قطاع التعليم.. تحولات ملموسة ورؤية ملكية ببناء مجتمع معرفي

الطويسي: التركيز على تغيير الثقافة الخاصة بالتعليم المهني

بدران: تأهيل المعلمين التربوي والتكنولوجي بات ضرورة ملحة

الزعبي: الملك عمل على جعل الأردن في مصاف الدول المتقدمة

الانباط – شذى حتاملة

شهد قطاع التعليم خلال الخمس والعشرين عاما الماضية ومنذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية العديد من الانجازات والتطورات حيث يعد التعليم ركيزة اساسية في بناء مستقبل مشرق، وتعكس جهود جلالة الملك عبدالله الثاني التزامه الراسخ بتحسين نوعية التعليم وتمكين الشباب نحو تحقيق اهدافهم وطموحاتهم، حيث نشهد في هذا اليوم العديد من الانجازات في قطاع التعليم من تحديث للمناهج وتطوير البنية التحتية للمدارس والجامعات، إضافة إلى تعزيز وتطوير كفاءة المعلمين وهذه الجهود تعزز رؤية جلالة الملك في تحقيق تعليم شامل يسهم في بناء مجتمع معرفي .

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل الطويسي، ان اول هدف وضعه جلالة الملك عبدالله الثاني كان حوسبة الجامعات والبدء بحوسبة المدارس بتزويدها بأجهزة حاسوب، مضيفا انه تم صرف جهاز حاسوب لكل عضو هيئة تدريس وعقد دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس الذين لا يجيدون كيفية استخدامها .

وبيت أن من اهم الاستراتيجيات التي تم العمل بها هي الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي اقرت عام 2016 لمدة عشر سنوات ، مبينا انه تم تنفيذها في 2017 ، حيث كان هدفها التركيز على المورد البشري ، الذي يتألف من مخرجات المدارس والتي تمثل مدخلات للجامعات، ومخرجات الجامعات التي تمثل مدخلات لسوق العمل ، حيث مثلت الجهات الثلاثة المعنية الانتاج والتدريب ومن ثم استخدام الموارد البشرية في الأردن .

وبين الطويسي عند اقرار الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية قام جلالة الملك بمتابعتها بنفسه واقر بعقد اجتماع شهري للوزراء المعنيين بتنفيذ هذه الاستراتيجية، مؤكدا أنه باعتقاده أن 2017 كانت نقطة تحول لتاريخ التعليم في الأردن وسوق العمل.

واكد أنه ظهرت الحاجة الحقيقية لتطوير التعليم المهني وتشجيع الطلاب والاهالي على الاقبال على التعليم المهني والحرفي، مبينا أن لدى الشعب ثقافة تقدم التعليم النظري كـ الطب والهندسة على المهني، لافتا إلى أنه كان هناك اهتمام اضافي من قبل جلالته ومن ثم ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله بمتابعة هذا الملف عن كثب .

وتابع الطويسي أن هناك تزايد واقبال الطلبة على التعليم المهني حيث بلغت نسبة المقبلين على التعليم المهني 18 % وهذا يعتبر تقدم موضحا أنه يجب التركيز على تغيير الثقافة في عقلية الشعب فيما يتعلق بالتعليم المهني والحرفي .

ودعا إلى ضرورة التركيز في الفترة القادمة على الدعم المجزي للجامعات الحكومية التي اصبحت تعاني من مشكلات مالية، لكي تستطيع أن تؤدي رسالتها في التعليم وتنمية المجتمع والبحث العلمي بالشكل الصحيح ، مبينا أن الشعب يدفع جزء من الضرائب على ضريبة الجامعات، حيث تصل حوالي 400 مليون سنويا يصرف منها 70 مليون فقط على الجامعات وهذا يعد ظلما للجامعات إذ يجب على الجامعات الحكومية قيادة تطوير التعليم .

وفي السياق ذاته قال وزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور ابراهيم بدران، ان اهم الانجازات التي تم تحقيقها في مجال التعليم خلال الخمس والعشرين السنة الماضية لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية هي انتشار المدارس في جميع انحاء المملكة وهذا ما استدعى اقامة العديد من المدارس وبالأخص في الاطراف والارياف والقرى وذلك لتوفير التعليم لمختلف ابناء المملكة، مبينا أن هناك اهتمام بمحو الامية حيث انخفضت الامية في الأردن لنحو 4% وبلغت نسبة محو الامية بين الاناث 6 %، فيما بلغت لدى الذكور 3 % .

واضاف بدران أن هناك اهتمام بالأمية الرقمية اي قبل خمس وعشرون سنة كانت المعرفة الرقمية ضئيلة، اما في الوقت الحالي يتم التدريس في المدارس على الاجهزة الحاسوبية والمنصات الرقمية لوزارة التربية والتعليم، لافتا إلى الاهتمام بالصحة المدرسية حيث اصبح بإمكان الطلبة والاهالي الاطمئنان على الطلبة بتواجدهم في بيئة صحية جيدة وبالتالي ارتفع معدل الطلبة الذين يستمرون في دراستهم .

