الأردن- عُمان.. علاقات تاريخية ممتدة تترسخ بزيارة الدولة للسلطان هيثم بن طارق

العريمي: الزيارة تفتح آفاقا واسعة للشعبين وتعزيز للعمل العربي المشترك

المحروقي: اللقاءات الثنائية السبيل لبناء علاقات جيدة ومواقف مشتركة

قشوع: لـ سلطنة عُمان دور إيجابي في تمتين حالة الأمن والاستقرار بالمنطقة


الانباط - نعمت الخورة

قال الكاتب والباحث العماني في الشؤون السياسية الدكتور محمد العريمي ان العلاقة الاردنية العمانية المشتركة هي امتداد لعلاقة تاريخية، وان الايام تعود من جديد لترسيخ وتعزيز هذه العلاقة من خلال زيارة الدولة التي يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق للمملكة اليوم الاربعاء والتي سوف تفتح افاق جديدة للتعاون والتشارك في العديد من المجالات التي تتميز بها السلطنة فيما يتعلق بتاريخية العلاقة ما بين السلطنة والاردن.

واكد العريمي في حديث ل"الانباط" ان الزيارة تأتي في هذا الوقت المهم والحساس ليس للأردن وسلطنة عمان فقط بل للمنطقة، فالأمة العربية الان تعيش في حالة مأزومة سياسيا وامنيا جازما ان هذه الزيارة ستعزز وتمتن من العمل العربي المشترك..
مشيرا في ذات الوقت الى ان لقاء القادة جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة السلطان هيثم بن طارق وجلوسهم معا على طاولة واحدة سوف يعزز ويمتن ويعطي مجال أكبر للتشارك في الرؤى المستقبلية سواء لكلا الدولتين او المنظومة العربية.. خاصة ان القضية الفلسطينية الان تمر بأوضاع حرجة في ظل حرب الابادة التي تقوم بها الالة العسكرية الصهيونية في غزة وفي عموم فلسطين .

العريمي أشار أيضا أن العلاقة الأردنية العمانية امتدت وترسخت منذ بداية سبعينيات القرن الماضي إبان حكم المغفور لهما الملك الحسين بن طلال والسلطان قابوس بن سعيد وهذه العلاقة ما ميزها أنها كانت تتسم بالثبات خلال الخمسة عقود الماضية في خضم التوترات التي شهدتها المنطقة والعالم العربي وبقيت العلاقة الأردنية العمانية متميزة سمتها الاحترام المشترك والثقة المتبادلة بين الدولتين.
واكد أن هذه الزيارة سوف تفتح آفاقا ونوافذ كبيرة بالنسبة للشعبين الأردني والعماني خاصة وأن هناك سمات مشتركة كبيرة سواء من خلال العادات والتقاليد أو حتى من المنطلقات الأخرى وان ما يربط العمانيين بالأردن "وأنا شخص عشت في الأردن مدة طويلة ودرست فيها لاحظت هذا التمازج وهذا التشابك والتكامل في العادات والتقاليد" وهذا لا شك يدعم أي تطور ولا تستطيع أي دول متنافرة لا تربطها علاقات بينية أن تبني علاقات تشاركية جديدة.
ويرى العريمي أن على الجانبين في المرحلة القادمة البناء والذهاب إلى مشتركات كبيرة سواء في المجال الاقتصادي أو الاستثماري خاصة أن الوقت الآن مناسب لمثل هذه التكتلات. كما أن الأنظمة السياسية في كلتا الدولتين متشابهة والعلاقات متجذرة والإخوة صافية وبالتالي كل هذه القواعد الاجتماعية والسياسية تعطي دافعا لعمل أكثر ومشتركات أكثر في كل المجالات.
واضاف أن هذه الزيارة ستفتح آفاقا خاصة أن السلطان هيثم ومنذ استلام حكمه قبل 4 سنوات كان دائما يسعى إلى تعزيز العلاقة والانفتاح مع الدول وخاصة مع دول الجوار وهذا ما شاهدناه فيما يخص العلاقة العمانية السعودية والعمانية الإماراتية وأيضا العلاقة العمانية الكويتية.. وربما تكون منطلقات العلاقة القادمة مع الأردن.. وهو ما سيفرح المواطنين العمانيين بأن تكون هناك علاقة تباينية مشتركة متعززة خلال المرحلة القادمة بين الأردن والسلطنة سواء على المستوى الرسمي أو غير رسمي.

الباحث والكاتب في الشؤون السياسية العريمي أشار أن الشعب العماني سعداء بهذه الزيارة ويتمنون للعلاقة العمانية الأردنية أن تتعزز وتتطور وان تبني على ما هو موجود من مشتركات للمستقبل.. متمنين أيضا لهذه الزيارة أن تفتح آفاق جديدة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية سيما أن الأردن وسلطنة عمان فيهما من الممكنات والتميز ما يمكن البناء عليه.

