ادرينالين مونودراما تحاكي سرطانات يجب بترها
الأنباط - فداء الحمزاوي
تحت أضواء خافتة وستائر سوداء ومكان كل ما فيه صامت وساكن، صرخت سيدة تقبع تحت أنظار الجميع ،سأنجو سأنجو يا الهي سأنجو، انها مريضة سرطان الثدي ، ما بين الكيماوي والاشعاعي، وكلام الطبيب عن حالتها الصحية ، وهي تردد ذاكرة المرأة في نهديها،كيف سأحافظ على ذكرياتي ، مع ابني وزوجي مع نفسي ؟.
أشعلت سيجارتها وبدأت تحدث نفسها "في وسط الذل والعار والاهانة التي تعيشه المرأة طبيعي يصيبني سرطان الثدي " ، لتستذكر معظم اصدقائها الذين قتلهم السرطان نضال سيجري وسعد السيلاوي وزياد او سويلم وخالد الطريفي وريم البنا، حاربوا السرطان وبالنهاية انتصر عليهم .
صمتت للحظة وعاد السكون يعم المكان لتقف فجأة وتصرخ تركنا بيوتنا وهجرونا ، نشفت الملوخيات عالسطوح تركتها وسافرت، واكملت الحروب فرقتنا وعشنا من نكبه لنكسه.
لتنتقل بعدها بخيالها لمحادثة شخص يتباهى لاستعداده بتفجير نفسه في سوق المدينة بين المساجد والكنائس وأسواق الخضار والخبز ، بين الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء، توبخه بعلو صوتها كيف تريد ان تقتل الحياة ليسود الموت سوق المدينة .
كان هذا عرض المونودراما لمسرحية ادرينالين ، الذي حاكى قصة الفنانة حياة التي صارعت سرطان الثدي بكل أوجاعه الجسدية والنفسية ، ليمتد العرض ويحاكي سرطانات الحروب والدمار والتهجير والنزوح الذي يجب بتره من عالمنا العربي ، قامت بتمثيل المسرحية الفنانة اسماء مصطفى من افتتاح مسرح المونودراما ضمن مهرجان جرش ال ٣٨ في المركز الثقافي الملكي .