بين الصورتين ..شتان ما بين حملة الزهور وحملة الأسلحة والفجور


الأنباط - فداء الحمزاوي

انتشرت منذ أيام صورة العرسان الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة بمنطقة دير البلح "شيماء ومحمود "الذين أصروا على تحدي ظروفهم وأوضاعهم المأساوية في ظل العدوان الاسرائيلي ، وعقد قرانهم واتخاذ خيمة من خيم النزوح كبيت للزوجية ، عرسان فلسطين لم تظهر في صورتهم لإشهار الزواج سوى ثوب فلسطيني أبيض ترتديه العروس وظهر العريس بقميص وبنطال وتغلب على ملامحه تعابير الفرح والانتصار الممزوج بغصة الألم والفقد ، يحملون بأيديهم باقة من الزهور ، كرسالة سلام ووئام وحب للحياة ، أهل غزة يبحثون عن الفرح في طيات حياتهم المليئة بالمآسي ، هم شعب يحبون الحياة ،أبناء فلسطين ،أرض الحب والسلام ،أبناء فلسطين العربية .


ومن الجهة الثانية وعلى النقيض تمامًا، انتشرت صورة لعرسان الكيان المحتل، ارتدت العروس فستان أبيض كمحاولة للتمويه عن قذارة حكومتها وارتدى العريس بدلة سوداء تعكس سواد قلوبهم وموت ضمائرهم ، ظهر في الصورة حملهم لسلاح ناري ، وما هذه إلا رسالة تؤكد على حبهم لسفك الدماء وحصد الأرواح وقتل الحياة في كل مكان يقبعون فيه على مر الأزمان ، نعم هذا هو الكيان المحتل الذي سجل أعلى معدل في التاريخ بجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني ، كيان الفسفور الأبيض والإبادة الجماعية وتفجير المباني وانتهاك حرمة المساجد والمستشفيات والمدارس والمقابر ، هذه صورة مصغرة تمثل دولة الاحتلال ونهجهم الراسخ في ذهن كل فرد من مجتمعهم الصهيوني.