العريمي أكد من خلال الحديث على الدور الفاعل والنجاح الذي تتمتع به الدبلوماسية الخارجية للسلطنة بالقول "إن سلطنة عمان دولة وازنة سياسيا وأمنيا بشهادة جميع من تعامل مع السلطنة سياسيا ودبلوماسيا وان الدبلوماسية العمانية دائما ما تسعى للاستقرار في المنطقة وكانت ولا زالت وستبقى على نفس النهج مستقبلا مع جميع دول الجوار من منطلق "أنه دون هذا الاستقرار والأمن لن تتحقق التنمية ولن يتحقق الاستقرار وأنه دائما ما ترى السياسية الخارجية العمانية معتدلة ولديها حياد إيجابي ومحاولة لملمة بعض الملفات التي ربما تشتعل بالمنطقة وهذا ما نراه عملا حكيما في محاولة لملمة بعض الملفات خاصة ملفات الشرق الأوسط..
كانت هناك جهود كبيرة للدبلوماسية العمانية بما يخص الملف النووي الإيراني وفيما يخص الآن القضية اليمنية وبعض النزاعات في بعض البحار رأينا بعض المساعي للتوتر الحاصل في البحر الأحمر وربما بعض القضايا التي تخص المنطقة في مضيق هرمز الذي يمر من خلاله قرابة 22 مليون برميل نفط يوميا وبالتالي سلطنة عمان دائما ما سعت إلى إحلال السلام من خلال الدبلوماسية الهادئة والموثوقة عربيا ودوليا وإقليميا"
من جهته أكد علي بن ناصر بن حمد المحروقي امين عام سابق لمجلس الشورى والعضو في البرلمان العربي أن العلاقات العمانية الأردنية ازليه رسخت مسيرتها وقيمها في عهد طيبي الذكر صاحبي الجلالة السلطان قابوس والملك حسين بن طلال رحمهما الله.

وأضاف المحروقي في حديث للأنباط "لقد عايشت بنفسي حميمية هذه العلاقة الودية التي تربط هذين الزعيمين والتي تجاوزت حدود الدبلوماسية والتعاون إلى حميمية العلاقة الدافئة وإلى التعاون البناء الذي عزز التواصل بين الشعبين الشقيقين وجعل من الأردن مكانا ملائما للعمانيين في دراستهم وفي علاجهم وفي استجمامهم.

وأضاف.. وقد تجلت هذه العلاقة على مر الزمان بنفس زخمها وهي تعيش الآن عهد التجديد والحداثة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق السلطان وجلالة الملك عبد الله بن الحسين مشيرا أن الجميع سعداء جدا بهذه الزيارة التي تأتي تأكيدا على عمق الروابط وتعزيزا لتلك المسيرة الباهرة التي أسسها "القائدان العظيمان رحمة الله عليها"

وقال المحروقي" إننا نعيش في سلطنة عمان نهضة متجددة في عهد السلطان هيثم بن طارق في كافة المجالات بما فيها تعزيز روابط التعاون والتواصل بين الأشقاء في الوطن العربي والأصدقاء حول العالم ونأمل أن تكون لهذه الزيارة نتائج طيبة في عملية التواصل والتعاون والتبادل التجاري بين الشعبين"

واضاف.. نحن حقيقة في سلطنة عمان نرى بان العلاقات الثنائية بين الدول وخاصه بين القادة لها تأثير افضل ونتائج اجمل واجد ى من القمم العربية التي اصبحت نتائجها غير مجديه بل تكاد تكون محبطه ومؤلمه لدى الشعب العربي.

وأشار . شخصيا انظر الى اللقاءات الجانبية الثنائية هي السبيل الوحيد الى بناء علاقات جيده ومواقف مشتركه وتفاهم افضل عما يحصل في الققم العربية الهزيلة المرفوضة شعبيا، ولا شك بان الاردن في موقف لا تحسد عليه فهي أمام خيارين احلاهما مر، وان الشعب العربي يحملها ما لا طاقة لهابه خاصه فيما يجري في غزه وما تعاني من ضغوطات من الطرفين والسياسة لا تعالج بالعاطفة.

واشار الى أنه يجب ان ينظر اليها من جميع الجوانب وعلى النتائج والمواقف التي تتخذ وستبقى الاردن محل اهتمام تمثل العمق العربي كدولة محوريه وتتحمل الم الاستياء لأبناء فلسطين و الوطن العربي الذين يطلبونها بمواقف اكثر صرامة لما يجري في جوارها واهلها في فلسطين وما يوجد من ارتباط في الدم وتداخل في النسب والعشائر.

