العقبة في اليوبيل الفضي

بقلم :شرحبيل صبحي ماضي
يطل علينا العيد الخامس والعشرون اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين جلالة الملك سلطاته الدستورية ، عبدالله الثاني الملك الذي كرس حياته وجهده لخدمة شعبه ، فمنذ اليوم الاول لتسلمه دفة الحكم شمر عن ساعديه وبدأ العمل لينقل الاردن لمرحلة جديدة هي مرحلة التطور والتحديث ومواكبة الثورة الاقتصادية العالمية ، فكانت العقبة ورؤيتها التي اطلقت في العام 2000 اولى اللبنات على طريق وضع الاردن على الخارطة العالمية وأعلن جلالة الملك عن رؤيته التنموية الشاملة لمدينه العقبة أان تصبح المحرك والعجلة التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني فكان له ما اراد، فمن مدينة وديعة صغيره الى عاصمة للاقتصاد والسياحة والتنمية المستدامه الشاملة .
استطاعت العقبة التي يقل عمرها عن عمر اليوبيل بعام واحد فقط ان تحقق هذه الرؤيا بجذب ما يزيد عن 20 مليار دينار من الاستثمارات التي نفذ منها الكثير وما زال الكثير تحت التنفيذ ، وقد توزعت هذهه الاستثمارات على قطاعات اقتصادية حيوية ووجهت العقبة للعالم رسالة أنها المدينة السياحة الاولى التي طورت منتج سياحي مميز يشهد له الجميع بالرقي والاستدامه وخلقت بيئة استثمارية منافسة ومحفزة للعديد من المهتمين ، وعلى الرغم من شح الموارد الا انها وبسواعد ابنائها استطاعت ان تحفر جبالها الصلبة وتحقق الانجازات ليبقى الثغر باسماً ولتصبح المدينة الاكثر تنظيماً والاكثر موائمة لاحتياجات الزوار، الذين وصل عددهم الى مليون ونصف المليون سائح في العام 2019 ولتبدأ فيما بعد رحلة المليون وتحدياتها مع هذه المدينة ورؤيتها الملكية.
وعلى مدى خمسة وعشرون عاما تطورت المدينة واستطاعت بجهود ابنائها وبدعم مباشر من جلالة الملك المعظم وولي عهدة الامين من استكمال التطوير وشهدت المدينة تطوراً ملفتاً في منظومة الاستثمار السياحي شيدت فيها الفنادق والمنتجعات السياحية والخدمات السياحية الاخرى لتصل عدد غرفها الفندقية عن ستة الاف غرفة فندقية مصنفه وفق اعلى المعايير العالمية ، وطورمطارها الذي يعمل بساسية الاجواء المفتوحه ليسقبل 2 مليون سائح واصبح وجهه لكبرى شركات الطيران العالمية ،كما وأعيد بناء موانئها واهمها ميناء البواخر السياحية ليفتح صفحة جديدة على طريق المنتجات السياحية التي تساهم في وضع المدينة على اجندة كبريات الشركات المشغله للبواخر السياحية ليستقبل ما يزيد عن 150 الف سائح من جنسيات مختلفة ، وطورت المعابر والمرافئ والطرق لاستقبال الزوار وتقديم افضل الخدمات لهم واستخدام افضل التكنولوجيا لتسهيل مرورهم ، لتنقل العقبة الى مرحلة التميز والألق.
اما مواقعها الاثرية فكان للرؤيا وجة نظرخاصة بضرورة ابراز مفاتن المدينة وتاريخها المتسلسل عبر العصور ، فأعطيت الاولوية لتطوير قلعتها وحماية اثارها وتطوير وسط مدينتها لتحكي قصة الثورة العربية الكبرى التى تٌروى في بيت الشريف المتربع على شاطئ ايله وهو الاسم الذي تٌحب العقبة ان تٌنادى به .
وثغرها ذو اللون الازرق الصافي الذي يحمل السفن كما يحمل زوارها كان له النصيب الاكبرفي الاهتمام فوضعت الخطط واطلقت المحميات للحفاظ على كنوزه وبيئتة ، وأستحدثت المواقع الاصطناعية التي وصل عددها عن 25 موقعاً لتخفيف الضغط على المواقع الطبيعية مُعلنه ثورةً بيئيةً للحفاظ على هذا الكنز الكبير.

اربعه وعشرون هو عمرها المنطقة الخاصة وخمسة وعشرون عاما هي اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية نقلت العقبة الى ما نراه واصبحت وجة الاردنيين والاجانب قدمت القليل لهم وما زال في جعبتها الكثير لتحكي قصة الاردن وقصة اليوبيل الفضي للجلوس على العرش ، فكل عام واردننا ومليكنا ينعم بالخير والامان.