وهم القيد .



في القصة الرمزية التي لم يجد فيها صاحب الحمار الحبل لربط حماره فلجأ إلى جاره الحكيم فقام الجار بمحاكاة ربط الحمار ليوهم الحمار بأنه مربوط وفعلا نججت الطريقة ، وفي الصباح حاول صاحب الحمار تحريك الحمار ولكن الحمار رفض الحركة ، فلجأ إلى جاره مرة أخرى والذي قام بحركة أوهم فيها الحمار بأنه تحرر فتحرك الحمار .

أنتهت القصة ولكن مهلا الحكمة لا تقف عند الحمار مع الإحترام .

 فكم قيد هناك هو في الحقيقة قيد وهمي لا حقيقي ، ربطنا أنفسنا به فلم نعد قادرين على الحركة .

كم وظيفة قيدت مبدعا وجعلته يخاف الإنطلاق من هذا القيد ، لم يكسر القيد ولم ينطلق ، يقولون بأن السجين يجد الحرية في  قيده ، هل حقا وصلنا إلى هذه المرحلة .

ذلك الخوف تلك الرهبة تلك الخطوة التي ما زالت نتنظر ولكننا نخشى ذلك النوع من القيد ، ولكن لا حكيم هناك ليحل عقدتها .

ذلك الإبن الذي أقعده الخوف من أب أو أم أو مجتمع عن الإنطلاق عن كسر قيده والتحرر ، لأن الحكيم لم يكن هناك .

تلك الزوجة التي أقعدها قيد الخوف والقلق عن أن تكون هي فخسرت زوجها ولم تكن هي ، لأن الحكيم لم يكن هناك .

المسؤول الذي أقعده قيد الخوف من الإخفاق أو الشعب فضاعت الفرصة على الإثنين معا لأن الحكيم لم يكن هناك .

صاحب المشروع الذي أقعده الخوف من المستقبل عن الحركة والتطور فلم يكسر القيد لأن الحكيم لم يكن هناك .

قال علي بيغوفيتش.. "نبحث عن الحرية فهل نستحقها " 

 اعتقد ان الحرية شعور داخلي لا يستطيع انسان ان يغرسه في نفسك يجب ان تشعر انك حر ، وان تمارس هذه الحرية وتعيشها  عندها لن يستطيع انسان ان يمارس عليك العبودية ، اما ان كنت عبدا في داخلك فكل الحرية في العالم لن تكفي كي تكون حرا .

نعم للإكراه ثمن تماما كما للحرية ثمن...

 والمجتمع سيدفع ثمن الأكراه كما يدفع ثمن الحرية...

وكل شيء له ثمن، وهل عاشت الشعوب في حال من الفقر والتخلف والكراهية والإنحطاط، إلا لأنها كانت تدفع الثمن ثمن الأكراه...

قال الغزالي المحدث مرة إن الأكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل، كما أن الأكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن.

في عهد الفيلسوف هيجل...

كانت المانيا تدعى بروسيا ، وكانت مفككة ومتنازعة ، وكانت مطمع للدول المحيطة بها ، كان الكثير من المفكرين والمصلحين ، يلقون بكل الثقل لإصلاح الإنسان ، وتحريره من العبودية ، بشتى أنواعها ، لأنها الطريق للإبداع.

وتقتلني أن هذه الفكرة كانت غاية الوضوح في عقل الصحابة ، وقولة ربعي تلك التي تكتب بماء الذهب ، إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، وتجد القوم اليوم من علماء ومفكرين ومصلحين.

يريدون ان يحملوا العباد من عبادة رب العباد ومن الحريةإلى عبادة العباد.

دعوة إلى التخلف،  والبقاء في ذيل الأمم ، واقول لا أصلاح إلا  بدين صحيح ، ولا دين صحيح إلا بحرية .

حقا كم نفتقد ذلك الحكيم الذي يستطيع أن يغرس في أنفسنا قوة الوهم ليكسر قيد الوهم الذي نصنعه بأنفسنا ونتحرر ..

 كل الإحترام لذلك الحكيم ...

إبراهيم أبو حويله ...