عين على القدس يرصد تسارع وتيرة البناء الاستيطاني في القدس والضفة الغربية
رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، تسارع وتيرة بناء المستوطنات التي تنفذها سلطات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية مستغلة عدوانها على قطاع غزة.
ووفقا لتقرير البرنامج المعد في القدس، فإن مشاهدة بناء المستوطنات في أنحاء مختلفة من القدس المحتلة باتت أمرا مألوفا، بعد أن قررت سلطات الاحتلال تسريع وتيرة البناء الاستيطاني بشكل غير مسبوق منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن بلدة بيت صفافا جنوبي القدس المحتلة كان لها النصيب الأكبر من المخططات الاستيطانية، حيث تحاصرها مشاريع استيطانية إسرائيلية جديدة، أبرزها مستوطنتا جفعات شاكيد وجفعات همتوس اللتان تشهدان هذه الأيام نشاطا استعماريا مكثفا وتعج بالعمال والآليات.
وأشار التقرير إلى أنه وفقا لأرقام المنظمات التي تراقب بناء المستوطنات، فإن حكومة الاحتلال وبلدية القدس التابعة لها صادقت على بناء عشرات مخططات البناء في قلب الأحياء العربية وحولها بصورة متسارعة في الأشهر الأخيرة، حيث أظهرت وثائق التخطيط أن الحكومة الإسرائيلية سرعت بناء المستوطنات في أنحاء القدس الشرقية، والموافقة على المضي قدما في المصادقة على حوالي 20 مشروعا تضم آلاف الوحدات السكنية منذ بدء العدوان على غزة.
وشدد التقرير على أن بناء هذا الكم الهائل من الوحدات الاستيطانية في أجزاء من القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، سيكون عقبة أمام أي محاولة لإنشاء دولة فلسطينية تصلح للعيش، وعاصمتها القدس الشرقية.
الدكتور محمد جادالله، وهو أحد القطنين في بلدة بيت صفافا، قال إن سلطات الاحتلال أحضرت أحدث آليات البناء للاستفادة من كل دقيقة ممكنة لإنجاز هذا العمل.
وأضاف إن المدينة فقدت طابعها القروي الهادئ، وأصبحت محاطة بست مستوطنات "تخنق المدينة وأهلها".
بدورها، قالت عضو حركة السلام الآن الإسرائيلية، حاجين عوفران، إن سلطات الاحتلال وافقت على مخططات للبناء في منطقة أم طوبة، وبعد ثلاثة أشهر نشرت عطاء لبداية البناء، مشيرة إلى أنها تعمل منذ عدة سنوات على مراقبة الاستيطان، إلا أنها لم يسبق أن شهدت إقامة مشاريع بهذه السرعة.
وقدرت عدد الوحدات التي جرى الموافقة عليها بعد الحرب تجاوز 3000 وحدة في القدس وحدها.
من جهته، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إسماعيل مسلماني، قال إن سلطات الاحتلال قبل بضعة أيام بدأت بالحديث عن هدم منشآت في سلوان والبلدة القديمة، باعتبارهما أكثر المناطق استهدافا من قبل الجمعيات الاستيطانية، وعلى رأسها جمعية "العاد"، تحت بند ما يسمى بــــ"الحوض المقدس".
وأشار إلى أن بناء مستوطنة في مدينة بيت صفاف تضم حوالي 1750 وحدة سكنية سيفصل بيت صفافا عن صور باهر وجبل المكبر وبيت لحم.
ونبه إلى أن إعلان رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون الذي انتخب للمرة الثانية، بأنه سيقوم خلال أعوام قليلة بهدم 20 ألف منزل، لتوفير وحدات استيطانية مجانية للمتطرفين اليهود وخصوصا "الحريديم".
وأوضح المحلل مسلماني أن أي مشروع استيطاني كان في السابق يذهب إلى البلدية ثم تقره سلطة المدينة والأراضي والحكومة، ثم بعد ذلك يقره المستشار القضائي، ولكنه الآن خلال أيام.
من جهته، رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني، النائب فراس العجارمة، قال هناك أرقام "صادمة ومخيفة" تقف أمام حل الدولتين، مشيرا إلى أن مساحة الضفة الغربية 5860 كيلومترا مربعا، تم الاستيلاء على 42 بالمئة منها، كما أن هناك حوالي 720 آلاف مستوطن في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ما يشكل معضلة كبيرة أمام حل الدولتين.
وأضاف إن جدار الفصل العنصري قطع أوصال الضفة الغربية، ضمن خطة "خبيثة" لفصل القدس عن بقية الضفة الغربية، مشددا على أن العقلية الإسرائيلية تعمل بشكل حثيث على عرقلة حل الدولتين، وتعلن أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل الأبدية، وتسعى لنقل كل السفارت لديها إلى القدس.
وشدد العجارمة على أن الوصاية الهاشمية على القدس تقف عائقا أمام هذه المخططات، حيث يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني دائما على أن القدس هي "محور الصراع"، بالإضافة إلى الجهد الأردني في تثبيت أهالي القدس ببيوتهم، والعمل الدؤوب لمديرية أوقاف القدس في الحفاظ على المقدسات والطابع التاريخي والواقع الزماني والمكاني في القدس.