الاستقلال...قصة تُروى في كلّ بيت حفل اختتام مشروع حاضنة الاقتصاد الدائري شارع سقف السيل ميسم عكروش سفيرا اقليميا لخريجي المملكة المتحدة الاستقلال مهنئاً الأردن بعيد إستقلالها الشيخ فيصل الحمود ذكرى إستقلال الأردن مناسبة عزيزة وغالية على قلوبنا "تيك توكر" تغضب سعوديين بعد توثيقها لحظة وفاة والدتها طلق عروسه في الصباحية بسبب لون عينيها موج أوروبي لفلسطين الدولة ! قضية الصحراء الغربية: "حركة صحراويون من أجل السلام" تدعو للحوار مجدّدا الزعبي: الإمكانيات المحدودة أبرز عائق أمام تطور الإعلام الرياضي الأردني العمري لـ"الانباط": منتدى الاعلام يهدف الى تعزيز التواصل بين الصحفيين بيان التل: الحريات والكفاءات والبيئة عوامل تؤثر على تطوير الصحافة الأردن يطلق مبادرة بالأمم المتحدة لدعم الأونروا غارات إسرائيلية على جنوب لبنان حسين الجغبير يكتب : "منتدى الإعلام".. البناء على ما حدث تربية لواءي الطيبة والوسطية تحتفل بعيد الاستقلال "العبدلي": احتفال جماهيري بعيد الاستقلال السبت المقبل رئيس الوزراء البريطاني يدعو لانتخابات عامة في الرابع من تموز المقبل وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي يبحث تعزيز التعاون مع عددٍ من شركات الأدوية في العاصمة عمان
مقالات مختارة

الرجال يعرفون بالحق ...

{clean_title}
الأنباط -
إبراهيم أبو حويله


كثير ما ظلم المنهج في الحياة ، وأحيانا كثيرة يظلم العدل نفسه بسبب الرجال ، والله يسوق الآية تلو الآية ليقول لنا ، بأنه لا يجرمنكم شنأن قوم على أن لا تعدلوا ، ولكن هذه التربية تحتاج على ما يبدو إلى المربي ، وهناك مراحل في الحياة كان فيها الأمر واضحا .

ولذلك لا أجد حرجا في تقييم أي عمل لأي شخص أو جماعة أو عمل مهما كان ، لقد أخطأت الحركات الإسلامية أخطاء ساهمت في بقاء الأمة مكانها ، بل لها دور في تراجعها، لقد نازعت الأمر أهله ، واستعدت فئات وطوائف عريضة ، ولو أنها التزمت أساسيات دعوتها لخرجنا من هذا المأزق منذ زمن بعيد وهذا رأي ، وما لم تغير الجماعات الإسلامية فكرها وطريقتها فلن يتغير اسلوب التعامل معها ، فقد استعدت الأنظمة والدول ، ومن يقول بأنه تاريخ مضى مع موجة الربيع العربي ، فهذا التاريخ هو ما صنع موقف معظم بل كل الدول العربية من الحركات الإسلامية ولم يذهب من عقل الدول ، والمخرج هو في إيجاد طريقة عمل يعيد الجميع على قلب رجل واحد ، المهم برأيي هو المنهج ، والمنهج هو العدالة في التعاطي مع الشخص سلبا أوإيجابا بحسب ذلك الموقف، وهذا أيضا ليس حكما على النهاية والمصير حتما .

ما زلت أقف مع كثير من مواقف الصحابة بإستغراب ، فهذا يعود إلى الرسول صل الله عليه وسلم بعد قصة تأبير النخل وبأن الأمر لم ينجح ، والرسول يقول له بأنكم أعلم بأمور دنياكم ، وعلى ما ورد في قصة الحباب بن المنذر في موقعة بدر من ضعف ، ولكن كما فرق البخاري بين ما رواه في صحيحه وبين ما رواه في غيره ، فلا يجد أهل العلم حرج في التعاطي مع الروايات الضعيفة في مواقع معينة ، وهنا ونحن نريد أن نوضح منهجا ، هو منهج الصحابة في التعامل مع أوامر الرسول .

وحتى مراجعته كما حدث من عمر في أكثر من موقع ، وقصة الصحابية خولة بنت ثعلبة في موضوع الظهار ، فقد كان الصحابة يراجعون رسول الله صل الله عليه وسلم ، وكانوا يفرقون بين أوامر الله التي لا ينبغي لمسلم ولا مسلمة أذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة فيها ، وبين تلك الأمور التي هي محل رأي وإجتهاد .
 
لقد سعى الرسول صل الله عليه وسلم إلى تعميق مفهوم الدين المنهج في نفوس الصحابة ، ولذلك كان عندهم عمق في الفهم والتصرف ، فهذا أبو ذر يقول له الرسول بشكل مباشر بأن هذا الأمر وهو الإمارة يحتاج إلى مواصفات معينة لا توجد فيك ، وأنت من أنت وهو يعلم محبة الرسول له ، فهو كما قال عنه في حديث أخر يبعث أمة وحده ، ولكن هنا الأمر مختلف .

