الشعبونية عادة متوارثة تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي وإعادة الترابط الاجتماعي

الأنباط - مرح الترك

تنتشر العديد من الشعائر المظاهر المتوارثة من الحواضن التراثية والدينية في مجتمعاتنا الشرقية العربية، من أبرزها ما يطلق عليه "الشعبونية"، التي تعرف على أنها عادة اجتماعية تتزامن مع شهر شعبان، وإمتازت بإقامة الولائم والتزاور بين الأقارب وتناول الطعام بهف تعزيز صلة الرحم، إلا ّ أنه ومع مرور الوقت واختلاف الأفكار وتباين الأوضاع الإقتصادية تقلصت هذه المظاهر والعادات، علاوة على أن الكثير من الناس خاصة السواد الأعظم من1 أبناء الجيل الجديد لا يعرف هذه الشعائر والمظاهر.
خبير علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي قال أن "الشعبونية" بها فضائل متعددة سواء من الناحية الدينية والتضامن خلال إقامة الموائد ومساعدة النساء من الأهل والأقارب، دون المبالغة والإسراف والهدر، موضحا أنه ليس من شروطها أن تكون الموائد ضخمة بشكل مسرف، خاصة أن هدفها التقرب الاجتماعي وأن يكون الشخص قادر على إقامة العزائم ولديه الفطرة السليمة وليس من باب التفاخر لتحقيق الترابط الأسري بين بعضهم البعض. ت
وأضاف لـ"الأنباط"، أن "الشعبونية" من العادات والتقاليد الثانوية ولها العديد من الآثار الاقتصادية، لافتا الى وجوب تجددها دائما والإعتياد على وجودها بهدف توطيد العلاقات وصولا الى أجر صلة الرحم التي حثنا عليها الدين الاسلام عليها وأكد على أجرها الكبير.
بدوره قال الناطق الإعلامي لـ دائرة الافتاء العام أحمد الحراسيس أن هناك مظاهر عدة تشير إليها الأدلة الشرعية حول صلة الأرحام وجميع الأقارب من جهة الأب والأم، مشيرا الى تفاوت درجة المطالبة بالصلة بحسب درجة القرابة، فكلما كانت القرابة أقرب تأكدت الصلة أكثر.
وأضاف لـ "الأنباط"، يستحب للمسلم صلة أبناء عمومته بما يتيسر له من أنواع الإحسان، بالمال، وقضاء الحوائج، والزيارات، أو الاتصالات، ونحو ذلك، بحيث لا يكون في صلتهم محذور شرعي من اختلاط أو خلوة أو نظر محرم.
وفي السياق أكد المحلل الاقتصادي ايهاب البكري ،أنه بدون شك مثل هذه العادات تعمل على تحسين العامل الاقتصادي، وذات تأثير مادي عالي، خاصة في المجتمعات ذات الطابع العائلي أو القبلي كـ المجتمعات الشرقية العربية والمجتمع الأردني على وجه الخصوص.
وأضاف لـ"الأنباط"، أن تأثيرها مؤقت ولفترة زمنية قصيرة جدا ذات مدى محدود، مشيرا الى أنه وبالرجوع الى أساس النظريات الاقتصادية الحديثة، نجد أنها تتمحور حول توسيع الاقتصاد إما عن طريق التأثير على العرض او الطلب، بهدف صناعة الإستهلاك أو التأثير على سلوك المستهلك الذي يعتبر أساس الدورة الاقتصادية.
وتابع، إن الشعبونية او المعايدة نستطيع تشبيهها كـ إحدى الأدوات النقدية التي تؤثر إيجابا على الإقتصاد وتؤدي إلى النمو ونشاط الإقتصاد مؤقتا و موسميا فقط، مشيرا الى أنه ومع تطور التمدن في مجتمعاتنا العربية أصبحت البنوك أكثر تأثيرا من الشعبونية او المعايدة، ما يكفي المواطن التقليل عن كاهله من الديون وزيادة دخلة لتنشيط الاقتصاد، خاصة أن نسبة العبء الشهري لمديونية الأفراد لها تأثير كبير جدا على إنعاش الإقتصاد، وزادت في مجتمعنا حتى وصلت حدود تعتبر خطرة بحسب المؤشرات، ما يكون لها تأثير سلبي على الاستهلاك .