التحذير من الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي: آلية لتأجيج الفتنة ونشر العنصرية... ودق الآسفين
للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه ..
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي اليوم منصة حيوية لتبادل الأفكار والآراء، ولكن مع ذلك، فإنها أيضًا تُستخدم في بعض الأحيان كأداة لتأجيج الفتنة ونشر العنصرية... يشكل الوعي بوجود حسابات وهمية تستهدف فئة معينة من الأشخاص بهدف زرع الانقسام والتوتر، أمرًا حيويًا لحماية المجتمع والمجتمعات المستهدفة.
في ظل الأحداث الراهنة والتوترات السياسية التي تعصف بالمنطقة، تتصاعد موجة الاحتجاجات والتظاهرات في الأردن تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في غزة... ومع ذلك، تظهر محاولات شريرة من قبل أعداء الاردن لتشويه هذه التظاهرات وتحويلها إلى فوضى تهدد أمن واستقرار الأردن. حيث تشهد المنصات الاجتماعية استخدامًا متزايدًا للحسابات الوهمية التي تستهدف مختلف الشرائح الاجتماعية من مختلف الأصول والمنابت. وتعتبر هذه الظاهرة خطرًا حقيقيًا..
من الجدير بالذكر أن هذه الحسابات الوهمية لا تقتصر على نشر الأخبار الكاذبة، بل تسعى أيضًا إلى تأجيج العنصرية والكراهية بين الأفراد والمجموعات... وفي الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن تدعو هذه الحسابات إلى العنف أو التحريض ضد السلطات المحلية، مما يؤدي إلى تقويض الاستقرار الاجتماعي والأمني.
واحدة من أهداف هذه الحملات الوهمية هي زعزعة الثقة بين الأفراد والسلطات، وخلق جدل وتوتر في المجتمع. وبالتالي، فإن التعرف على هذه الحسابات وتجنب الانجرار وراء المعلومات المضللة والتحذير منها يمثل خطوة حاسمة نحو الحفاظ على وحدة المجتمع والحفاظ على السلم الاجتماعي..
في ضوء ما تعانيه المنطقة من توترات سياسية وامنية ، يجب على الأفراد أن يظلوا يقظين ويتحلى بالحكمة في تصديق المعلومات التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويجب على السلطات المحلية بما فيها الاجهزة الامنية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني العمل بالتعاون لمكافحة هذه الظاهرة ورفع مستوى الوعي بأساليب التحري والتحقق من المعلومات.
بشكل خاص، يجب أن يتم التركيز على تعزيز ثقافة الحوار والتسامح ونبذ العنف والكراهية، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع... ومن خلال هذه الجهود المشتركة، يمكننا بناء مجتمع أردني قوي ومتماسك، يستند إلى قيم العدالة والتسامح والتعاون.
إلى المتظاهرين الذين يعبرون عن غضبهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني في حرب غزة، نود أن نوجه رسالة هامة... في هذه اللحظات العصيبة، قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي مكانًا للتعبير عن الغضب والاحتجاج، ولكن يجب أن نكون حذرين من الانجراف وراء الحسابات الوهمية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتأجيج الفتنة بين الأشقاء الأردنيين..
نعلم جميعًا أن التضامن مع الشعب الفلسطيني حق وواجب دم وإنساني، ولكن يجب أن يكون هذا التضامن مبنيًا على الوعي والمسؤولية... لا يجب أن نسمح للحسابات الوهمية بأن تفتت أوحدة مجتمعنا أو تثير الفتنة بيننا..
يجب على المتظاهرين الآن أن يكونوا أكثر يقظة من أي وقت مضى... يجب أن نفهم أن الحسابات الوهمية التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي ليست سوى أداة في يد أعداء الاردن وااستقراره وامنه ... إنها أداة تهدف إلى زعزعة وحدتنا وإشعال نيران الفتنة والانقسام في صفوفنا... وتحويل اتجاه البوصلة عن هدفنا الحقيقي وهو وقف الحرب على اشقائنا في غزة .
لا يمكننا أن نسمح لهؤلاء المارقين بأن يستغلوا تضامننا الإنساني مع الشعب الفلسطيني في غزة لتحقيق أجنداتهم الشريرة... يجب أن نتوقف عن تصديق الشائعات والأكاذيب التي يروجون لها، وأن نتحدى كل محاولاتهم لتشويه صورتنا كمجتمع متحد نلتف حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة واجهزتنا الامنية الساهرة على امننا .
لذلك، نحثكم على توخي الحذر والتأكد من مصدر المعلومات قبل نشرها أو التعبير عنها عبر منصات التواصل الاجتماعي... لنكن واعين لمحاولات التأثير الخبيثة التي قد تأتي من حسابات مشبوهة تنشرها دول مجاورة واقليمية ، ولنبقى متمسكين بقيم التسامح والوحدة والسلمية التي تميز مجتمعنا.
نحن جميعًا في نفس القارب، نسعى للتضامن مع اخواننا في فلسطين على امتداد جغرافيتها... لكن بطريقة تعزز وحدتنا وتحافظ على استقرارنا... دعونا نبني حركتنا ووقفتنا التضامنية على أسس من الوعي والتفكير بأمن الوطن ، ولنرفض أي محاولة لتحويل تضامننا الإنساني إلى أداة لزرع الفتنة والانقسام..
في هذه الفترة الصعبة والحساسة، نحن بحاجة ماسة إلى التماسك والوحدة كشعب واحد، وذلك من أجل دعم قيادتنا الهاشمية وحماية الوطن ومصالحنا الوطنية... في ظل الحرب القائمة على غزة، يجب علينا أن نظهر التضامن والتماسك مع الشعب الفلسطيني وفي الوقت نفسه، أن نتحدى الحسابات الوهمية والمعلومات الكاذبة التي قد تهدف إلى تشويه صورة الأردن ودوره الداعم للقضية الفلسطينية..
لقد أظهرنا مرارًا وتكرارًا تاريخًا حافلًا بالتضحيات والإنجازات دعمنا الثابت للشعب الفلسطيني الشقيق ، وسنظل على هذا المنهج الراسخ دائمًا... ولكن في هذه اللحظات الحاسمة، يجب علينا أن نركز على حماية الأمن الوطني والاستقرار الداخلي، وأن نعبر عن تضامننا بطرق تحافظ على وحدة وسلامة الوطن..
لذا، أدعو كل شخص في الأردن إلى الالتفاف حول جلالة الملك وقيادتنا الهاشمية، ودعم جهود الجيش العربي الاردني والأجهزة الأمنية في حماية البلاد وضمان أمن المواطنين... لنتجاوز الخلافات والانقسامات، ولنتحد كشعب واحد خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة وراية الوطن، متجاهلين الشائعات والأكاذيب التي تنشرها الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي...إننا بحاجة إلى تماسكنا وتضامننا الآن أكثر من أي وقت مضى، من أجل بناء مستقبل مشرق لجميع أبناء الأردن..
لنكن واعين وحذرين، ولنرفض بقوة كل محاولات الفرقة والتفرقة... إن الوقت قد حان لنثبت للعالم أجمع أننا شعب متحد وقوي، لا يستهويه الانقسام ولا ينخدع بأكاذيب الأعداء...لنظل متحدين، ولنظل وفيين لقضيتنا الفلسطينية العادلة، ولكن بطريقة تحافظ على أمن واستقرار بلدنا ووحدتنا الوطنية..