الانتخابات الجامعية.. هل هي الطريق نحو "البرلمانية"؟
*الشوابكة: غالبية طلاب الجامعات مغيبون عن صناعة القرار
*عواد: لا تعليم بلا حرية والوعي يكمن بانتخابات الجامعات
*الدهامشة: الانتخابات "الطلابية" تمرين حي على "النيابية والبلدية والنقابية"
الأنباط- عدي أبو مرخية
في ظل دعوات جلالة الملك عبدالله الثاني لتطوير الحياة السياسة بالتركيز على العمل الحزبي من خلال استحداث اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والعمل الحزبي، تشهد الجامعات الأردنية أنموذجاً حقيقاً على ممارسة طلبتها الحياة الحزبية من خلال انتخابات الطلبة للمجلس الطلابية ما يؤكد على محاكاة الطلبة للعملية الانتخابية وزيادة وعيهم في الانخراط في الحياة الحزبية.
وحول ذلك، قال الخبير التربوي حسام عواد لـ "الأنباط" إنه لا يوجد تعليم بلا حرية تتمثل من خلال فهم الطالب للحياة الجامعية الواعية الذي تقتضي بمشاركته بالأنشطة والفعاليات ليعزز خبراته ومهاراته وصقل شخصيته. وبين أن الانتخابات الجامعية هي من أبزر هذه الأنشطة سواء كانت بالمشاركة بالترشيح او التصويت أو المؤازرة، ليدرك الطالب أن الجامعة ليست هي المدرسة من جديد .
وقال أنها تحمل العديد من الفرص والخبرات وأن على جميع الطلبة الانخراط بهذه الفرص لأهميتها.
وأشار إلى أن الوعي يكمن في الانتخابات الجامعية حول المنطقية والبرامجية لا الشخوص والتخصصية، مبينا أن الاجتماع حول الرؤى والبرامج والشعارات والقيم يؤسس الاجتماع حول القيمة، إضافة إلى أن الجامعة تؤسس لثقافة البرنامج الانتخابي وثقافة الرجل الأنسب في المكان الأنسب، وثقافة اختيار "من يمثلني بشكل صحيح على ثقافة القرابة والصداقة".
وأضاف عواد ان أبرز المهارات والخبرات المكتسبة من العملية الانتخابية الجامعية هي تعلم التخطيط بوضع الخطة للترويج والترشيح للحملة الانتخابية بالإضافة إلى مهارات فن الإلقاء وكسب الأصدقاء وبناء العلاقات.
وأكد على تعلم مهارات الرقمنة والعصر الجديد من قبل الفريق، فالحملة تحتاج إلى كاتب محتوى ومصمم وكاتب كلمة ومدقق لغوي والتصوير والنشر.
وتابع، أن الانتخابات الجامعية تقدم فرصا للباحثين لمعرفة كيفية تفكير الطلاب وتوجهاتهم ومدى وعيهم وثقافتهم لإجراء عدد كبير من الدراسات لفهم سلوكهم واهتمامهم.
وبين أن هنالك بعض المشاهد السلبية في العملية الانتخابية وذلك يعود إلى نقص البرامج التوعوية التي تسبق العملية الانتخابية وغياب الفلسفة الذهنية لدى بعض المرشحين والطلاب، مشيراً إلى مقترح أن تكون العملية الانتخابية هي المرحلة التالية ويجب أن تسبقها التوعوية وفلسفة عملية الترشح والانتخاب والتصويت لضمان سير العملية نحو الأهداف والغايات لتحقق قيم العمل الجماعي والتعاوني وثراء الاختلاف وأن تبنى حول البرامج والقيم لا الشخوص.
وفي سياق متصل قال رئيس مجلس الشورى في حزب الغد الأردني عثمان الشوابكة لـ "الأنباط" إن الانتخابات الجامعية تمثل فرصة حقيقية للشباب للانخراط في العمل الشبابي فهي تتيح لهم فرص التدرب على ممارسة العمل العام والتعامل مع القوانين والأنظمة، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية تجاه مجتمعهم الطلابي وجامعتهم والسعي بها نحو المزيد من التطور ومواكبة الإنجازات العلمية العالمية في كافة المجالات المتاحة
وأكد الشوابكة على انخراط فئة الشباب في الأحزاب وتمكينهم من هذه الفرصة، موضحاً أن فئة كبيرة من طلاب الجامعات غائبة عن صناعة القرار في العمل الحزبي وأن الفكرة الدارجة هي أن الحزب ضد الدولة، والفكرة مستمدة من أيام الخمسينيات، من هنا ظهرت فكرة الخوف من الحزب وعدم الانتساب إليه، وأن الحزبية لا زالت بعيدة على أنها جزء من آليات هيكلة الدولة وبالتالي بعيدة عن إدارة شؤونها أي أنها ليست انعكاسا اقتصاديا اجتماعيا سياسياً للبلاد.
ومن ناحيته قال الصحفي عمر الدهامشة لـ "الأنباط" كمهتم في الشأن الحزبي ارى إن الانتخابات الطلابية هي محاكاة ل النيابية والبلدية ومجالس المحافظات والنقابية إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح، ويأتي هذا بالارتكاز على البرامج وأن يكون هناك قادرين على تنفيذ البرنامج حيث لها دور كبير في تعزيز قدرات الطلبة السياسية داخل الجامعات وخاصة إذا كان هناك عدد من الأحزاب والأفكار في البيئة الجامعية، ليصبح قادرا أن يكون شريكا في صنع القرار والتأثير.
.
وأضاف أن الانتخابات الجامعية جاءت في وقت مهم وقبل النيابية بثلاثة أشهر، وهي عبارة عن نموذج حي لقانوني الأحزاب والانتخاب. وشدد على دور الانتخابات الطلابية في إعطاء ضمانة ثقافية للجميع أن الانخراط في الأحزاب هام، ولا خوف منه، وله آثار إيجابية كثيرة بالعمل بروح الفريق وتكريس الفكر الجمعي هو فهربنا في المرحلة المستقبلية من عمر الدولة، والتأكيد على البعد عن الفردية بالتفكير. وأشار الى أن ما حصل في الجامعات يعد نموذج حي للمجتمع أن المشاركة الفاعلة هي الأساس في التغيير نحو الأفضل، وعملت للتشجيع أكثر للانخراط في الأحزاب ومعرفة أفكارها والرؤى والبرامج.
الانتخابات الجامعية.. هل هي الطريق نحو "البرلمانية"؟