مهند أبو فلاح يكتب:إشعال الفتنة"

إشعال الفتنة"

مهند أبو فلاح

اتهام وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي اللبناني السابق الكيان الصهيوني بمحاولة إشعال نيران الفتنة في لبنان وتفتيت مجتمعه طائفيا في أعقاب حادثة الهجوم الصاروخي في بلدة مجدل شمس العربية السورية المحتلة في هضبة الجولان والتي أودت بحياة أربعة عشر شخصا قطعت الطريق على محاولة حكام تل أبيب الاصطياد بالماء العكر .

الاصطياد بالماء العكر هي عادة حكام تل أبيب وديدنهم في مسعىً خبيث منهم لتمزيق النسيج الاجتماعي اللبناني وتأليب مكوناته على بعضها بعضاً لإضعاف الجبهة الداخلية لهذا القطر العربي المبتلى بداء الطائفية المقيتة منذ أن وطأت اقدام الاستعمار الفرنسي هذه الأرض العربية ومارست سياسة فرق تسد الشيطانية الماكرة بغية تسهيل عملية السيطرة عليه وابقائه ضعيفا عاجزا في مواجهة الغزاة الصهاينة الجاثمين على أرض فلسطين الواقعة إلى الجنوب من بلاد الأرز والطامعين في نهب خيراته وثرواته .

أطماع الصهاينة التوسعية في بلاد الارز العريقة ظهرت منذ أمد بعيد وتجلت في محطات تاريخية بارزة في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية المؤسفة في لبنان نيسان/ ابريل 1975 والانقسام الرهيب الذي شهده هذا البلد العربي مما أفسح المجال وفتح الباب على مصراعيه أمام الاجتياح الصهيوني الاول لجنوب لبنان في آذار/ مارس 1978 وما تبعه من اجتياحٍ أوسع نطاقا بعد ذلك التاريخ بأربعة أعوام في صيف العام 1982 بحجة اخراج المقاومة الفلسطينية من الشطر الغربي من مدينة بيروت العاصمة اللبنانية .

اليوم يحاول الصهاينة تكرار مشهدٍ سابق جرى قبل عدة عقود ليس عبر اجتياح بري ضخم بل عبر عملية تدمير منهجي منظم للبنى التحتية لهذا القطر العربي الاصيل تؤدي إلى إعادته إلى العصر الحجري وتحول بينه وبين تقديم يد العون والمساعدة للمقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة على وجه الخصوص وهو الأمر الذي خبره اللبنانيون جيدا في حرب تموز/ يوليو 2006 وذلك عبر اختلاق الذرائع والحجج الواهية مرة أخرى .

اختلاق الحجج والذرائع الواهية عبر نسج الأكاذيب المضحكة المبكية حول المذبحة المروعة التي جرت في بلدة مجدل شمس الجولانية المحتلة يبعث على الاشمئزاز لاصرار زعماء حكومة اليمين المتطرف في الدويلة العبرية المسخ على نسج الأكاذيب و روايتها وترديدها مرارا وتكرارا كما كان عليه الحال مؤخرا في الكونجرس الأمريكي في واشنطن من قبل رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو الذي لم يتورع عن ضخ واطباق سيل جارف من الاراجيف لاستدرار تعاطف الرأي العام العالمي وقلب الحقائق رأساً على عقب في سبيل ذلك .

استدرار تعاطف الرأي العام العالمي عبر محاولة توسيع نطاق الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط يقتضي من حكام تل أبيب الهروب إلى الأمام وتصدير أزمتهم إلى بلاد الارز لإطالة عمر حكومة اليمين المتطرف في الدويلة العبرية من جهة وتسويق فكرة أن الكيان الصهيوني يواجه خطرا وجودياً يستلزم تقديم الدعم له و هو أمر يتطلب من الأمة العربية واحرارها استنفار كل إمكانياتهم الإعلامية لبيان وتوضيح حقيقة مخططات قادة وزعماء العصابة الحاكمة في الكيان الغاصب الرامية إلى خلط الأوراق وإدامة امد الصراع المسلح الدموي وحرب الإبادة الإجرامية المستمرة منذ قرابة عشرة أشهر ضد أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في غزة الصامدة المجاهدة .