حول الدعوة لعقد "مؤتمر وطني فلسطيني"
بعد فترة تحضيرية انقضت بفعالية وهدوء التقى في فبراير المنصرم، مائة فلسطيني وفلسطينية تقريبا في الدوحة، على هامش المنتدى الفلسطيني السنوي، جاؤوا من فلسطين ومختلف بلدان العالم وأماكن اللجوء، ممثلين لقصص النجاح الفردية الفلسطينية في عديد المجالات المهنية والعلمية والأدبية والاقتصادية، ومن مختلف الوان الطيف السياسي والمدارس الفكرية، ومتفقين أن ما بعد السابع من أكتوبر يفترق عما قبله من برامج وأساليب عمل ونضال، وإن كان يبني على منجزات شعبنا ومسيرته النضالية وتضحياته الغالية.
إلتقى المجتمعون على شأن جامع وهو البناء على نصر المقاومة في السابع من أكتوبر 2023، وكيفية دعمه وتطويره، وحماية صيغة المقاومة وقواها، في مواجهة الأخطار الحقيقية المتمثلة في مخططات تصفية الفلسطينية وعلى رأسها محاولات التهجير من غزة قسريا أو بأشكال أخرى، وأيضا مواجهة النشاط الدؤوب لأطراف عدة فيما بات يسمى "اليوم التالي".
وفي ختام اللقاء، أطلق المجتمعون "نداء من أجل قيادة فلسطينية موحدة"، فهذا ألف باء أي برنامج عمل وطني، كما دعوا إلى عقد "مؤتمر وطني فلسطيني" يجمع شخصيات وفعاليات من جميع قطاعات شعبنا وفئاته، من داخل فلسطين وأماكن اللجوء والمهجر، للتصدي لمهمة انجاز هذا المطلب في هذه المرحلة الحرجة، وتشكلت لجنة تحضيرية للتهيئة لعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني على أرض عربية بالدرجة الأولى.
لسنا في حاجة لشرح تفاصيل الواقع الفلسطيني الصعب للقارىء العزيز، ولا لشرح أهمية اطلاق الجهود وتنسيق العمل الوطني، ولا نقلل من حجم العوائق والصعوبات التي ستواجه هذا العمل، إنما ما يلزمنا هو الارتقاء للمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا تجاه وطننا وشعبنا، وبذل كل الجهد لخلق تيارا وطنيا عريضا يعمل على تحقيق قيادة وطنية موحدة تكون قادرة ومؤهلة للتصدي لمخططات "اليوم التالي" ومهام الاغاثة العاجلة لشعبنا في غزة ومن ثم إعادة الاعمار، بالتزامن مع انجاز المهمة-المعضلة وهي إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية واستعادتها عنوانا صالحا وحقيقيا لمجمل النضال الفلسطيني وممثلا فعليا لكل الشعب الفلسطيني كما كان شأنها عند التأسيس.
أخيرا، لقد وجه المجتمعون نداءهم للشعب الفلسطيني مباشرة، ليتقدم من بين شبابه وشاباته أولئك الراغبين بتحمل المسؤولية الوطنية، عبر المشاركة السياسية من أجل الضغط واحداث التغيير، وللمشاركة بدمل جراح شعبنا النازفة في غزة، والضفة، وتخفيف معاناة أولئك اللاجئين على امتداد أماكن اللجوء، بما يحوزونه من خبرات وإمكانات وكفاءات في مختلف المجالات، يضعونها في خدمة شعبهم وفق برامج وخطط وألويات يُتفق عليها.
وائل ملالحه