ومع ذلك الرسول ولى خالدا رضي الله عنه بعد إسلامه مباشرة ، وقال لمعاوية إذا وليت أمر المسلمين فإتق الله وإعدل ، وأرى في هذه إشارة واضحة لتهيئة معاوية لأمر المسلمين ، فالكلمات لا تذهب هباء وكيف إذا كانت ممن لا ينطق عن الهوى .

ما أدين به أن الرسول صل الله عليه وسلم كان قد إطلع على ما هو كائن إلى يوم القيامة كما في حديث البخاري وغيره ، ولكن هذا الإطلاع ليس إطلاعا تفصيليا كما أشار إلى ذلك أكثر من عالم ، ولكن هذا الإطلاع جعل الرسول صل الله عليه وسلم قادر على أن يحدد للأمة المسار الذي يجب أن تسلكه حتى تنجو .

وجعله في المقابل قادر على أن يختار تلك الخيارات السليمة التي تخدم دعوته ، وتحدد من يصلح ومن لا يصلح ، ويعرف هل يسلم هذا أو ذاك ، وقادر على توظيف هذه المعلومة لمصلحة دعوته ، فتشعر بالرعاية الإلهية في هذا الأمر ، ومع ذلك عاتبه الله في الاعمى ، وهذا كله من أسباب قيام هذه الدعوة بدون مقومات تقريبا وإنتشارها هذا الإنتشار السريع .

ولكن عندما تختلط الأمور ويصبح غير المقدس مقدس ، عندها نحتاج إلى وقفة جادة مع النفس تعيد الأمور إلى نصابها ، فالرجال رجال ، وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر صل الله عليه وسلم ، وفعل الصحابي في الأمور الإجتهادية حجة عليه وليس حجة على الأمة ، ومن أخطأ فقد أخطأ ، فهذا عمر يقول أخطا عمر وأصابت أمرأة ، وهو عمر وهو من قال فيه الرسول صل الله عليه وسلم أنه ملهم أو محدث بمعنى أن قوله كان يوافق الصواب في الأعم الأغلب ، ومع ذلك يدرك هو بفطنته أنه في هذا الأمر أخطأ ويتراجع وأنتهى الأمر لا قداسة ولا تعنت بل منهج .

فالأمر هو لهذا المنهج وليس للأشخاص مهما بلغوا ، ولذلك الأمر يحتاج إلى توضيح ، نعانى في هذا الزمان من إختلاط الحدود والمفاهيم ، ولذلك يجب على كل واحد منّا فهم المنهج وفصل المنهج عن الرجال وعدم الخلط في المفاهيم .

ولذلك لا قدسية لثوب أولحية أوعالم ، القدسية هي للمنهج ، فمن خالف فقد خالف ومن وافق فقد وافق .

ففي الصحيح كما هو معلوم بأن مصير البشر بيد خالقهم وليس بأيدينا ، ولكننا نتكلم في التصرف المجرد ونحاول فهمه والحكم عليه بعيدا عن فهم كافة تصرفات الشخص أو تقييمها .

فنقول مثلا معاوية رضي الله عنه أخطأ في جعل الخلافة ملكا وحصر الملك في ذريته ، فهذه مخالفة صريحه للمنهج ، هو صحابي نعم وله فضله نعم وله وله وكل ذلك لا يعني بحال قدسية هذا أو ذلك كما قلنا .

ولكن كما نحكم على هذه الجزئية ، نقول أيضا بأن لهذا الصحابي أعمال جليلة ، وكان له دور كبير في إستقرار الشام سنوات طوال ، وأمّره عمر رضي الله عنه الذي كان يصرف الولاة لمظلمة او عدم كفاية أو حتى إذا شكاه الناس وكان يفكر في عزلهم لأربع سنوات ، لأن ما عندهم قد نفد وإن كان فيهم ظلم أراح العباد منهم ، وبقي في الخلافة إلى زمن عثمان رضي الله عنه ، وهو أول من ركب البحر مجاهدا ، وكان له دور كبير في إستقرار الحكم الإسلامي والقضاء على الفتن التي أنتشرت زمن عثمان وعلي رضي الله عنهما .

إن السعي الحقيقي للخروج من أزمتنا يكون بالفهم السليم للمنهج والحرص على تطبيقه ، وإعلاء أمره بعيدا عن رغبات البشر وتطلعاتهم ، فهذا المنهج يملك في ثناياه أسباب قوته ، ولا يحتاج منّا إلا إلى فهم وتطبيق فقط .

عندها تتحقق النصرة لمن يسعى في هذا السبيل ، لأن هذا السبيل هو ما اراده الله .

وهذا رأي شخصي .