من يومياتي (١)

خليل النظامي 

رأيت مشهدا ؛ تظهر فيه طيور الحمام بقيلولة بجانب بحيرة صغيرة صنعتها مياه الأمطار بمحاذاة شارع المدينة،،،،

أعجبني المشهد، فأوقفت سيارتي، ونزلت وجلست برفقة الحمام، أمعن فيه النظر وأتمعن، أسأله ولا يجيب، حتى قلت لنفسي : يبدو أن طيور الحمام تقول لبعضها الأن : ماذا يفعل هذا البشري غريب الأطوار، يجلس بجانب بركة مياه، ويوهم نفسه أنه يجلس على ضفاف نهر الأمازون.. 

وكنت مستاء جدا، وفي مزاج سيء، ولا أطيق التكلم مع أحد، كهارب من كل موجود ومفروض وموضوع،،،، 

فجأة رأيت بين أقدامي مشهد غريب جدا،،،،
رأيت كيف تشق النباتات الخضراء الجميلة الأرض الجافة بكل إرادة وعزم، وتفرض نفسها وألوانها على الطبيعة بالقوة، وتجمل كل ما حولها،،،، 

وقلت لنفسي ؛ 
كم من آية وآية يتقصد الخالق وضعها كرسالة في طريقنا وقت شدتنا وبؤسنا وحزننا، لتهون علينا أيامنا، وتمنحنا القوة والإرادة للبدء من جديد بشجاعة ومروءة، لنصل الى هدفنا بكل نجاح ونفتخر بأنفسنا، 

وكم من رسالة يرسلها لنا الخالق لنتغلب على كل التحديات والصعوبات، وما نواجه من ظلم وإفتراء وإقصاء بكل جرأة وشجاعة، لنجعل كل شيء من حولنا جميلا بألواننا ونجاحاتنا وتفوقنا وتميزنا،،، 

إلتقطت الصورة، وغادرت البحيرة بخلاف ما جئت، كنت بائسا حزينا، وأصبحت سعيدا وقويا، وكأنني ولدت من جديد،، 

#خليل_النظامي