الطراونة : وجود علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الانتحار عالميا

الانباط-غيداء الخالدي

يشهد العالم ارتفاعا حادا في درجات الحرارة نتيجة لظاهرة التغير المناخي عامة، والاحتباس الحراري على وجة التحديد، ما ينعكس على سلوكيات الانسان وخاصة الحالة النفسية.

المتخصص في علم النفس الدكتور احمد الطراونة قال : أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة يؤثر بشكل مباشر على وظائف الدماغ، ويتسبب بحدوث إضطرابات نفسية مثل الغضب والإكتئاب وقلة النوم وجودته، و تعد قلة النوم من العوامل التي تثير الإضطراب ثنائي القطب، وهو تغير حاد في مزاج الإنسان.

وبين في حديث له مع "الأنباط"، أن معظم المواطنين يفضلون السهر في ليالي الصيف، ما يقلل ساعات النوم ويصبح الجسم في حالة ضغط وصولا الى الحرمان من النوم الهادئ الأمر الذي يؤثر على الناقل العصبي المعروف بـ "السيروتونين"، الذي يعتبر من أهم منظمات الحالة المزاجية لدى الإنسان، وبالتالي ترتفع هرمونات الإنفعال لدى الفرد مثل هرمون "الكورتزون" ويتبعها ارتفاع القلق والاكتئاب.

وأضاف، إن درجات الحرارة تؤثر على نشاط الفرد و على الدخل، خاصة لدى من يعملون بالأجر اليومي، ما يرفع نسبة اليأس والإحباط لدى هؤلاء الأفراد نتيجة عدم القدرة على العمل بشكل دقيق او الإضطرار للجلوس داخل البيت.

الى ذلك كشفت دراسة حديثة نشرت في دورية "برين، بيهيفيور آند إيفولوشن" عام 2023 وجود ترابط بين تغير المناخ وانكماش حجم الدماغ البشري، الذي بدأ منذ 15 ألف سنة مضت، وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود نمط عام لتغير حجم الدماغ البشري يرتبط بتغيرات المناخ، ففي خلال فترة "الهولوسين" (حيث ارتفاع متوسط درجة الحرارة) شهدت أدمغة البشر انخفاضا ملحوظا في متوسط حجمها بنسبة تتجاوز قليلا 10.7%.

وفي ذات السياق اشار الطراونة الى أن دراسات علم النفس تؤكد وجود علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة ومعدل الانتحار عالميا خاصة في الصيف الحار، وتشير بعضها الى ان زيادة درجة واحدة في الحرارة المحيطة أعلى من المعدلات الطبيعية، تساهم في زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق.

ولفت الى ان النساء تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة ما يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية وانخفاض الخصوبة وتفاقم اعراض حالات الإلتهاب في بطانة الرحم، ما يؤثر على الصحة النفسية لديها، داعيا الابتعاد عن الاماكن المزدحمة من اجل ضبط الانفعال، والبقاء في الاماكن الرطبة او التي يوجد فيها تكييف وعدم الخروج الا للضرورة القصوى، وضرور تدريب النفس على ادارة الانفعالات والغضب لتجنب حدوث المشاكل والأزمات النفسية .