الإعلام الأردني.. تطور لافت وتخطي للصعوبات وتقدم على سلم الحريات

الشبول: موقفنا متوازن بين حرية الإعلام والمسؤولية الوطنية والقومية والقانونية

االعمري: الإعلام المسؤول يؤدي يدوراً هاماً في التوعية والتثقيف والكشف عن مواطن الخلل

العنانبة: الصحفي يسير بحقل ألغام ونطمح الارتقاء بقوانين النشر لمستوى طموحات الملك

الأنباط – عدي أبو مرخية

شهدت الحريات الإعلامية والممارسة الصحفية تطورا ملحوظا في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني بعد أن أطلق مقولته المشهورة "حرية الإعلام سقفها السماء، وان الإعلام يشكل أداة هامة من أجل التغيير وهو بحاجة لأن يكون حراً ومسؤولاً في الوقت نفسه حتى ينهض بدوره"، علاوة على حديثه بعد إلغاء وزارة الإعلام عام 2001 الذي أكد فيه على أننا نسعى إلى تبني مقاربة حديثة ومنهجية من أجل التطوير وتلك المقاربة تتطلب استقلالية الصحافة ولذلك ألغينا وزارة الإعلام".

وفي السياق، كشفت أخر الدراسات والأبحاث أن الأردن يعيش حالة جيدة من الحرية الصحفية، وإرتفاع في مستويات الممارسة الديمقراطية، نظرا لـ الرؤية الملكية الثاقبة الضامنة لـ الممارسة الصحفية والديمقراطية بحسب توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني.

وكان من أبرز التقارير والدراسات التي أكدت تقدم الأردن على سلم الحريات الصحفية ؛ تقرير منظمة مراسلون بلا حدود لـ العام الحالي 2024، اذ كشف تقدم الأردن في المرتبة 132 من أصل 180 دولة شملتها الدراسة.

وزير الإعلام الأسبق فيصل الشبول قال : أن الأردن شهد تطورا ملحوظا على حرية الممارسة الصحفية والإعلامية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، لافتا الى أنه لامس التطور منذ فترة توليه إدارة وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، خاصة بعد موجة الإنفتاح والتعدد.

وأضاف لـ "الأنباط"، نعيش اليوم الحريات الإعلامية ضمن بيئة إعلامية مناسبة وفقا لـ معياري التعدد والإنفتاح، لافتا الى أن وجود أكثر من 240 موقع إخباري مسجل لدى هيئة الإعلام، اضافة الى تعدد قنوات البث التلفزيوني في المدينة الإعلامية شواهد احصائية على أن الأردن لا يضع قيودا على الحريات الصحفية والإعلامية.

وتابع، أن الأردن يعيش في وسط منطقة ملتهبة بنيران الحروب والإرهاب، مؤكدا أن الأردن ذو موقف متوازن ما بين حرية الإعلام والتعبير عن الرأي، والمسؤولية الوطنية والقومية والقانونية، مؤكدا عدم وجود حرية وصفها بـ "المنفلتة" التي عصفت بـ عدة دول مجاورة من حولنا، موضحا أن ما يميز الأردنيين في المنطقة العربية أن صوتنا عاقل ومؤدب، ما أوصلنا الى نتائج ايجابية بعيدا عن الإنفلات في الرأي، مشيدا في الوقت نفسه بـ وسائل الإعلام الأردنية التي قدمت وما زالت تقدم خاطبا إعلاميا راقيا ومهني.

وأكد أن الصحافة الوطنية موروث حقيقي للمجمتع والدولة ويجب المزاوجة بين الرقمي والورقي، في خطوة تجنب الصحف الكثير من الاستنزاف والخسائر، لافتا الى أن وسائل الإعلام الاردنية تتيح ذلك إلاّ أن العوائد المادية ليست كافية.

وأشاد الشبول بدور جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا وسمو ولي العهد الأمير حسين في دعم القضية الفلسطينية، وإيصال الرأي العربي الى العالم والتأثير في مزاج الرأي العام العالمي عبر وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية.

الى ذلك، قال مدير عام وكالة الأنباء الأردنية السابق أستاذ الإعلام في جامعة جدارا الدكتور محمد العمري : إن الإعلام يؤدي دوراً هاماً ومؤثراً في حياة الناس في مختلف المجالات على الصعد كافة، نظراً لتعدد وظائف الإعلام وتنوع مجالاته التي باتت الأكثر تأثيراً خاصة بعد ثورة الاتصالات وسرعة وسهولة تدفق المعلومات وانتشارها ووصولها الى مختلف شرائح المجتمع، لافتا الى أن الإعلام بوسائله الحديثة بات الأقرب والأكثر التصاقاً بحياة الناس والتأثير على قناعاتهم وسلوكياتهم وتعاملاتهم مع مختلف القضايا..

