ممدوح سليمان العامري يكتب:دور الإعلام في تشكيل الرأي العام وإدارة الأزمات

دور الإعلام في تشكيل الرأي العام وإدارة الأزمات 
ممدوح سليمان العامري*
يلعب الإعلام دوراً حيوياً في تهيئة وتشكيل الرأي العام وصياغة الرؤى وبناء التوجهات، كما يسهم في إعادة صياغة العلاقات الدولية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ...، خصوصاً في ظل الأزمات المتصاعدة التي يصعب التنبؤ بمدى امتدادها وانتشارها وموعد انحسارها. وما بين العفوية والقصد يعمل الإعلام على الترويج للسياسات التي تهدف إلى توسيع نفوذ القوى الكبرى وإبراز قوتها وسيطرتها وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية استجابة لمهددات الأمن الدولي والسلم الاجتماعي في ظل تعويم الحرب على الإرهاب وتصعيد الأزمات.
تتفاوت سياسات الوسائل الإعلامية ومهارات وقدرات الإعلاميين في صياغة الرسائل الإعلامية، تغطية الأحداث، وصناعة الأخبار، وبثها وقياس ردود الفعل وحجم تأثيرها على المتلقي، كما توسع دور الإعلام ليشمل ليس فقط نقل الأحداث بل أيضاً صناعتها، وتشكيل سرديات متنافسة تعكس تصورات وسيناريوهات الأحداث برؤية شاملة ذات أبعاد اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية، ويتم ذلك في ظل تحول جذري في المشهد الإعلامي يعزز الاستخدام الفعال لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التي توظفها وسائل الإعلام باحترافية عالية.
تتقدم وسائل الإعلام الاجتماعي المتاحة في أيدي غالبية الأفراد على وسائل الإعلام التقليدية من صحافة وإذاعة وتلفزيون، حيث تستخدم باحترافية عالية في الانتاج والإخراج والنشر الإلكتروني، وتمتد خطورة وسائل التواصل الاجتماعي مثل واتس آب وفيسبوك و (X تويتر) وإنستغرام وسناب شات وتك توك إلى ما هو أبعد من هدم الأخلاق وإفساد المبادئ والقيم النبيلة، ونشر طرق الانحراف والجريمة والتطرف والإرهاب، لتشمل أيضاً نقل ساحات المعركة، حجم القوات العسكرية، تعداد أفرادها، وإحداثيات مواقعها.
تجاوز تأثير الإعلام المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية، ليصبح الناس يعتمدون على وسائل الإعلام في فهم الواقع والأزمات والتحديات والمخاطر التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
مما سبق يظهر لنا التأثير الكبير للإعلام على الرأي العام والسياسة والمجتمع ككل، بحيث يصبح التعامل الواعي مع الإعلام وتعزيز مهارات الإعلاميين أمراً بالغ الأهمية والضرورة، فالتأثير الكبير للإعلام يستدعي فهماً نقدياً ودقيقاً لكيفية تداول واستقبال وفهم الأخبار والمعلومات، وفي الوقت نفسه، يجب أن نكون مستعدين لمواجهة التحديات التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من خلال تعزيز التعليم والدراية الإعلامية وتطوير استراتيجيات فعالة للتحقق من الأخبار المعلومات من مصادر متعددة وموثوقة.
*مستشار ومتخصص في إدارة الاتصال الاستراتيجي