حي الحسين .. حكاية مصرية مزجت الماضي بالحاضر

 يقدم حي الحسين بالعاصمة المصرية القاهرة تجربة فريدة من نوعها تجمع التاريخ القديم والحديث في آن واحد، ليجذب السياح من مختلف دول العالم حيث يعرف بأنه الحي الساهر الذي لا ينام أبداً ولا يهدأ نهاراً وليلاً.
وبالرغم من أن المكان يطغى عليه الجانب الروحاني والديني الكبير نظراً لوجود مسجد الحسين به الذي يتوافد عليه آلاف الأشخاص لزيارته من داخل وخارج مصر، إلا أن حالة الانجذاب للمترددين على زيارته تكشف ما يتمتع به الحي من تاريخ جسدته المباني الأثرية العتيقة التي تعود إلى العهد الفاطمي، والمقاهي المصممة على الطراز القديم بنقوشه المتميزة على جدرانه وأثاثه وأدواته المستخدمة.
ورغم حداثة الزمن إلا أن المكان يزداد تمسكاً برونقه القديم وكأن قطعة من تاريخ مصر العتيق بكل تفاصيله لا زالت باقية وحية بهذا المكان .
كما يشتهر حي الحسين بالمقاهي الملاصقة لبعضها البعض، التي تجمع جميع الجنسيات سواء عرب أو أجانب مستمتعين بالأجواء فيصدح فيها صوت كوكب الشرق أم كلثوم وعندليب الغناء الفنان عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من فناني الزمن الجميل لتخلق حالة من الانسجام والتناغم بل وتعلق البعض بزيارة المكان أكثر من مرة الذي يعمل على مدار العام دون توقف.
استمد حي الحسين بالقاهرة شهرته وأهميته من مسجد الحسين الذي تم إنشاؤه في العهد الفاطمي، عام 1154 ميلادية (549)، وتطل مآذنه بضوئها الأخضر المبهر لتخطف الأنظار وسط ساحة كبيرة يقيم فيها بعض الزوار الصلاة والجلوس للاستماع لحلقات الذكر.
ولا يعدو حي الحسين كونه مزارا سياحياً بل يشكل حركة تجارية فيمتلئ الشارع بالمحال المتعددة الملاصقة لبعضها البعض، عارضة التحف والانتيكات المستوحاة من التاريخ المصري القديم وبعضها للمشاهير ولاعبي كرة القدم وغيرها من الهدايا التي يصطحبها زوار الحي إهداء لأسرهم في الخارج، فكل شبر في المنطقة يمثل مصدر دخل لصاحبه.
ولا يمكن المرور بحي الحسين دور المرور إلى منطقة خان الخليلي المجاورة لحي الحسين، إذ تعد قطعة فريدة يعود تاريخها إلى العام 1382 ميلادية، في قلب الحي الإسلامي القديم في القاهرة، ويعد من أهم مناطق الجذب السياحي في مصر.
ويتميز الخان بصناعات وحرف يدوية متميزة فيجد فيه الزوار والسائحون كل ما يريدونه من عطور وتحف والتوابل بأنواعها المختلفة والمصنوعات اليدوية المصرية من حلي وأقمشة وملابس، وصناديق الصدف والأرابيسك، والمشغولات النحاسية والفضية والذهبية التي تحمل عبق التاريخ الفاطمي والإسلامي.