خبراء يتحدثون عن حضارة الدولمنز في إربد
الأنباط- فرح موسى
تتميز بعض الدول والمدن العربية، بآثار تدل على وجود حضارات، وتاريخ عظيم، كان وما زال شاهداً على علو شأنه، ومكانته بين الدول، مثل، حضارة الأنباط في البترا، والمدرجات الرومانية في جرش، وأم قيس، وعمان، وغيرها من المدن الأردنية، حضارات سادت ثم بادت، ولم يبقَ منها إلا آثارها، وما يدل عليها من قيمة تاريخية.
نتحدث في هذا التقرير عن حضارة، كانت قائمة على ثرى الأردن، لم تنل حظاً من التعريف، هي بطبيعة الحال؛ حضارة الدولمنز، تلك الحضارة التي أثبت علماء الآثار، أنها وجدت منذ أكثر من ستة آلاف سنة، أي منذ العصر الحجري النحاسي، وحتى العصر البرونزي المتوسط.
تنتشر آثار الدولمنز، وفق باحثون في حدود محافظتي إربد ومادبا، مروراً بوادي الأردن، حيث يعتبر حقلي وادي الريان وحقل داميا من أشهر تلك الحقول، وقد بين الباحثون أن أقدم بناء له سقف حجري يعود لحضارة الدولمنز، وهو موجود على شكل جدران وأسقف حجرية.
يقول المواطن على سعد الدين، أنه عندما شاهد عن طريق الصدفة هذه العجائب الصخرية، دفعه الفضول للبحث عنها وعن أماكن تواجدها، وتفاجأ بأنه يوجد العديد من مواقع الدولمنز في إربد وبعض القرى، وطالب الحكومة إدراج هذه الآثار ضمن المسارات السياحية في الأردن، وجعل زيارتها من أولويات وزارة السياحة.
المواطن خالد المرايعة، يقول؛ إنه لو أحسنت الحكومة استغلال هذه الفكرة، بتنشيط سياحة وزيارة، لهذه الأماكن مع إدراجها في كتب التربية الوطنية، والمساقات الجامعية، وعمل إعلانات، لاستفادت الحكومة، واستفاد أبناء المجتمع المحلي، وزاد دخلهم.
المواطن بلال الحارثي يقول إنه لا يكفي تنشيطها سياحياً، يجب على الحكومة حمايتها من الإندثار، والخراب وطالب بتكثيف عمليات التنقيب حولها، وإلزام كليات الآثار بالجامعات الحكومية، وذلك بتخصيص حلقات ومواضيع بحث، لأنه وحسب اعتقادي هناك الكثير مخفي، ويجب معرفته.
الناشطة في مجال حقوق الإنسان السيدة فريال زكي أبو لبدة، قالت، إن حجارة الدولمنز موجودة بكثرة في إربد، وبالقرب من مجمع الأغوار، وكنا وما زلنا نراها في مناطق إيدون، وغرب إربد، وحضارة الدولمنز اهتمت بها الحكومات البريطانية، واستطاعت أن تجعلها مقصداً للسياح، وأن تجني منها دخلاً لا يستهان به لخزينة الدولة.
ونطالب الحكومات الأردنية بضرورة المحافظة على ما تبقى منها، وأن تستغلها في المجال السياحي، كغيرها من المناطق السياحية والأثرية في المملكة.
المؤرخ الموروث الشعبي الدكتور احمد الزعبي قال إن كلمة دولمن dolman هي كلمة إنجليزية وتعني الطاولة الحجرية، وهي مكونة من أربعة حجارةٍ ضخمة، وأطوالها ١،٥ م إلى ٣ م. ثلاثة أحجار إثنان منها متوازيا يفصل بينهما مسافة حوالي المتر أويزيد مفتوحة من إحدى جوانبها، يعلوها حجرٌ ضخم. وكان الناس يسمونها ببيت الغولة أو المنطار (المكان الذي يتواجد به الشخص لحراسة الكرم). وقد أثبتت الدراسات أن إنسان ذلك العصر قد استعمل الواخد منها كقبرٍ شخصي. ووجد على بعضها إشاراتٍ تتعلق بالنجوم. وهي تعود للعصر البرونزي الثاني (٥٠٠٠) ق. م.
وأضاف يوجد منها الكثير في محافظة إربد خاصة على طريق البترول وفي جفين، وقد نقل أحدها إلى متحف جامعة اليرموك. كما يوجد منها في منطقة داميا ومادبا والطفيلة. ولعدم الإهتمام فقد تأثرت آثار الدولمنز بالزحف العمراني فقضى على الكثير منها، وكذلك شركات العمران، لكن تنبهت دائرة الآثار العامة وقامت بحماية الكثير منها بوضع اليد عليها. وكان لبعض الأشخاص إهتمامًا كبيرًا بها ومنهم المصور الفوتغرافي الرحالة عبد الرحيم العرجان.
وأشار إلى أن هناك العديد من الدول اهتمت بالدولمنز مثل بريطانيا بجعل منطقة الدولمنز منطقة سياحية تدر دخلًا كبيرا.