الاردن يتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج “تسهيل الصندوق الممدد”
نجح الاردن بالتوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الأولى في إطار "تسهيل الصندوق الممدد".
•انطلق البرنامج الاقتصادي الذي ينفذه الأردن بدعم من برنامج "تسهيل الصندوق الممدد" بقوة. وقد تم تحقيق جميع معايير الأداء الكمي والاصلاحات الهيكلية، والبرنامج يسير بخطى ثابته نحو تحقيق أهداف البرنامج العامة، على الرغم من التحديات الإقليمية.
•لا يزال الأداء الاقتصادي في الأردن قويا، وذلك مبنياً على ما تم إنجازه في البرنامج السابق. وقد أدت سياسات الاقتصاد الكلي السليمة والإصلاحات الهيكلية على مدى السنوات الماضية إلى تعزيز منعة الأردن على الصمود بشكل واضح، مما خفف من أثر الصدمات الخارجية المتوالية بما في ذلك تأثيرات الازمة الأخيرة، مع وصول نسبة النمو إلى 2.6 بالمائة في عام 2023.
•في حال استمرار الحرب في غزة دون تصعيد بارز في المنطقة، سيظل الاردن قادرًا على التعامل مع هذه الصدمات بنجاح ، وذلك بسبب التزام السلطات الثابت بمواصلة اعتماد سياسات الاقتصاد الكلي السليمة للحفاظ على الاستقرار والدفع قُدُماً بالإصلاحات الهيكلية. ومن المتوقع أن يكون النمو معتدلا ليصل إلى 2.4 بالمئة في 2024 مع انتعاشه في ٢٠٢٥.
•لا تزال هناك حاجة إلى الحصول على دعم دولي قوي وفي الوقت المناسب للاستمرار في مساعدة الأردن على التعامل مع الصدمات الخارجية والاستمرار في تحمل عبئ استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين.
الانباط
قام فريق من خبراء صندوق النقد الدولي، بقيادة رون فان رودن، بزيارة عمّان خلال الفترة من 29 نيسان إلى 9 أيار 2024، لإجراء المراجعة الأولى بموجب ترتيب اتفاق صندوق النقد الدولي بشأن تسهيل الصندوق الممدد (EFF)، والذي وافق عليه المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي في 10 كانون الثاني 2024 (بيان صحفي).
وفي ختام زيارة البعثة، أصدر السيد فان رودن البيان التالي:
"يسرّنا الإعلان أن فريق صندوق النقد الدولي والسلطات الأردنية قد توصلوا إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الأولى لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه السلطات مدعوماً باتفاق تسهيل الصندوق الممدد والذي تمت اقراره في كانون الثاني من هذا العام. انطلق البرنامج بقوة ، على الرغم من البيئة الخارجية الصعبة. وقد تم انجاز جميع معايير الأداء الكمية والاصلاحات الهيكلية للمراجعة الأولى، ويسير البرنامج بثبات نحو تحقيق أهدافه العامة. ويبقى هذا الاتفاق مشروطاً بموافقة إدارة صندوق النقد الدولي والمجلس التنفيذي. وسيؤدي استكمال هذه المراجعة إلى توفير مبلغ قدره 97.784 مليون وحدة من حقوق السحب الخاصة (حوالي 129 مليون دولار أمريكي) من اصل SDR 926.370(حوالي ١.٢مليار دولار) المتفق عليه سابقاً.
"وقد حافظ الأداء الاقتصادي الأردني على قوته على إثر نجاح البرنامج السابق عاكساً بذلك السياسات السليمة الاقتصاد الكليّ. أثبت الاقتصاد الأردني منعته، حيث وصل النمو الاقتصادي إلى 2.6% في عام 2023، على الرغم من تباطؤ النشاط في الربع الأخير من العام بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل - غزة. وتقلص عجز الحساب الجاري بشكل كبير، إلى أقل من 4% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، وارتفع إجمالي الاحتياطيات الدولية القابلة للاستخدام إلى أكثر من 17 مليار دولار. مع رفع البنك المركزي الأردني أسعار الفائدة بالتزامن مع قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يعكس التزامه الراسخ بالاستقرار النقدي، انخفض معدل التضخم السنوي إلى 1.6% في كانون أول 2023. وفي الوقت نفسه، لا يزال النظام المصرفي الأردني يتمتع بالسيولة والربحية ورأس المال الجيد.
