ليث حبش يكتب .. الفنون في الأردن: تحديات غياب المعهد الفني العالي والرقابة الفعّالة


ليث حبش
في ظل التطور الثقافي والفني العالمي، يسعى العديد من الدول نحو إنتاج فنون متميزة تعبر عن هويتها وتعزز مكانتها إلا أن الساحة الفنية في الأردن تواجه تحديات بارزة تقف حائلًا أمام تقدمها وازدهارها يأتي في مقدمة هذه التحديات غياب معهد تمثيل فني عالٍ مما يخلق فجوة تعليمية كبيرة في مجال التمثيل والفنون الدرامية.
إن غياب معهد عالٍ للفنون التمثيلية في الأردن يترك الممثلين بلا توجيه فني متخصص، ويعوق تطوير إمكانياتهم الفنية وصقل مهاراتهم ،فالعديد من الممثلين في الأردن يفتقدون الفرصة للحصول على تعليم فني عالٍ ومتخصص يسهم في تحقيق التميز الفني ،هذا النقص في التعليم يعزى جزئياً إلى الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة، مما يجعل من الصعب على الممثلين التفرغ الكامل للتدريب والتطوير المهني.
بالإضافة إلى الفجوة التعليمية تفتقد الساحة الفنية الأردنية إلى رقابة فعّالة من قبل نقابة الفنانين ،هذا النقص في الرقابة يؤدي إلى تشتت وتفاوت في الجودة الفنية والمهنية للأعمال الفنية، يمكن عزو هذا الوضع إلى هيكل التنظيم والقوانين المرتبطة بالفنون التمثيلية في البلاد، والتي تترك المجال مفتوحًا لتدني مستوى الأداء وقلة الالتزام المهني. إن غياب الرقابة الفعّالة يعزز الفوضى ويقلل من فرص تحسين المستوى الفني والمواكبة للتطورات العالمية.
للخروج من هذه الأزمة يجب على المنتجين الأردنيين التركيز على إنتاجاتهم المحلية وتعزيز الهوية الثقالية والفنية الوطنية، يجب أن يتم ذلك من خلال الالتزام بمعايير فنية عالية وتقديم الدعم والتشجيع للمواهب المحلية عن طريق توفير التدريب والفرص الملائمة ،إن التركيز على تطوير المواهب المحلية والاستثمار في القدرات الشابة يعد خطوة هامة نحو تحسين جودة الإنتاجات الفنية ورفع مستوى الأداء.
في نهاية المطاف يتطلب تعزيز الفن في الأردن جهدًا مشتركًا بين الحكومة والمؤسسات الفنية ، ينبغي إنشاء معهد عالٍ للفنون التمثيلية لتوفير التعليم والتوجيه الفني المتخصص ،كما يجب تقوية دور نقابة الفنانين لضمان الرقابة والتوجيه الفني المناسبين ،إلى جانب ذلك يجب تشجيع المنتجين على الابتكار والاستثمار في الإنتاجات المحلية لدعم نمو الفن التمثيلي وتألقه في الساحة الدولية.
إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب رؤية استراتيجية وتعاونًا مكثفًا بين جميع الأطراف المعنية فالفن ليس مجرد ترفيه، بل هو أداة قوية لتعزيز الهوية الثقافية وتحقيق التقدم الاجتماعي.