العمل التطوعي ... الطريق نحو تحقيق الانسانية

*الخزاعي :العمل التطوعي يساعد على بناء العلاقات وايجاد فرص العمل

*الدهون : العمل التطوعي ينعكس ايجابا على الصحة النفسية ويخفف القلق والتوتر

الانباط – عمر الخطيب 
يعد العمل التطوعي ركيزة اساسية في بناء العلاقات الاجتماعية لدى الأفراد والشباب خاصة، حيث يعمل على تحسين إمكانياتهم في إكتساب مهارات وخبرات عدة رغم التحديات التي تواجههم في مرحلة ما ، إضافة إلى انه هو الملاذ الآمن لروح الشباب وتطويرهم في المجال النفسي والتوعوي ، إذ يشبع الحاجات النفسية في الجوانب الدينية والروحية بالإضافة إلى تعزيز الشعور بالإنجاز .
ومن جانبه قال استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، إن أهمية العمل التطوعي للشباب هو استثمار لأوقات الفراغ لديهم وإعطائهم الفرصة والمجال لتوظيف قدراتهم ومهاراتهم وخبراتهم لخدمة المجتمع،مضيفا ان العمل التطوعي يؤدي الى  تعرف الشباب على مشاكل المجتمع ، والتعرف على اصدقاء جدد واصحاب عمل ليساعدهم ذلك في المستقبل على بناء العلاقات لإيجاد فرص عمل من خلال العمل التطوعي . 

واضاف الخزاعي أن العمل التطوعي يؤدي إلى اكساب الشباب سلوكيات من خلال التواصل مع بعضهم البعض مثل اتقان العمل والتعاون والتكافل والالتزام بالمواعيد وتوظيف الخبرات وتخصصات لخدمة المجتمع، مشيرا الى أن العمل التطوعي فيه جانب إنساني تربوي بحيث يصبح الفرد قدوة لنفسه ولاسرته ولاقاربه . 

وبدوره اوضح المرشد النفسي والتربوي محمد عيد الدهون ،  أن للعمل التطوعي الاثر الايجابي على صقل شخصية الشباب ودعم الصحة النفسية لديهم من خلال تنمية روح العمل كفريق ، وزياده الحس الوطني والانتماء والفخر في خدمة المجتمع ومساعدة الاخرين وتحسين رفعة الوطن ، لافتا إلى أن العمل التطوعي ينعكس ايجابا على الصحة النفسية مما يقلل من التوتر والقلق لدى الشباب ويمنحهم شعور بالرضا والسعادة من خلال مساعدة الاخرين ووضع بصمة ايجابية في المجتمع والبيئة المحيطة .
 
وبين  أن هناك بعض التحديات التي من الممكن أن  تعرقل سير الشباب في العمل التطوعي ومنها  قلة الوقت بسبب الدراسة او الصعوبة في  العثور على فرص تطوعية مناسبة ، مضيفا أن هناك تحديات تتعلق بعدم الاهتمام الكافي من قبل بعض منظمات العمل التطوعي مما يثني الشباب عن هذا العمل.  
واشار الدهون إلى الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها للتغلب على التحديات التي يمكن أن تواجه الشباب أثناء العمل التطوعي ومنها تحديد أهداف واضحة للمشاركة في الاعمال التطوعية ، ووضع جدول لتنظيم الوقت لتحقيق التوازن بين الالتزامات المختلفة ، مضيفا إلى ضرورة البحث عن فرص تطوعية تناسب الاهتمامات والمهارات لدى المتطوع والتواصل مع الجهات المنظمة للعمل التطوعي ، واعطاء التغذية الراجعة لضمان تلبية احتياجات الشباب واهتماماتهم باستمرار .

وقال معاذ القضاه، وهو ناشط مجتمعي منذ عام 2014 ومؤسس لعدد من المبادرات إن الدافع الأساسي الذي جعله يبدئ مسيرته في العمل التطوعي هو "نيل الأجر والثواب" بالإضافة الى صقل الشخصية والانخراط في العمل المجتمعي.
وأشار الى أن التحديات التي تواجه الشباب في العمل التطوعي هي جمع التبرعات وذلك لوجود الكثير من المبادرات المبنية على جهات غير رسمية إضافة الى المبادرات الشبابية، مؤكدا أن جمع التبرعات بهذه الطريقة غير شرعية .
ويرى القضاه أن العمل التطوعي كان له اثر إيجابي في حياته وهو السبب الأساسي في صقل شخصيته، وكيف يتعامل مع الناس وبناء العلاقات معهم وتطوير المهارات الموجودة لديه، مبينا أن العمل التطوعي لا يعتبر مساعدة فقط بينما يقدم لك أكثر ما أنت بتقدم له .

وفي ذات السياق قال ابراهيم فريحات، وهو رئيساً لنادي التطوعي في كلية عمان الجامعية وعضو في جمعية عيشها غير عيشها للخير ومسؤول عن 15 عائلة في منطقة الرصيفة ،إن أصعب التحديات التي تواجه الشباب الحصول على ثقة الناس والاشخاص المحتاجة و ايضا من افراد المجموعة في المبادرات.

ولفت الى أن الدافع الذي جعله ينخرط بالعمل التطوعي هو رضى الله عن فعل الخير والأعمال التطوعية سواء كانت معنوية أو حتى مادية في المبادرات، مشيرا إلى أن أعظم الأعمال عند رب العالمين هي جبر الخواطر ومساندة الناس وشعور الفخر في مساندة الناس المحتاجة .
 
وأضاف فريحات أن العمل التطوعي يؤثر بشكل كبير على قبول وحب الناس لك وعلى تقبل ذاتك وفعل الخير للقريب قبل الغريب، وأنها تضيف للفرد مهارات جديدة مثل صفة القيادة والمعرفة في تخطي الامور الصعبة بشكل أسهل .