" ومن الجدير بالذكر ، ان العجز الاولي للحكومة المركزية (باستثناء المنح والتحويلات المالية إلى شركات الخدمات العامة) قد انخفض إلى 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي في عام ٢٠٢٣ مقارنة بنسبة 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022 من خلال الاستمرار في ضبط أوضاع المالية العامة بشكل تدريجي لوضع الديْن العام على مسار الانخفاض، وعلى الرغم من التأثير السلبي على الإيرادات الحكومية من تداعيات الحرب على غزة وتعطل التجارة. كما تم اتخاذ تدابير لاحتواء الخسائر التشغيلية لشركات الخدمات العامة، مما أدى الى خفض العجز الأولي المجمع للقطاع العام إلى 4.5% في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، مقارنة بنسبة %4.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022. وعندما يتم إضافة الفوائض المستمره في نظام الضمان الاجتماعي، فإن ذلك أدى إلى فائض أولي إجمالي للحكومة العامة (بما في ذلك المنح) بنسبة 0.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، واحتواء الديْن العام عند نسبة 89.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية 2023.
" وما تزال حالة عدم اليقين مرتفعة مع استمرار الحرب في غزة والتوترات الإقليمية. إن استمرار الحرب واعاقة طرق التجارة في البحر الأحمر قد يأثران على الاقتصاد الأردني، ولا سيما على المعنويات والتجارة والسياحة. ومع ذلك، سيظل الاقتصاد الأردني قادرًا على التعامل مع هذه الصدمات بشكل جيد على ان لا يتصاعد الصراع إقليمياً. ومن المتوقع أن تبلغ نسبة النمو 2.4 بالمئة هذا العام، وأن يتسع عجز الحساب الجاري قليلا إلى نحو 5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. ومن المتوقع أن يعود النمو مرة أخرى للانتعاش في عام 2025 إلى ما يقارب من 3%، وأن يتقلص عجز الحساب الجاري، شريطة انتهاء الحرب وانحسار تأثيراتها، مدعوما باستمرار تنفيذ الإصلاحات.
"ومن الجدير بالذكر، هو ان السلطات مستمرة بالتزامها الراسخ بتنفيذ سياسات الاقتصاد الكلي السليمة للحفاظ على الاستقرار، وتطبيق الإصلاحات الهيكلية لتعزيز منعة الاقتصاد الأردني وتحسين المستوى المعيشي للمواطن، وعلى النحو المتوخى برؤية التحديث الاقتصادي. وسوف تستمر السياسة النقدية للبنك المركزي الأردني في المحافظة على التزامه الثابت بربط سعر صرف الدينار الاردني بالدولار الأمريكي، والإبقاء على معدل التضخم عند مستويات منخفضة. ومن المتوقع أن يظل التضخم محدودًا عند حوالي 2% في عام 2024. والبنك المركزي الأردني على استعداد لإجراء تعديلات على السياسات حسب الضرورة لحماية الاستقرار النقدي والمالي بشكل موثوق.
وعلاوة على ذلك، تواصل السلطات تخفيض العجز المالي بشكل تدريجي وبعداله بهدف تحسين الاستدامة المالية لشركات الخدمات العامه، بهدف خفض الديْن العام إلى أقل من 80% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2028، مع ضمان تقديم الدعم الكافي للأسر الفقيرة وإفساح المجال لرفع الانفاق الرأس مالي. وتمضي السلطات نحو تحقيق هدفها بخفض العجز الاولي للحكومة المركزية هذا العام (باستثناء المنح والتحويلات إلى شركات الخدمات العامة) إلى 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي. وبالإضافة الى ذلك بدأت نتائج الإصلاحات الرامية إلى تحسين المركز المالي لشركات الخدمات العامة بإيتاء ثمارها مما سيؤدي الى خفض العجز الأولي المجمّع للقطاع العام إلى 4.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي تحقيق فائض أولي إجمالي للحكومة العامة (بما في ذلك المنح) قدره 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي وخفض الديْن العام إلى ما يزيد قليلاً عن 89% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية عام 2024.
"فريق الخبراء ممتن للسلطات على المناقشات الصريحة والبنّاءة التي تمت. هذا وقد التقى الفريق برئيس الوزراء دولة بشر الخصاونة، ونائب رئيس الوزراء معالي السيد ناصر الشريدة، ووزير المالية معالي الدكتور محمد العسعس، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي معالي الآنسة زينة طوقان، ومحافظ البنك المركزي الأردني عطوفة الدكتور عادل شركس؛ وغيرهم من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين والمسؤولين في البنك المركزي الأردني".