وسيبقى الاردن رغم ما عليه من ضغوطات داعما للقضية وراعيا للمقدسات وعلى الاردن ان يستغل هذه الميزة في تداخله وارتباطه لصالحه ولخدمة الشعب العربي الفلسطيني المظلوم

ان جلالة السلطان هيثم وجلالة الملك عبد الله بن الحسين لكل منهم عمق حضاري وتجربه طويله في القيادة ولسلطنة عمان مواقف ثابته في السياسة والقضايا العربية ويمكن ان يعول على مشورة السلطان هيثم لخبرته الطويلة وهذه الظروف الراهنة.

بدوره قال الوزير الأسبق والمحلل السياسي حازم قشوع، إن زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق الأولى للمملكة تعتبر تاريخية ولا يحظى بها زعيم إلا أثناء توليه للحكم وتتسم هذه الزيارة بمراسم وحفاوة استقبال كبيرة.

وأضاف قشوع للأنباط أن الزيارة مهمة وتاريخية في العلاقات بين البلدين من حيث تمتينها وتعظيمها خاصة أنها ممتدة ما بين الهاشميين وآل بوسعيد منذ الغزو الفارسي للسلطنة ووقوف الأردن بجانب الأشقاء في السلطنة إبان الغزو الفارسي لها.

وأشار أن الأردن والسلطنة تربطهما علاقات لها قواسم وضوابط وأرضية عمل مشتركة وان الحديث يدور حول علاقات تنموية واستثمارية وأمنية بين البلدين تتضمن 25 اتفاقية تعاون مشترك بين عمان ومسقط وهذا يعني أن هناك الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

قشوع قال أيضا "إننا اليوم ننظر باحترام شديد وتحية إكبار للعلاقة الأصيلة التي تربط بين الدولتين الشقيقتين.. مشيرا أن العلاقة الودية والحميمية التي تربط بين جلالة الملك عبد الله بن الحسين والسلطان هيثم بن طارق ستكون لها أهمية كبرى بتعزيز العلاقات البينية بين البلدين ورابط لعلاقات مقدرة في العمل المشترك سواء على الصعيد السياسي خاصة أن سلطنة عمان تقوم بدور استثنائي فيما يتعلق بمعاني الربط القائم ما بين محوري التعددية القطبية من جانب وأحادي القطبية من جانب آخر..
 وفي ذات الوقت لقرب إيران من كلا الجانبين تقوم السلطنة بدور بناء وإيجابي بدعم وتمتين حالة الأمن والاستقرار في المنطقة كما تقوم بدعم وإسناد القضية المركزية لهذه المنطقة التي تقف على سلم أولوياتها القضية الفلسطينية وهذا له حالة بناءه ما بين ما تقف عليه السلطنة من جهة وما تقف عليه الأردن صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات المقدسية والدولة التي لها إطار عضوي ما بينها وبين فلسطين، وبالتالي نتحدث عن قواسم مشتركة تهدف إلى إنهاء فتيل الصراع والأزمة في هذه المنطقة.

وشار أن السلطنة تقوم بدور ايجابي بدعم حالة العمق العربي التي تقف على سدة حالها المملكة الاردنية وعمقها في سلطنة عمان وبالتالي نتحدث عن تعاون مشترك وبناء يثري هذا الاداء ويقويه".

كما أشار أن السلطان هيثم بن طارق وقبل استلامه للحكم كان هو صاحب الريادة في إطلاق الرؤية التنموية اتجاه سلطنة عمان 2040 وبالتالي "راح" يعززها ويقويها ويجسدها وينفذها عبر خطط تنموية وبرامج تمهيدية يشارك بها الجميع. مضيفا أن الخطة خطة تنموية كبيرة وشاملة وطموحة ريادية وبالتالي هناك مساحة أوسع لمشاركة أردنية من خلال الخبرات الأردنية المهنية والحرفية والاستثمارية بكافة القطاعات بإثراء وتجسيد رؤية السلطان هيثم بن طارق حيز التنفيذ التي كلما ارتقت إلى مستويات الطموح التي يتحدث عنها السلطان هيثم بن طارق زاد ألق وبهجة.

والأردن تشارك السلطنة أفراحها ومسيرتها التنموية والجميع يريد أن يرى السلطنة في الرؤية التي أراد أن تكون فيها السلطان هيثم بن طارق لذلك نشاركها في الرؤى والتنفيذ.

ولفت قشوع أن سلطان عمان قام بنجاحات تمثلت في تحقيق حالة نمو كبيرة قدرت بالناتج القومي الإجمالي للسلطنة والذي قدر بـ40 مليار دولار وبالتالي أصبح هناك فائض من الأموال في الميزان العام الإنتاجي وهو ما سيسفر عنه أن تبدأ عمان بسلسلة استثمارات نتطلع أن يكون جزء منها في الأردن خاصة لما يتمتع به الأردن من دور ريادي وكبير في التنمية وما أكد عليه جميع المراقبين للمنظومة المالية للأردن التي بدأت تتخطى وتقدم حالة متقدمة كما بينتها الموازنة العامة للدولة الأردنية.