هيئة الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة تمكينية لتعزيز البيئة التكنولوجية

الحوراني: امكانيات الذكاء الاصطناعي غير محدودة


الأنباط -عمر الخطيب
تلعب شركات الإتصالات دورًا حيويًا في توفير البنية التحتية الرقمية وخدمات الإتصالات للمواطنين والشركات على حد سواء، مع تطور التكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من استراتيجيات هذه الشركات لـ تحسين خدماتها وتعزيز كفاءتها وأسهم في تعزيز كفاءة وفعالية شركات الاتصالات في الأردن، وعمل على تحسين تجربة العملاء وتطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الابتكار والأمان السيبراني.

هيئة تنظيم قطاع الاتصالات أوضحت لـ "الأنباط" أن الذكاء الإصطناعي يعتبر بمثابة أداة تمكينية لتعزيز البيئة التكنولوجية المستدامة المتاحة للجميع، وأنه يوفر ميزة تقسيم شبكة اتصالات الجيل الخامس والتوصيل الشبكي السحابي والتمثيل الافتراضي لوظائف الشبكات وشبكات التنظيم الذاتي.
ومن شأنه مراقبة إدارة الطيف الترددي ما يعظّم من كفاءة إدارتها وتقليل التداخل من خلال أتمتة مهام مراقبة الطيف الترددي ، الأمر الذي ينعكس إيجابا على جودة خدمات الاتصالات المقدمة.

وأضافت الهيئة أن الفائدة من الذكاء الإصطناعي هي معالجة وتحليل البيانات الضخمة التي تولدها "انترنت الأشياء" علاوة على تحليل بيانات أنظمة النقل الذكية لتكون عنصرا تمكينيا رئيسيا للسيارات الآلية وذاتية القيادة وعنصرا مهما في إنشاء وإدارة المدن الذكية ، مشيرة إلى توصيات الإتحاد الدولي للإتصالات لـ ضرورة تعظيم الفائدة من الذكاء الإصطناعي ، والدور الذي يلعبه في تحسين جودة الخدمة في قطاع الاتصالات من خلال تطبيقات الخوارزميات والذكاء الإصطناعي من أجل إدارة موارد الشبكة ديناميكيًا والتنبؤ بأنماط حركة المرور، وتحسين تخصيص النطاق الترددي مما يضمن اتصالًا مستقرًا وعالي الجودة للمستخدمين.

وأوضحت أنه يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بفشل المعدات قبل حدوثه من خلال تحليل البيانات من أجهزة الشبكة الإستباقية ، إضافة لحماية شؤون المستفيدين وحماية المشتركين من الأنشطة الإحتيالية والتصدي لها من خلال تحليل أنماط الإستخدام وتحديد الشذوذ في الوقت الحقيقي، ما يقدم الحماية لمزودي الخدمة والعملاء ومراقبة الجودة والأداء للخوارزميات وجودة المكالمات وبث الفيديوهات ومعدلات نقل البيانات ، وإجراء تعديلات في الوقت الحقيقي لتحسين تجربة المستخدم الكلية والتنبؤ بإحتياجات السعة المستقبلية للشبكة بناءً على الإتجاهات الحالية والبيانات التاريخية، ما يضمن أن البنية التحتية يمكنها التعامل مع الطلب المستقبلي دون المساس بجودة الخدمة.

وعلى العكس من ذلك ، أشارت الهية إلى أبرز سلبيات الذكاء الإصطناعي في حال استخدامه بشكل خاطئ في مجال الأمن السيبراني يمكن أن يصبح أداة رئيسية لتعزيز القدرات الهجومية على شبكات الإتصالات والأنظمة المرتبطة بها والتي تعتبر شبكات الإتصالات العصب الرئيسي لها حيث يقوم مطوري البرامج الخبيثة باستخدام الذكاء الصناعي لتعزيز هجماتهم السيبرانية أو ربط الذكاء الإصطناعي بالبرمجيات الخبيثة لسرقة معلومات المستفيدين أو لتعطيل الخدمات العامة وانتهاك الخصوصية ما يتسبب بفرض أعباء مالية ضخمة على مزودي خدمات الإتصالات للعمل على تطوير أنظمتها لمنع حدوث مثل هذه الهجمات.

بدوره بين خبير الذكاء الإصطناعي والتحول الرقمي المهندس حسام الحوراني مفهوم الذكاء الإصطناعي العام بأنه أداة تمكن من فهم و تعلم أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان القيام بها ، بخلاف الذكاء الإصطناعي الذي يبرع في مجال محدد مثل لعب الشطرنج أو التعرف على الوجوه، فإن الذكاء الاصطناعي العام يتمتع بمرونة معرفية تمكنه من تطبيق المعرفة والتفكير عبر مختلف المجالات والمهام.

وأكد أن الذكاء الإصطناعي له إمكانيات غير محدودة يمتلك القدرة على تحليل البيانات الطبية لإكتشاف علاجات جديدة، والتفاعل مع الأطفال لتعليمهم مفاهيم الرياضيات، و كتابة مقالات فلسفية عميقة والتفاعل مع البيئه المحيطة بشكل لحظي، مشيرا الى أنه يمكن أن يحدث ثورة في كل جانب من جوانب الحياة ويوفرالقدرة على حل المشكلات المعقدة وتعزيز الإنتاجية والإبتكار.

وأوضح أن تطوير الذكاء الإصطناعي ليست بالمهمة السهلة و يتطلب فهمًا عميقًا لكيفية عمل العقل البشري ، وتصميم أنظمة يمكنها محاكاة هذا العمل من خلال التدرب على كمياتٍ هائلةٍ من البياناتِ، لافتا الى أكبر التحديات صعوبةُ وهي محاكاةِ القدراتِ الإدراكيةِ البشرية وتحقيق "التعلم المستقل" ، وباستطاعت الذكاء الإصطناعي إكتساب المعرفة من تلقاء نفسه بدون الحاجة الى تدريب مسبق على كل مهمة جديدة.