استبدال الأساتذة الجامعيين بخريجين جدد.. خطوة تجاه تغيير الديناميكية التعليمية ام إهمال للخبرة؟

*حمدان: فكرة تقاضي الاستاذ الجامعي أجور أقل لعدم ايجاده وظيفة مرفوضة
*خزاعي: كلما تقدم الاستاذ الجامعي بالرتب يحصل على خبرة أكبر
*خويلة: التعليم الجامعي لا يتطور الا اذا اتيحت الإمكانات للأستاذ الجامعي

الانباط – شذى حتاملة
بعد التحولات التعليمية التي تجريها بعض الجامعات حيث تثير خطوة استبدال الدكاترة الجامعيين ذوي الراتب المرتفعة بخريجين جدد برواتب اقل مخاوف بين الطلبة واعضاء هيئة التدريس على حد سواء ، وذلك بسبب تأثير هذا الاستبدال على جودة التعليم ومستقبل الطلاب وما يتبعها من تأثيرات سلبية على البحث العلمي والتطور الأكاديمي ، وقد تلجا بعض الجامعات لاتخاذ مثل هذه الاجراءات لتقليل التكاليف المادية على الجامعات لكنها تأثيرها واسع النطاق حيث يشمل الطلبة والمجتمع الجامعي بشكل عام ، وقد يكون هناك تأثير على امكانية الطلاب في الحصول على المشورة الأكاديمية والدعم اللازم لتحقيق اهدافهم التعليمية ، غير ذلك قد يتأثر سمعة المؤسسة التعليمية في المجتمع المحلي، حيث يتم تقييمها بناء على جودة التعليم والبحث والخدمة التي تقدمها والذي قد يتأثر بتغييرات في هيكلة الهيئة التدريسية .
وبدوره اكد رئيس جامعة عمان الاهلية الاستاذ الدكتور ساري حمدان ، ان أساتذة الجامعة يتم تعيينهم بناء على متطلبات الاعتماد في وزارة التعليم العالي ،لأن بعض التخصصات لديها عدد كبير من اعضاء هيئة التدريس وهناك تخصصات اخرى يوجد لديها ندرة في اعضاء هيئة التدريس لذلك تلجا بعض الجامعات باستقطاب الاساتذة الجامعيين ، مبينا أن خريجي الجامعات الاجنبية والبريطانية تقدم لهم بعض الجامعات علاوات وزيادة على الراتب عند توقيع العقود معهم ؛ لأن الجامعات بحاجة لخريجين من جامعات اجنبية للتدريس باللغة الانجليزية .
واضاف أن هناك تجاوزات للرواتب في الجامعات وقد تلجا بعضها لزيادة رواتب الاساتذة اذا كان هناك ندرة في الاساتذة الجامعية في بعض التخصصات كطب الاسنان مثلا ، مرجحا أن زيادة الرواتب في هذه التخصصات يعطيهم حافزا لجذبهم للتدريس بالجامعة ، حيث أن الراتب الموحد لجميع الاساتذة هو قرار خاطئ ؛ لان في بعض الاحيان تتطلب بعض التخصصات خبرات وكفاءات عالية وبالتالي ذلك يتطلب رواتب مرتفعة .
واكمل حديثه انه ضد فكرة أن يتقاضى الاساتذة رواتب اقل بسبب عدم ايجاده وظيفة ، مبينا أن تعيين اعضاء هيئة التدريس يجب أن يتفق مع متطلبات الاعتماد ، إضافة إلى التركيز على خبرة الاستاذ الجامعي لأن ذلك يوثر بشكل مباشر على جودة التعليم في الجامعة وتخريج الطلبة بكفاءة ومهارات عالية بحيث يكون مهيئ لسوق العمل .
وبين حمدان أن الاستاذ الجامعي ليست وظيفته التدريس فقط انما هناك اساسيات يعتمد عليها لتعيين الاساتذة في الجامعة وهو أن ينشر بحثين على الاقل في السنة في مجلة علمية ، مضيفا أن الخريجين يتم تقيمهم باستمرار بحيث يتم تطوير الخطة الدراسية بناء على نتائج التقييم .
وفي السياق ذاته اوضح استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي ، ان الجامعات التي تتخذ اجراءات باستبدال دكاترة جامعيين ذوي الراتب المرتفع بخريجين جدد هو اجراء خاطئ وغير مدروس على الاطلاق ؛ مبينا انه كلما تقدم الاستاذ الجامعي في العمل الجامعي وترقى في الرتب الاكاديمية حصل على خبرة علمية اكبر وهي اشد الحاجة لها الجامعات الأردنية .
واضاف الخزاعي أن عملية استبدالهم بأساتذة حديثي التخرج بحاجة لعملية تهيئة بشكل جيد ليقوموا بعملية تعليم وتطوير وتنمية المجتمع ، لافتا إلى أن ذلك لا ينتقص من خبرة الاساتذة الجدد انما الخبرة والمعرفة الاساتذة ذوي الرتب الاكاديمية العالية لا تستغني عنها الجامعات .
وتابع حديثه أن مثل هذه القرارات بحاجة لدراسة بشكل جيد وعدم حل مشكلة البطالة بين حملة الشهادات العليا على حساب جودة الحياة التعليمية ونوعيتها ، مشيرا إلى انه يجب عدم تغليب الجانب المادي بتوفير رواتب عن طريق احالة هؤلاء الاساتذة الى التقاعد وانهاء خدماتهم على حساب جودة الحياة التعليمية والبحث العلمي والقدرات التي يتحلى بها الاساتذة .
وقال استاذ علم الاجتماع الدكتور والاعلامي محمد خويلة ، انه لا شك أن مكانة الجامعة ارتبطت بمكانة أساتذتها ، وقوة الجامعة تقاس بارتفاع وانخفاض أداء الاساتذة والعلماء ، مضيفا أن التعليم الجامعي لا يمكن أن يقوم بدوره ويتطور إلا إذا اتاحت الإمكانات للأستاذ الجامعي والذي يعتبر العنصر الفاعل في العملية التعليمية ، إضافة إلى أن الاستاذ الجامعي هو القادر على تعويض اي نقص أو تقصير محتمل في الإمكانات الفنية والمادية للجامعة وليس من المعقول أن تقوم الجامعة باستبدال أعضاء الهيئة التدريسية بأعضاء جدد رواتبهم أقل من السابقين .
واشار خويلة إلى ضرورة أن تأخذ الجامعة بعين الاعتبار عند اي قرار باستبدال أعضاء الهيئة التدريسية هو جودة التعليم ، لافتا إلى ضرورة أن تسعى الجامعة لتوفير أساتذة يمتلكون الكفاءات والمهارات المتعددة والمتنوعة اللازمة في كل الميادين الإنسانية والبحثية والتدريسية والمهنية التي تؤهلهم لأن يكونوا أكفاء قادرين على تبليغ رسالتهم ، سيما وأن نظام التعليم العالي يقوم برمته على عاتق الاستاذ الجامعي ، إضافة إلى أن عدم وجود امان وظيفي لأعضاء الهيئة التدريسية واستبدالهم بأخرين لها تأثيرات سلبية وإبعاد على جودة التعليم ومخرجاته التعليمية وتخريج طلبة متميزين ومثقفين .