الصحف الورقية بين عصر الرقمنة وتطور الإعلام
الرجبي: الصحافة هي الام لكافة تخصصات الاعلام
الأنباط – جاد جاد الله
أكد دكتور الإعلام في جامعة الشرق الأوسط محمود الرجبي في حوار مع "الأنباط" على وجود تنافس شديد بين الرقمنة والذكاء الاصطناعي مع الصحافة الورقية بالاعلانات، موضحا ان هذه المنافسة انتهت بانتصار الرقمنة على الصحافة الورقية، مبينا ان الصحف استطاعت لاحقا التأقلم مع هذا التطور، فأنتجت مواقع إخبارية، وفيديو الإنفوجرافيك والتقارير المصورة، ولكنها ما زالت بحاجة لوقت أطول حتى تتأقلم مع هذا التطور لا سيما بعد تراجعها وقلة الدخل.
واشار الرجبي الى أن الرقمنة عملت على الحد من الصحافة الورقية لأن الشاشة سهلت على المواطنين الوصول إلى كل ما هو جديد وبشكل مجاني دون الحاجة لشراء صحيفة ورقية، إضافة إلى أنه أصبح من الممكن اختيار المعلومة بالوقت المفتوح دون جهد يُذكر، مبيناً في الوقت ذاته أن هناك هوامش في الصحافة الورقية لا يمكن تجاوزها، ولكن يستطيع الإعلام الرقمي تجاوزها.
وبين أنه لا يوجد فصل عامودي ما بين الاعلام الرقمي والصحافة الورقية لأن كل الصحف استطاعت أن تدخل وتدمج ادوات الاعلام الرقمي في عملها لكن ما يحصل هو ان الإتكاء على الورق لم يعد كما كان سابقاً، رغم أن هناك فئة معينة ما زالت موجودة بالمجتمع تفضل الصحف الورقية والاستمتاع بها إلى جانب فنجان قهوة الصباح، مضيفاً أن الأردن أصبح من الدول المتطورة وتحاكي الواقع الحديث للإعلام.
وأوضح أن بعض خريجي الجامعات يعانون الضعف، رغم ان الجامعات توفر كل الأدوات والأستوديوهات، لتدريس التخصصات الإعلامية مما يتيح للطلاب عملية تفاعلية بالكامل، إضافة إلى أن أغلب المناهج حُولت من النظري إلى العملي بنسبة 70-80%، ما عدا ما يحتاج إلى النظرية.
وأضاف أن مخرجات المدارس تعاني من ضعف خصوصاً فيما يتعلق باللغة العربية، بحيث أصبح الطالب يتخرج من المدرسة ولا يجيد الكتابة والتفريق بين أل التعريف والهاء والتاء المربوطة، ويتخرج من الثانوية العامة وليس بمقدوره تركيب جملة عربية فصحى، خالية من الأخطاء، مشيراً أن كل ما سبق هي بالنهاية عملية تراكمية وعلى الرغم من ذلك يوجد فرص عمل لخريجي الاعلام وخصوصا في الشركات الكبيرة، التي تقوم بعمل الفيديوهات والصور لمؤسساتها ونشر يومياتها في منصات التواصل الاجتماعي وإدارة صفحاتهم.
كما بين أن دخول الاعلام الرقمي للمجال الاكاديمي كان بشكل السريع لأنه سريع بالأصل ولا بد من دخوله لأنه واقع ولا يمكن تجاهله وكليات الاعلام لا تستطيع تهميشه .
واضاف أن الإعلام الرقمي لا يلغي تخصص الصحافة ولا الصحافة الورقية، مبيناً أن الصحافة مثل المسرح بالفنون وهي الام الكبرى لكافة تخصصات الاعلام، والصحفي الناجح هو من يحافظ على مهنته من خلال المهارات والادوات التي يكتسبها ولدينا الان مصطلح الصحفي الشامل الذي يقوم بالتصوير والمونتاج والكتابة والعرض وطريقة النشر.