واكد أن الإعلام المسؤول عبر وسائله المتعددة والمتنوعة يؤدي يدوراً هاماً في مجالات التوعية والتنوير والتثقيف والتعليم والكشف عن مواطن الخلل والفساد والتحذير منها والتوجه نحو القيم المجتمعية السامية والمصلحة العامة للمجتمع والدولة من أجل التغيير نحو الأفضل وصولاً الى الحكم الرشيد، مؤكدأ أن الإعلام بحاجة لأن يكون حراً ومسؤولاً في الوقت نفسه حتى يؤدي رسالته وينهض بدوره الرائد.

وأضاف، أن وسائل الإعلام في الأردن شهدت تطورا كبيرا، وواكبت المتغيرات المتلاحقة في مجال الإعلام والاتصال سواء ما يتعلق بالرسالة الإعلامية وإنشاء المؤسسات الإعلامية المطبوعة والمرئية والمسموعة والترخيص لها، وكذلك ما يتعلق بقضايا التأليف والنشر والطباعة وغيرها.

وأشار الى أن الأردن أول دولة عربية أعلنت عن قانون ضمان حق الحصول على المعلومات في عام 2007، كـ أول قانون من نوعه في العالم العربي، مبيناً أن القانون تضمن تشكيل مجلس المعلومات يتولى ضمان تزويد المعلومات إلى طالبيها والنظر في الشكاوى المقدمة من طالبي الحصول عليها والعمل على تسويتها.

وأكد أن الإعلام بوسائله وأدواته المتعددة من أهم الآليات القادرة على احداث التغيير والتأثير في قضايا حقوق الانسان، والقضايا العامة؛ ويؤدي الإعلام دوراً محورياً في تسليط الضوء على الاشكاليات القائمة في مختلف المجالات سواء كانت على الصعيد التشريعي، أو الخدماتي، أو في اطار السياسات العامة، أو في مجال الممارسات والتطبيقات .

وأضاف أن حرية الإعلام والسير بها للأمام تتطلب المتابعة المستمرة والمستنيرة والعمل على تحديث المنظومة التشريعية التي تنطلق من ضمانات دستورية تكفل حماية الحريات الإعلامية، المستندة إلى المعايير الدولية التي تكفل حرية التعبير والنشر وإبداء الرأي، والشراكة الفاعلة في العملية الديمقراطية.

ودعا الزملاء الصحفيين الى بضرورة التسلح بالمهنية الإعلامية وامتلاك الثقافة القانونية، وخاصة في ظل الانفتاح الإعلامي أو ما بات يطلق عليه البعض "الفوضى الإعلامية" التي تنتشر عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي، التي أثرت على حرية الرأي والتعبير، واعتدت على الخصوصيات والمسائل الشخصية، وهو ما نتج عنه التشدد في القانون كلما اقتضت الحاجة، ولا بد أيضاً من توجيه رسالة إلى المؤسسات التعليمية والثقافية والارشادية للاهتمام أكثر ببرامج التربية الإعلامية والعمل على نشر الثقافة الإعلامية والتوعية القانونية في المدارس والجامعات والأندية وبين مختلف المؤسسات والفئات الاجتماعية..

وفي سياق متصل أكد أستاذ الإعلام في جامعة الزرقاء الدكتور احمد العنانبة إن تطورا طرأ على آداء الصحافة الاردنية من حيث أشكال التحرير ونوعيته والموضوعات التي يعالجها ويتابعها منها الموضوعات المحلية المتعلقة بالاعلانات السياسية والاقتصادية بالإضافة للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية وتداعياتها وتأثيرها على فلسطين وعلى الاردن. وكذلك الموضوعات الدولية.

وأشار إلى النقلة النوعية التي طرأت على استخدام التكنولوجيا الحديثة وانتشار الانترت واستخدام منصات النشر الالكتروني من قبل الصحافة التقليدية والصحافة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، لافتا الى أن حرية النشر في الوقت الحالي أوسع من التي كانت في عهود سابقة، غير أن غير أن هذه المساحة من الحرية غير كافية خاصة بعد إقرار قانون الجرائم الالكترونية، مؤكدا أن تعدد التشريعات التي تحكم العمل الاعلامي تتعارض مع الرؤية الملكية في التحديث والتطوير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.