حسين الجغبير يكتب :اخفاء الحقيقة.. لمصلحة من؟
حسين الجغبير
تصادف الشخص منا بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو نستمع أحيانا إلى أردنيين في جلسات خاصة وعامة، وهم ينهالون انتقادات للبلد، وكأن الخراب يملأه من كل مكان، حيث تتغلغل في دواخلنا الطاقة السلبية لتخفى أعيننا عن حقائق عديدة وتسيطر علينا نظرة غير مكتملة بحق الأردن، بل نتأثر سلبا ونندفع لنتبنى وجهات نظر تنظيرية تخفي ورائها دوافع غير برئية.
هذا الوطن، الذي يشعرنا البعض أنه يعاني وكأن مصيره مجهول، وقد اقترب من الدخول في نفق مظلم، اقتصاديا واجتماعيا، تجاوز عشرات الأزمات التي لو عصفت بدول أخرى لأتت عليها، بحيث تهدد استقرارها رغم امتلاكها مقومات اقتصادية وموارد طبيعية تفوق ما نملكه في الأردن، وهو أمر يجلعنا نفتخر بهذا البلد وقيادته التي تتصدر المشهد العالمي من حيث الحكمة والخبرة والرأي السديد في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية.
لكن ما هو مؤلم أكثر أن هذه الطاقة السلبية يبثها أصحاب الاختصاص، فلو اقتصرت على المواطنين لبررنا ذلك بجهلهم في بعض الجوانب، أما أن يذهب بعض الاقتصاديين والسياسيين إلى بث هذه الروح الهدامة فهو مدعاة للتساؤل الكبير، عن حقيقة ما يشرحون ويفسرون ويحللون ويتنبأون كون تأثيرهم على الرأي العام أكبر نظرا لخبرتهم الطويلة في مجالاتهم.
يشعرك هؤلاء وكأن البلد ذاهبة إلى الهاوية، وكأنها ليست دولة مؤسسات وعلى دراية تامة بما تفعل، وقد تجاوزت أزماتها دون أن تتأثر، اقتصاديا وأمنيا، وسياسيا، ودون أن يمس نسيجها المجتمعي بل تساهم كل أزمة وتحدي في زيادة تماسك أبناء هذا البلد، الحريصون على استقراره ومنعته، وهم شعب مثقف مدرك لما يجري بشكل يفوق نظرائه من شعوب المنطقة، وهذا السر الحقيقي أيضا من وراء قوة هذه الدولة التي لم ندرك للآن أنها كذلك، بل نذهب في بعض الأحيان من التصغير من امكانياتها وقدراتها.
من حق الأردن على أبنائه أن يرونه بنظرة فخر واعتزاز، وعليهم إدراك أنه ورغم قناعتنا التامة بأن الحكومات كانت سببا في عدم تميزنا وتقدمنا في العديد من الملفات لفشلها في إدارتها على مر عقود، إلا أن الوقوف على اجابة سؤال لا بد ونطرحه على أنفسنا، وهو أنه كيف تصمد الأردن في وجه كافة العواصف التي أصابتها بل تواصل المسير والتقدم؟.
عندما سنعلم جيدا أن هذا الوطن تاج عز لكل من يسكن ترابه، وأنه سيبقى قوي مهما حاول البعض تثبيط الهمم، وقتل الروح، والانتماء.
لا بد من الوقوف على اجابة سؤال يطرحه الكل ونحن بدورنا الإعلامي نطرحه على أنفسنا، وهو أنه كيف صمدَ الأردن في وجه كافة العواصف التي أصابته لا بل واصل المسير والتقدم؟. عندها سنعلم جيداً بأن هذا الوطن تاج عز لكل من يسكن ترابه، وأنه سيبقى قوي متماسك مهما حاول البعض تثبيط الهمم، وقتل الروح، والانتماء.