وإلزامها باحترام القانون الدولي الإنساني وعدم استخدام التجويع سلاحا والسماح للمنظمات الأممية للعمل بشكل حر وفاعل في غزة".

من جانبه، قال بيتل "أنا فخور بأني قمت بزيارة الأونروا، اليوم، لأنك حين تذهب إلى فلسطين ترى أن الناس لن يكون لديهم صحة أو تعليم من دون الأونروا".

وقال "لن نتوقف عن دعم الأونروا، وسنرفع المساعدات والدعم المقدم لها".

وفي تعقيب على سؤال، قال الصفدي "القانون الدولي والقانون الدولي الانساني وميثاق الأمم المتحدة، هو الميثاق حيث نوضح مواقفنا بناء عليه ونقيس عليه."

وقال "قتلت إسرائيل أكثر من 39 ألفا، منهم 14 ألف طفل و 9 آلاف من النساء وعدد المصابين 91،120، وفي الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قتلت إسرائيل 593 فلسطينيينا، منهم 144 أطفال وعدد المصابين أكثر من خمسة آلاف وخمسمائة وعشرين مصابا، كما قتلت عاملين في المجال الإنساني أكثر من أي نزاع آخر، 202 عامل في المجال الإنساني."

وأضاف "يوم أمس قتلت إسرائيل إسماعيل الغول ورامي الريفي، صحفيين من الجزيرة؛ مما يجعل عدد الصحفيين الذين قتلوا 165".

وأكد "هذا ليس عمل تقوم به دولة تحترم القانون الدولي، أو بلد يريد أن ينهي النزاع".

وزاد "يوم أمس كان هناك اقتباس من المفوض العام لحقوق الإنسان، حيث تحدث عن انتهاك الإسرائيليين للقانون الدولي وكذلك في مراكز الاحتجاز والسجن والتي تحتفظ بالفلسطينيين بطريقة غير مشروعة، والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان قال إن 59 فلسطينيا قتلوا في السجون، وتحدث عن كل أنواع التعذيب غير المشروع، والتقارير متوفرة".

وأضاف "يوم أمس اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية، هذا هو الرجل الذي كان يتفاوض على صفقة للسلام فإذا ما أراد بلد أن يتفاوض مع ذلك كيف يقوم بقتل الشخص المحاور الأساس في هذا الموضوع؟.

حينما قرر نتنياهو وأرسل لقتل واغتيال هنية في إيران وتصعيد الوضع إلى أكثر من ذلك هل هذا هو الرجل الذي يريد السلام؟". وقال "قررت إسرائيل أن تقوض كل الجهود التي قامت بها قطر ومصر والولايات المتحدة للوصول إلى صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن".

وزاد "لننظر إلى هذه الوقائع وهذه الأرقام ليكن لدينا معيار واحد نستطيع بموجبه أن نبني ونرسم المواقف، وليكن هذا المعيار هو القانون الإنساني والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، وهذه الأرقام تتحدث عن وقائع بأن الحكومة الإسرائيلية هي الأكثر راديكالية وفيها وزراء عاملون يصفون الفلسطينيين بالحيوانات البشرية وليست لديهم أية حقوق إنسانية، وهم أيضا يصنفون الأونروا منظمة إرهابية، إلا أن الأونروا هي بصيص الأمل للفلسطينيين".

وقال الصفدي "نريد أن ننفذ حل الدولتين لأن هناك 5 ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، لكن إسرائيل لا تريد ذلك، هل من يستطيع أن يسأل إسرائيل ماذا تريد؟ وما هو مستقبل 5 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي؟ ما هو مستقبل 2،3 مليون فقدوا كل شيء؟، أكثر من 80% من سكان غزة نزحوا وهجروا، والمدارس في معظمها والمساجد والكنائس تهدمت".

وأضاف الصفدي "نحن في الأردن نريد السلام، والسبيل الوحيد لذلك، هو حل جذور الصراع وهي الاحتلال، الفلسطينيون يريدون أن يقيموا دولتهم، وهذا مطلب وطني".