" موجة قلق !!!!! "


مهند أبو فلاح

أثار اختيار السيناتور جيمس ديفيد فانس نائبا لدونالد ترامب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة القادمة في الولايات المتحدة الأمريكية المزمع إجراؤها في أوائل شهر تشرين الثاني / نوفمبر القادم موجة قلق عميقة في أوساط المراقبين و المحللين من الساسة العرب المخضرمين الضليعين بالشؤون السياسية الأمريكية .

المواقف السياسية المعلنة للسيناتور فانس عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية أوهايو الواقعة في الغرب الأوسط من بلاد العم سام من القضية الفلسطينية المؤيدة للكيان الصهيوني بشكل واضح و سافر و آخرها تلك المتعلقة بالعدوان الغاشم الذي يتعرض له قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي لم تترك مجالا للشك بأن دونالد ترامب المرشح الأقوى حظا للعودة إلى سدة الحكم في البيت الأبيض في واشنطن مرة أخرى سوف يواصل نهجه العدائي اتجاه شعبنا العربي في فلسطين و سياسته المرتكزة على حل هذه القضية على حساب الأردن من خلال تطبيق ما تبقى من أجندة صفقة القرن المريبة .

السيناتور فانس الذي سبق له أن شارك في غزو و احتلال العراق في العام 2003 خلال خدمته في صفوف قوات مشاة البحرية الأمريكية " المارينز " يعتبر من صقور الجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري الداعم بشدة لتطبيع العلاقات الرسمية العربية مع الكيان الصهيوني و كسر حاجز العداء التاريخي بين الطرفين و لا سيما مع المملكة العربية السعودية و هو الأمر الذي يتطلب بزعمه القضاء على حركة المقاومة الإسلامية " حماس " في قطاع غزة لإعادة رسم خارطة منطقة الشرق الأوسط السياسية .

إعادة رسم خارطة منطقة الشرق الأوسط هو أحد أبرز أجندة السياسة الخارجية للولايات المتحدة هو أمر قد يستغرق مدة زمنية طويلة بعض الشيء و لا يمكن تحقيقها بين عشية و ضحاها على المدى المنظور فجاء اختيار ترامب العجوز السبعيني لشاب في مقتبل العمر لا يتعدى سنه تسعة و ثلاثين عاما ممثلا في شخص السيناتور فانس ليثير عاصفة من التساؤلات إن كان خليفة ترامب المحتمل في زعامة الولايات المتحدة الأمريكية لاحقا سيمضي قدما من بعده في تطبيق سياسة قائمة على خدمة اليمين الصهيوني المتطرف الداعي إلى إقامة دولة يهودية خالصة نقية من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط على امتداد كامل رقعة فلسطين الجغرافية .

إن اختيار السيد ترامب للسيناتور فانس ليس مجرد شأن داخلي امريكي بحت إنما هو مؤشر خطير على توجه سياسي عدائي بعيد المدى يجعلنا ندق ناقوس الخطر في شتى أنحاء الوطن العربي الكبير بعامة و الأردن بخاصة لتقليل الخسائر المحتملة الناتجة عن عودة الجمهوريين المحتملة إلى البيت الأبيض و تعبئة الطاقات لصدام مرتقب مع إدارة أمريكية لا ترى في الاردن الا أرضا مستباحة لمشروع الوطن البديل المزعوم .