الذكاء الاصطناعي والميتافيرس .. عالم افتراضي سيغير طريقة حياتنا

الانباط – شذى حتاملة
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي بوتيرة غير مسبوقة، تبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس كأحد أهم الابتكارات التي تشكل مستقبلنا، حيث اصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إذ يتقاطع بشكل مذهل مع الميتافيرس الذي يعد بإحداث ثورة في كيفية تفاعلنا مع العالم الرقمي.

وللحديث عن الذكاء الاصطناعي والميتافيرس اجرت "الانباط" مقابلة مع خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي المهندس حسام الحوراني.
 
كيف يعتبر الذكاء الاصطناعي العمود الفقري للتكنولوجيا الحديثة؟

الحوراني: ان الذكاء الاصطناعي (AI) يعتبر من أكثر التقنيات التي أحدثت تغييرًا جذريًا في العديد من المجالات مثل الطب، والتعليم، والصناعة، مضيفا أنه يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إنشاء أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة الذكاء البشري، مما يمكنها من أداء مهام معقدة بكفاءة عالية، ويمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من البيانات، اتخاذ قرارات دقيقة، وتقديم حلول مبتكرة لمشكلات معقدة وتوليد محتوى مبتكر وجاذب.

ما هو الميتافيرس وكيف يمثل عالم افتراضي بلا حدود ؟

الحوراني: يمكنك تخيل عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد، حيث يمكنك انشاء شخصية تمثلك (أفاتار) ويمكن أن تكون هذه الشخصية أي شيء تريده: شخص يشبهك أو حتى كائن خيالي حيث يمكنك التفاعل مع الآخرين، والتنقل بين الأماكن، وحضور الفعاليات، والمشاركة في الألعاب، التعلم، التسوق، زيارة متحف افتراضي وحتى العمل، كل ذلك من خلال نظارات الواقع الافتراضي أو الهاتف الذكي، مبينا أن الميتافيرس اصبحت تشكل ثورة تقنية جديدة تُتيح لك عيش تجارب غامرة وكأنك تعيشها في العالم الحقيقي ، ببساطة، الميتافيرس هو نسخة افتراضية من العالم الحقيقي، حيث يمكنك التفاعل مع كل شيء تقريبًا كما تفعل في الواقع.
وتابع أن الميتافيرس (الفضاء الافتراضي ) هو مفهوم يشير إلى بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تجمع بين الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)، مشيرا إلى انه يمكن للميتافيرس أن يعمل من خلال ارتداء نظارات الواقع الافتراضي أو استخدام الهاتف الذكي للدخول إلى الميتافيرس ، ومن ثم يتم تصميم وإنشاء عالم الميتافيرس باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى انه يمكن التحرك والتواصل مع الأشخاص والأشياء في الميتافيرس كما تفعل في الواقع.
وبين أن فوائد الميتافيرس متعدده وتشمل: التفاعل الاجتماعي، حيث يتيح لك التواصل مع الأصدقاء والعائلة ولقاء أشخاص جدد من جميع أنحاء العالم، وتقديم التجارب الترفيهية حيث يمكنك حضور الحفلات الموسيقية ومشاهدة الأفلام ولعب الألعاب والمشاركة في العديد من الأنشطة الترفيهية الأخرى، والتعلم والتدريب ، موضحا انه يمكن للاشخاص حضور الدورات التدريبية، المشاركة في المحاضرات، والتعلم مهارات جديدة بطريقة غامرة ، وكذلك العمل والتجارة حيث يمكنك عقد الاجتماعات، التعاون مع الزملاء، وحتى فتح متجر افتراضي لبيع منتجاتك وخدماتك.

كيف يمكن أن يتفاعل الذكاء الاصطناعي مع الميتافيرس ؟

الحوراني : أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعد مفتاحًا أساسيًا لتطوير وتحسين تجربة المستخدم في الميتافيرس حيث يلعب الذكاء دورًا رئيسيًا لإنشاء شخصيات افتراضية ذكية، وتطوير تفاعلات واقعية، وتقديم تجارب مُخصصة للمستخدمين، مشيرا إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في: تحسين التفاعلات الافتراضية من خلال تطوير شخصيات افتراضية ذكية (Avatars) قادرة على التفاعل مع المستخدمين بشكل طبيعي وتحليل سلوكياتهم وتقديم ردود فعل مخصصة تُلبي احتياجاتهم ورغباتهم (تخصيص التجربة).
وتابع أنه يمكن تحليل البيانات الضخمة المرتبطة في الميتافيرس حيث يتم توليد كميات هائلة من البيانات من تفاعلات المستخدمين والتي يمكن للذكاء الاصطناعي تحليلها لتحسين تجربة المستخدم وتطوير خدمات جديدة ، لافتا إلى أن اهم الميزات هي المرتبطة بالامن والخصوصية: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز أمان الميتافيرس من خلال اكتشاف التهديدات الأمنية والتصدي لها، وحماية خصوصية المستخدمين عبر تقنيات التعلم العميق.

ما هي التحديات والفرص؟

الحوراني: كما ان تقنيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس تفتح آفاقًا جديدة، فإنها تواجه أيضًا تحديات عديدة، منها: التكلفة والبنية التحتية حيث يتطلب بناء وتشغيل الميتافيرس موارد ضخمة وبنية تحتية تقنية متقدمة، مبينا أنه مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات، تبرز قضايا أخلاقية تتعلق بخصوصية المستخدمين وحقوقهم. وقد يؤدي الاعتماد المفرط على العالم الافتراضي إلى تقليل التفاعل الإنساني الحقيقي، مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية التقليدية.
واوضح أنه رغم التحديات، فإن الجمع ما بين الذكاء الاصطناعي والميتافيرس يعد بإحداث تحولات جذرية في كيفية تفاعلنا مع التكنولوجيا ومع بعضنا البعض، مبينا أنه يمكن لهذه التقنيات أن تفتح أبوابًا جديدة للابتكار والإبداع، وتوفر فرصًا لا حصر لها لتحسين جودة الحياة ،إضافة إلى انه يمكن دمج الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في مختلف المجالات، مثل التعليم والرعاية الصحية والتسويق وفي جميع المجالات، مما يُخلق فرصًا جديدة للأعمال والوظائف.
وختم الحوراني حديثه بالقول بان الخبراء يتوقعون بأن يصبح الميتافيرس جزءًا لا يتجزأ من حياتنا في المستقبل القريب، مما سيحدث ثورة في طريقة عملنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا، مبينا أنه يمكن للأردن أن يلعب دورًا رائدًا في هذا المجال من خلال الاستثمار في التعليم والبحث والتطوير، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ليكون الأردن في طليعة الدول المستفيدة من هذه التقنيات المستقبلية.