الذكاء الصناعي.. ثورة في صناعة الصحافة والاعلام
الأنباط - مرح الترك
يشهد عالم الصحافة والإعلام ثورة تكنولوجية هائلة يقودها الذكاء الاصطناعي، وتُحدث هذه التقنية تحولات جذرية في مختلف مهام العمل الصحفي، من جمع الأخبار وتحليل البيانات إلى كتابة المقالات وإنشاء المحتوى المتعدد الوسائط. فالذكاء الاصطناعي له دور كبير في صناعة الصحافة والاعلام، ويمكن أن يؤثر بشكل عميق على كيفية إنتاج واستهلاك المحتوى والأخبار.
وفي السياق ،قال خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي حسام الحوراني لا شك ان الذكاء الاصطناعي يلعب دور رئيسي في جمع وتحليل البيانات بسرعة وفعالية أكبر مما يمكن للبشر تحقيقه.وأضاف انه من الممكن معالجة كميات هائلة من المعلومات في وقت قصير جدا، مما يمكن الصحفيين من الوصول إلى المعلومات والبيانات المهمة بشكل أسرع وأدق، وهذا يساعدهم في إنتاج تقارير واخبار أكثر دقة وشمولًا.
وأوضح أن دور الذكاء الاصطناعي في الصحافة والاعلام وتحديدا في صناعة المحتوى والمقالات مثل انتاج المحتوى بشكل آلي سريع ودقيق ، وأيضا يعمل على تحليل وفرز وسرد وتلخيص وتخصيص المحتوى والتحقق منه ومراجعته ورفع جودته، والتحرير، وإدارة المحتوى والتعليقات، واختيار المواضيع، فيعمل على العديد من عمليات المعالجة و الوصول الى محتوى متميز.
وأشارة الحوراني بما يخص الاخبار ،انه يلخص دور الذكاء الاصطناعي العديد من الامور مثل جمع وتتبع آخر الأخبار ورصد الأحداث فور وقوعها والتحقق من المصادرو توليد المحتوى الصحفي بشكل تلقائي ،و كتابة وتصنيف الأخبار والتحقق منها وكشف الاخبار المزيفة وتوليد الأخبار من المادة الخام والاهتمام بقيمة الأخبار وجودتها وتحليل الاخبار وفهم التفاصيل واستنتاج أفضل التفاصيل للخبر لاستقطاب المتابعين ومعالجة الأخبارونشرها بسرعة بدقة وفعالية عاليه، ومنح الأولوية للأخبار المهمة ، واستكشاف الرؤى الإعلامية، والتواصل المباشر بمستجدات الأحداث ، وتم تحديث الاخبار من خلال المذيع الافتراضي ومذيع الاخبار، وتحويل الصوت خلال المقابلات الشخصية إلى نص فوري وترجمة فورية ، توسيع التغطية والاستهداف وجذب الانتباه ، فهم وتحديد وتخفيف التحيزات الموجودة للأخبار، مضيفا ان من المهام ايضا التركيز أكثر على تجربة المتابع واحتياجاته المتجددة وكسب ثقة الجمهور ، التحليل الإحصائي ، وجمع المشاركات ذات الصلة من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فوري،وأيضا تحسين تجربة المستخدم وتخصيص الأخبار وفقًا لاهتمامات كل فرد من خلال تحليل سلوك المستخدمين وتقديم الأخبار التي تناسب اهتماماتهم بشكل دقيق.
وأضاف أن مع كل هذه الفوائد، هناك أيضًا تحديات تواجه دور الذكاء الاصطناعي في الصحافة والإعلام، مثل مسألة النزاهة والمصداقية والتحيز والمسائلة والخصوصية وحقوق الانسان ونشر الأخبار المزيفة. فعلى الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على توليد المحتوى بشكل تلقائي، فإنه يجب أن يتم مراقبته بشكل دائم من قبل البشر لضمان أن المعلومات التي يقدمها دقيقة وموثوقة. مضيفا أن لذلك يخشى بعض الصحفيين من أن الذكاء الاصطناعي قد يُؤدي إلى فقدان وظائفهم، خاصة مع ازدياد الاعتماد على هذه التقنية في أداء المهام الروتينية، ولا بد من التكيف مع التغييرات والوظائف الجديدة المستحدثة.
ولكن اقول ان الذكاء الاصطناعي سيعزز عمل الصحفيين بدلاً من استبداله وسيغير الذكاء الاصطناعي الأعمال التقليدية في وسائل الإعلام، مما يتطلب تكييفًا سريعًا من قبل الصحفيين والناشرين، لذالك فان الدور الجديد للصحافيين في عصر الذكاء الاصطناعي يتمثل بالعديد من الامورمثل التحليل والتعمّق والاستقصاء في المحتوى او الخبر عن طريق الاهتمام بسياقات المحتوى اوالخبر وتوضيح خلفياته وصولًا إلى المعنى، والتحقق في السرقات الادبية وتقنية والتزييف العميق وارتباطها بالاحتيال والابتزاز والتضليل، ضمان عدم انتهاك الخوارزميات لحقوق الإنسان او التحيز و رصد التجاوزات والإبلاغ عنها ، وأيضا مراقبة ومراجعة المعلومات والتحقق منها وتوجيه الجمهور نحو مصادر موثوقة، مثل التعديل واتخاذ القرار.
والجدير ذكره، ان الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا مهمًا في تحول صناعة الصحافة والإعلام، حيث يساعد في تسهيل عملية جمع وتحليل البيانات، وتوليد المحتوى بسهولة فائقة، وتحسين تجربة المستخدم. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه بحذر لضمان النزاهة والمصداقية في الأخبار والمعلومات التي يتم تقديمها للجمهور. لذالك فان الذكاء الاصطناعي يُقدم فرصًا هائلة لتطوير الصحافة والإعلام وتحسين جودة المحتوى. باستخدام هذه التقنية بشكل مسؤول وأخلاقي سيمكن الصحفيين بأن يُصبحوا أكثر كفاءة وإبداعًا، وأن يُقدموا محتوى إعلاميًا مُفيدًا وغنيًا بالمعلومات للمجتمع. إنه عصر جديد من التحديات والفرص، حيث يتطلب منا أن نكون على قدر التطور التكنولوجي وأن نستخدم هذه التقنيات بطريقة مسؤوله تعزز الحوار العام وتعزز المعرفة والتفاهم.