ردها عليّ إن استطعت ...



من حديث صهيب رضي الله عنه في مسلم قال الفتى في قصة اصحاب الأخدود الذي حاول الملك أن يقتله ، ولم يستطع الملك ان يقتله، قال له الفتى "لن تقتلني حتى تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ، ثم خذ سهما من كنانتي ، ثم قل بسم الله رب الغلام ".

مات الفتى ولكن تحقق الهدف ، نعم وصلت رسالة الفتى إلى من حوله ، وفهم الناس قدر الملك وقدر الفتى ومن هو الخالق المقتدر،  ومن هو القادر ومن هو الممتحن ومن هو القادر على المعاقبة ويملك النهاية والخاتمة . 

ما هي رسالتك في الحياة ، وأين تقف مبادئك نعم للأسف كثيرون هم من يدعون أنهم حملة مبادىء، ولكنهم في الحقيقة يحملهم المبدأ ، وكثيرون هم من ينظرون وينتقدون ويرفعون اقواما ويضعون أخرين ، ولكنهم يستثنون أنفسهم من هذه القواعد التي يطلقونها ويطبقونها ويحاسبون الناس عليها ، فهم اما يرون أنفسهم فوق او لا يرون أنفسهم ولا يحاكمونها ولا يطبقون ولكن يطالبون .

لن تقتلني ، نعم ولكنك تستطيع ان تقتلني بطريقتي ومبدئي وبغير ذلك لن تستطيع ، نعم هي النهاية بالنسبة لي ، ولكنها أيضا البداية ، البداية لهذا المبدأ ، والبداية في الوقوف صامدا برغم كل التحديات وكل المخاوف وفقد الحياة ، ولكنها الحياة التي تعلن أن صاحبها مؤمن بها ومؤمن بما بعدها ومؤمن بالجزاء والحساب بعدها . 

نعم هذه المرة حملت معولك وخرجت لتهدم صنم الصهيونية الذي يقدسه البعض ولا يخالفه البعض ويخافه البعض ، ولكنك في الحقيقة احدثت انت ومن معك من المقاومة شرخا كبيرا فيه ، هذه المقاومة التي جعلت الهدف هو الأرض والتضحية بالغالي والنفيس ، هي الوسيلة في ايصال الرسالة بأن الأرض لن تتحرر إلا بدماء الشهداء ، وبالتضحيات الجسام التي يقدمها الجميع . 

الجميع من يحمل المبدأ هل يحمله بثمن أم بلا ثمن ، وأين تذهب " أفلح ان صدق أو دخل الجنة ان صدق " مع هذه الفئة التي تملأ الفراغ ومواقع التواصل بهذا الضجيج المرتفع ، وهي لا توقف عبثها وبذخها ولا حياتها ولا لهوها، ولا تخصص لهذه القضية الجوهرية مالا ولا عملا ولا فكرا ، إلا تلك الكلمات الفارغة التي تطلقها منتقدة فيها كل شيء حولها . 

لا استطيع ان انتقد غيري اذا لم يكن ما اقدمه هو زائد على ذلك الجهد الذي اطالب به ، واصمت عندما لا اقدر أن اغير حياتي وفقا لهذه المتطلبات التي يطلقها البعض ممن ينتقد كل شي حوله ، وكأنه عزل نفسه في صومعته ، ولم يأكل ألا ما فيه زهد ، ولم يلبس إلا ما فيه خشونة ، فمن منّا هو ذاك .

هنيئا لمن مات وهو على مبدئه ، وهنيئا لمن قتل بيد عدوه ، ونسأل الله القبول لكل الشهداء الذي مضوا على هذه الأرض في سبيل الله ، ورفع الظلم ودفع الاحتلال وعدم الرضوخ لقوى الظلم العالمية ، التي تدعم وترعى هذا الكيان المتوحش المجرم ، الذي يسعى بكل قوته لفرض البلطجة والزعرنة في هذه المنطقة لحساب قوى الشر العالمية الظالمة. 

نعم الأمة تدفع ثمن تفرقها وضعفها وضعف كلمتها ، ونعم ان الأمة الإسلامية والعربية في موقف لا تحسد عليه ، يتحكم بها نظام عالمي ظالم متوحش مجرم ، بفكر استعماري وآليات بلطجة وسيطرة وفرض للقوة واستعراض لها .

وها هو يقتل من يشاء في أي عاصمة يشاء وكيفما يشاء ، فهل هناك من يستطيع أن يردها عليه . 

إبراهيم أبو حويله ...