واكمل حديثه ان التوسع في انشاء الجامعات سواء الرسمية أو الخاصة حيث يوجد في الأردن 33 جامعة ، من بينها 12 رسمية و21 خاصة، مبينا أن ذلك ساعد على أن يكون في كل محافظة في المملكة جامعة رسمية وخاصة ، وهذا ساعد على انتشار التعليم العالي، حيث أن نظام التعليم في الأردن يشجع على الانخراط في العملية التعليمية .

واشارإلى أن جلالة الملكة رانيا العبد الله قامت بأنشاء جائزة للمعلم المتميز وقد مضى على انشائها حوالي 16 سنة واصبحت تعطى للمعلمين ومدراء التربية والتعليم المتميزين ، حيث وضعت الجائزة ضمن معايير محددة واختبارات وانجازات، مضيفا أنه تم مؤخرا اعطاء الاهتمام برياض الاطفال وتم التوسع بالجائزة للمتميزين برياض الاطفال وهذا ما شكل دفعة قوية للتعليم .

وتابع أن هناك اهتمام كبير في التعليم المهني وتطويره ليتحول إلى تكنولوجي متقدم ، إضافة إلى الاهتمام بزيادة رواتب المعلمين حيث تم منح علاوة وزيادة بنسبة 100 % من الراتب الأساسي وهذا ما ساعد على تحسين اوضاع المعلمين، مضيفا أنه تم انشاء عدد من المدارس سميت مدارس التميز العلمي ، حيث يتم استقبال الطلبة المتميزين والتوسع ببرامجهم التعليمية لتمكنيهم من التعبير عن مواهبهم وامكاناتهم .

وبين أن هناك اهتمام بالمشاركة بالمسابقات الدورية سواء ما يتعلق بالرياضيات أو الهندسة حيث كان جلالة الملك لديه اهتمام لاستقبال الطلبة الاوائل ، مشيرا إلى أنه في عهد جلالة الملك هناك اهتمام بموضوع الريادية حيث اتجهت العديد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وبعض المدارس والجامعات إلى تدريس الريادية والاهتمام بالمشاريع الخاصة .

ولفت إلى أن هناك تحديات بنيوية متعلقة بالبيئة المدرسية حيث تحتاج البيئة إلى أن تتطور وتصبح أكثر جاذبية إضافة إلى تأهيل المعلمين التربوي والمهني والتكنولوجي بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، مضيفا إلى ضرورة تعزيز التعاون ما بين مؤسسات التعليم الجامعية والمدرسية وما بين المجتمع المحلي، وجهود خاصة لتطوير الشراكة ما بين الجامعات والقطاعات الاقتصادية والخدمية المختلفة .

وزاد بدران أن هناك تحديات اخرى تتعلق بتوظيف البحث العلمي في الجامعات لحل المشكلات التي تواجهها الدولة سواء اقتصادية أو مجتمعية حيث اهتم جلالة الملك عبدالله الثاني بالتغيرات المناخية ، لافتا إلى ضرورة ربط البحث العلمي ومتطلبات مواجهة التغيرات المناخية، إضافة إلى تحديات تتعلق بتنظيم وتمويل التعليم العالي بشكل افضل وتمكين الطلبة من اكساب المهارات الرقمية وحل المشكلات وصنع القرار .

بدوره، اكد مدير عام صندوق دعم البحث العلمي الاسبق ورئيس جامعة البلقاء التطبيقية سابقا الدكتور عبدالله الزعبي منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني لسلطاته الدستورية وهو يعمل لجعل الأردن في مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات ومنها قطاع التعليم، مبينا أنه يظهر ذلك انطلاقا من إيمانه بأن الجامعات هي مركز الموارد العقلية وأن الكفاءة التعليمية هي وحدها القادرة على انتاج الكفاءة والتميز، لذا نجده يوجه الحكومات المتعاقبة للعمل على خلق جيل قادر على المنافسة والتفوق ولديه القدرة على الولوج للمستقبل في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتحولات الرقمية.

وذكر ان جلالة الملك منذ بداية القرن الحالي كانت نظرته بان النجاح سيتحقق عندما يدرك الجميع وخاصة العاملين في قطاع التعليم بان تسارع الاحداث والتطورات العالمية المتسارعة في مختلف المجالات وخاصة التكنولوجية منها يحتاج إلى قيادات قادره على احداث تغيرات جوهرية في البيئة التعليمية وقادة قادرين على التكيف مع تلك التغيرات ،مضيفا أن من الضروري التركيز على تسليح ابناء الوطن من الشباب في المهارات اللازمة التي تمكنهم من المنافسة في المجالات التقنية والمهنية المتخصصة ،والتي تؤهلهم للانخراط في قطاعات اقتصاد المعرفة.